دبي - (إيلاف): حازت «عاصفة الحزم»، التي تقودها القوات السعودية لاسترجاع الشرعية في اليمن من يد الانقلابيين الحوثيين، على دعم خليجي وعربي وإسلامي، إذ أتت ترجمة لوحدة صف عربي وإسلامي مطلوب تعضيده بإرادة الزعماء العرب، بعدما أرسى دعائمه خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفي مقدمة التفاعل الخليجي المرحب بالتحرك العربي المشترك أتى الترحيب الشعبي الإماراتي، إذ زكّى مواطنون وخبراء إماراتيون القرار العربي الذي جمع الجيوش الخليجية على قلب رجل واحد في وجه أطماع وتهديدات إقليمية للأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما دول مجلس التعاون الخليجي. فالإمارات موجودة في قلب التحالف الداعم للشرعية اليمنية، إذ تشارك 30 من مقاتلاتها في قصف معسكرات الحوثيين ومواقعهم في اليمن، إلى جانب 100 مقاتلة سعودية، و10 مقاتلات قطرية، و15 مقاتلة كويتية، و15 أخرى بحرينية، و6 مقاتلات أردنية، و6 أخرى مغربية، و3 مقاتلات سودانية، في معركة رصدت لها السعودية 150 ألفًا من جندها، وتبرعت مصر وباكستان بالمشاركة في هذه المعركة بالسفن والطائرات.
وغرد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على صفحته الخاصة بموقع تويتر فقال إن عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب من الحكومة الشرعية لليمن بالدعم والمساندة بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية والمسار السياسي المتفق عليه، «والقرار الصعب أصبح ضرورة في مواجهة العدوان والتمرد الحوثي والتهديد الاستراتيجي للخليج، من خلال منظومات صاروخية تشكل تهديداً متنامياً غير مقبول».
وأضاف قرقاش «التغيير الاستراتيجي في المنطقة لصالح إيران، والذي حمل لواءه الحوثيون، لم يعد يمكن السكوت عليه، والغلو والتغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية، والقيادة الإماراتية تابعت بالتفصيل تطورات الأزمة اليمنية مدركة أبعادها الاستراتيجية». وتابع مغرداً: «أمن الخليج كلٌّ لا يتجزأ، وأمن اليمن جزء من هذا الأمن».
وأكد قرقاش أن الأزمة في اليمن والانقلاب الحوثي مظهر آخر لاختراق النظام الإقليمي العربي ووهنه، «وعاصفة الحزم» صفحة جديدة من التعاون العربي لأمن المنطقة، والموقف الإماراتي متقدم سياسياً وعسكرياً في دعم السعودية وأمن الخليج، وهذا هو الموقف الإماراتي المدرك دائماً لشمولية الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأشار قرقاش إلى أن الإمكانيات المتطورة التي بنتها الإمارات والموقف السياسي الصلب لقيادتها ومصداقيتها، «تضعها في موقع متقدم في دعم اليمن الشقيق وفي تعزيز أمن الخليج. ودعواتنا لنجاح عاصفة الحزم، وقلوبنا مع أبناء الخليج المشاركين في العملية، وهدفنا النجاح في عودة الأمن لليمن وحماية أمن الخليج عبر بوابة اليمن».
وأضاف «وطني الإمارات قوة خير واستقرار لصالح اليمن الشقيق والخليج كله، ومواقفنا السياسية الواضحة لصالح المنطقة واستقرارها تكتسب الاحترام والمصداقية».
وتابع قرقاش قائلًا «علينا أن نوظف الحزم والإرادة الخليجية التي تمثلت في إطلاق «عاصفة الحزم» لتعاون استراتيجي خليجي عربي أوسع، يحصن عالمنا ويحفظ أمنه واستقراره، وقرار «عاصفة الحزم» لم يأتِ متسرعًا، وسبقه جهد سياسي مكثف ومبادرات صادقة لم تصادف إلا جحوداً وعدواناً.. وهذا العلاج جاء بعد أن طرقنا كل الأبواب». وختم قرقاش «منذ الانقلاب الحوثي وعدوانه المتمدد طال اليمن كله، وأراد أن يفرض منطق الغالب والمغلوب على شعبه، ودعم الشرعية يصب في مصلحة اليمن ومواطنيه». ووصفت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الخطوة الخليجية بأنها «عكست درجة عالية من الذكاء في تحقيق الأهداف، في ما يخص توزيع الأدوار بين الدول العربية، والقدرة على اختراق الداخل الحوثي في اليمن».