عواصم - (وكالات): تمكنت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية في المعارضة السورية المسلحة من دخول مدينة إدلب شمال غرب سوريا وسط استمرار المعارك العنيفة بينها وبين قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن المدينة باتت شبه مطوقة. وقال «دخلت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وكتائب إسلامية بينها حركة أحرار الشام، مدينة إدلب»، مشيراً إلى أن مجموعات عدة من المقاتلين «تشتبك بعنف مع القوات النظامية في مناطق عدة داخل المدينة».
وذكر أن الطيران التابع لقوات النظام يقصف بعنف تجمعات المقاتلين والأماكن التي تقدموا إليها.
وبدأت مجموعة من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة التي تجمعت في ما أسمته «جيش الفتح» هجوماً عنيفاً على مدينة إدلب الثلاثاء الماضي. وقتل في المعارك منذ بدء «غزوة إدلب»، بحسب تسمية المهاجمين، 117 مقاتلاً، هم 45 من جهة النظام و72 من جهة المقاتلين، بحسب المرصد.
وتسيطر جبهة النصرة على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا التي لا تزال في أيدي قوات النظام.
وفي حال سقوطها، ستكون إدلب، ثاني مركز محافظة تخسره قوات النظام بعد مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة.
وأوضح عبد الرحمن أن «النظام لم يعد لديه إلا منفذان إلى خارج المدينة، أولهما من الجهة الشمالية الشرقية والثاني من الجهة الجنوبية الغربية»، مشيراً إلى أن الجيش استقدم تعزيزات.
في غضون ذلك، رحب الرئيس بشار الأسد بأي توسع للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبراً أن من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة، وذلك في لقاء مع عدد من وسائل الإعلام الروسية بثته وكالة الأنباء الرسمية «سانا».
وقال الأسد إن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري ضروري جداً لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي».
وأضاف «بالنسبة لنا كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور مهم لاستقرار العالم».
وتابع الاسد «اننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط وتحديدا على الشواطىء وفي المرافىء السورية لنفس الهدف الذي ذكرته». ولروسيا قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ طرطوس السوري على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق موروثة من العلاقات الوثيقة التي تربط موسكو بدمشق. وقد أنشئت بموجب اتفاق أبرم في عام 1971 إبان الحقبة السوفياتية. وهي تضم ثكنات ومباني تخزين وأحواض عائمة وسفينة للقيام بأعمال صيانة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الروسية.
من جهة أخرى، علق الأسد على المبادرة الروسية القاضية بجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين تمهيداً لحوار محتمل لحل الأزمة، فوصفها بأنها «مهمة وضرورية (...) مهمة لأنها أكدت على الحل السياسي وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية».
وأكد أن إنجاحها «يتطلب ألا تتدخل الدول الأخرى وأن يكون الحوار سورياً»، مشيراً إلى أن الدور الروسي «دور تسهيلي لعملية الحوار بين السوريين وليس دوراً يفرض عليهم أي أفكار».
في الوقت ذاته، أعلنت أبرز قوى المعارضة في الداخل السوري موافقتها على المشاركة في اللقاء الذي دعت إليه موسكو مطلع الشهر المقبل بين ممثلين للحكومة والمعارضة السوريتين بهدف التمهيد لحوار حول حل النزاع.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أخيراً أن موفدين من الحكومة السورية وقسماً من المعارضة سيلتقون من 6 إلى 9 أبريل في موسكو.
وقال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين إن «رئيس التيار واثنين من أعضائه سيحضرون المؤتمر».
ورفض التيار حضور الجولة الأولى من المحادثات التي عقدت في موسكو في يناير الماضي وجمعت 32 شخصية من الحكومة ومجموعات معارضة مقبولة من النظام.
وأوضح حسين أن التيار لم يوافق على حضور اللقاء في حينه «لأن المدعوين كانوا من القوى الموالية للنظام أكثر منها المعارضة بينما هذه المرة اختلف الأمر ووجهت الدعوة إلى القوى التي تعارض النظام بشكل واضح»، معتبراً أن «الروس أكثر جدية هذه المرة».