عواصم - (وكالات): أكد قادة الفصائل الشيعية ضمن قوات الحشد الشعبي التي لعبت دوراً رئيساً في الهجوم على تكريت تجميد مشاركتها في المعارك ضد تنظيم الدولة «داعش»، وفق ما أعلن قادتها.
وكانت الفصائل أعلنت مراراً معارضتها المشاركة الأمريكية في العملية، لكن المقاتلات الأمريكية نفذت أولى ضرباتها على مواقع تنظيم الدولة «داعش» في تكريت. وفي واشنطن، أعلن البنتاغون أن هذه القوات المرتبطة بإيران لم تعد تشارك في الهجوم لاستعادة السيطرة على تكريت. وقال المتحدث باسمه الكولونيل ستيفن وارن إن «القوات التي بقيت في أرض المعركة هي تلك الخاضعة للسيطرة المباشرة لوزارة الدفاع العراقية». وأضاف أن قوات الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين من الشيعة والسنة ولاتزال تشارك في المعركة تتبع أوامر وزارة الدفاع العراقية فقط.
وأكد المتحدث أن «تلك الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران والمخترقة من قبلها أو أنها خاضعة لتأثيرها تمت إزاحتها كلياً من أرض المعركة».
وقال إن «مغادرتها أرض المعركة أمر مرحب به».
وأشار إلى شن 3 ضربات جوية على مواقع «داعش» في تكريت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
من جهتهم، قال عدد من قادة فيلق بدر بقيادة هادي العامري، أحد أبرز الفصائل الشيعية، إن المجموعة ستجمد مشاركتها لكنها لن تنسحب تماماً من العملية.
وقال أحدهم عرف عن نفسه باسم باقر في العوجا، جنوب تكريت، «نعتبرها استراحة لحين حل مسألة التحالف».
والفصائل الشيعية تشكل القوة الداعمة للقوات الحكومية التي بدأت هجومها لإخراج «داعش» من تكريت في 2 مارس الجاري.
وأكد قائد آخر من فيلق بدر وقف المشاركة وقال إن هذا القرار هو نتيجة «ضغوط دولية».
وكانت إيران حتى الآن الشريك الأجنبي الرئيس في المواجهات التي تخوضها القوات العراقية ضد «داعش» الذي احتل مساحات واسعة في العراق في يونيو الماضي.
ولكن عندما بدأت العملية تشهد تباطؤا طلبت الحكومة العراقية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن ضربات جوية في المنطقة فاشترطت الأخيرة تعزيز دور القوات الحكومية ثم أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الفصائل الشيعية بدأت بالانسحاب من العملية.
وأثار ذلك غضب بعض الفصائل التي يعود إليها الفضل في خوض المعارك الأخيرة وباتت تتهم واشنطن اليوم بأنها تريد «الاستئثار بالنصر» عبر إرسال طائرات مقاتلة بعد 3 أسابيع من بدء العملية.
ولم يعرف على الفور إن كانت كل القوات العراقية غير النظامية متفقة لكن قادة بدر قالوا إن غالبيتها وافقت على الخطوة.
وحذر المرجع الشيعي آية الله السيستاني من الانقسامات في صفوف القوات التي تقاتل «داعش».
وقال الشيخ أحمد الصافي وكيل السيستاني في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني في كربلاء «لابد أن نلفت النظر إلى مسألة وحدة الرؤيا وتنسيق المواقف (...) وتوحيد القرارات المهمة والخطيرة خصوصاً وأن الانتصارات القريبة كانت بجهود الإخوة الجيش والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى ولابد أن يبقى هذا الزخم المعنوي والمادي حاضراً دائماً».
ودعا «القيادات الميدانية إلى الاجتماع والتشاور فيما بينها وترفع الأمر للقيادة العليا للقوات المسلحة باتخاذ القرار المناسب والسليم».