أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أهمية اعتماد القمة العربية مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي من دولنا العربية، من منطلق الحرص على أمن واستقرار المنطقة من جميع النواحي.
وأشار عاهل البلاد المفدى، في كلمة له خلال مشاركته أمس في الجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية السادسة والعشرين في قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة، إلى أن التدخل العسكري الفوري في اليمن، وبتأييد دولي كبير لإعادة الأمن والاستقرار والشرعية باليمن الشقيق، جاء كإجراء حاسم لا بد منه، تمليه علينا المسؤولية التاريخية، ويستند على ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وتأكيداً منا على التضامن العربي مع اليمن وقيادته الشرعية، وحرصاً على سيادته واستقلاله ووحدة شعبه وأراضيه، وحماية محيطه الإقليمي في باب المندب وبحر العرب، التزاماً منا بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحرية الملاحة والتجارة العالمية.
وأضاف العاهل المفدى أن هذه الخطوة لم تتخذ إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل والمساعي والجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة، وأهمها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، التي توافق عليها جميع اليمنيين.
وشدد على الموقف الرافض لانتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط وأهمية إعلانها منطقة خالية من هذه الأسلحة. ومحاربة التطرف الفكري والتشدد المذهبي وانتشار الإرهاب البغيض المتعدد الأشكال والمظاهر والشعارات في المنطقة.
وقال جلالة الملك المفدى إن «كانت قضايانا وتحدياتنا اليوم، متعددة ومتشعبة، فإن مواقفنا هي ذاتها، ثابتة لا تتغير، وفي مقدمتها التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وضرورة وقف الاستيطان ورفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة».
وأكد جلالته «حق الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران وفقاً لمبادرتها السلمية بالتفاوض أو باللجوء لمحكمة العدل الدولية»، مؤيداً حق السوريين والعراقيين والليبيين في الحفاظ على سيادة دولهم وسلامتها الوطنية، وبناء نظامهم السياسي بحرية واستقلال، دون تدخل من أية قوة خارجية.
وأوضح جلالة الملك المفدى أن «التحدي الذي تواجهه أمتنا، بالغ الصعوبة والخطورة، وعلينا أن نكون عند مستوى هذا التحدي، كقوة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضاً».
وقبل بدء الجلسة الافتتاحية صافح جلالة الملك، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي الذي رحب بجلالته ، شاكراً جلالته على تلبيته دعوته والمشاركة في هذه القمة.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك المفدى السامية أمام القمة العربية في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
إنه لمن دواعي سرورنا، أن نشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وأن نهنئ أخانا فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، على استضافة هذه القمة وترؤسها، بما سيسهم في قيادة سفينتنا العربية إلى بر الأمان بكل حكمة واقتدار، في ظل الظروف الصعبة والدقيقة من تاريخ أمتنا، فمصر، وعلى مر العصور كانت ومازالت ، هي السند للعرب، وصاحبة الريادة في الدفاع عن قضايا أمتنا ومصالحها، شاكرين فخامته والشعب المصري الشقيق على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
ونتقدم بالشكر أيضاً إلى أخينا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لما اضطلع به سموه من جهود متميزة ، ومبادرات كثيرة، تصب في مصلحتنا وتعبر عن آمالنا، وعلى مبادراته الدائمة في العمل على رأب الصدع وتعزيز اللحمة، بما أدى إلى نتائج مثمرة وملموسة، خلال فترة ترؤس سموه للقمة العربية في دورتها السابقة، فله منا عظيم الامتنان والتقدير.
كما ونقدر الجهود الكبيرة التي يقوم بها معالي الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، الذي لم يدخر وسعاً في متابعة القضايا العربية وتقديم مقترحاته وأفكاره البناءة لمصلحة العمل العربي المشترك، ونشيد بدوره المقدر والهام في اتخاذ الخطوات المطلوبة من أجل إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، كما نتقدم له ولجميع العاملين في الأمانة العامة للجامعة بالشكر على الإعداد الجيد لهذه القمة.
الإخوة الكرام، إن اجتماعنا هذا يعبر عن التئام الشمل العربي، وينقل للعالم بأسره أن العرب هم متحدون في مواقفهم، ويتبادلون الرؤى فيما بينهم، ويناقشون قضاياهم بصراحة، ويأخذون قراراتهم بحكمة وروية، ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق، إحساساً بالواجب القومي، ولمواجهة التحديات الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا.
ولعل أهم هذه التحديات، هو ما يواجهه اليمن الشقيق من أوضاع وتطورات متسارعة ومؤثرة على أمننا القومي أدت إلى استجابتنا والأشقاء العرب، لدعوة أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية حفظه الله، بتلبية طلب فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس اليمن الشقيق، بالتدخل العسكري الفوري، وبتأييد دولي كبير لإعادة الأمن والاستقرار والشرعية باليمن الشقيق، كإجراء حاسم لابد منه، تمليه علينا المسؤولية التاريخية، ويستند على ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وتأكيداً منا على التضامن العربي مع اليمن وقيادته الشرعية، وحرصاً على سيادته واستقلاله ووحدة شعبه وأراضيه، وحماية محيطه الإقليمي في باب المندب وبحر العرب، التزاماً منا بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحرية الملاحة والتجارة العالمية مؤكدين بأن هذه الخطوة لم تتخذ إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل والمساعي والجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة، وأهمها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، التي توافق عليها جميع اليمنيين.
الأخوة الكرام،، من منطلق حرصنا على أمن واستقرار المنطقة من جميع النواحي، فإننا نؤكد على أهمية اعتماد هذه القمة مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي من دولنا العربية.
وفي هذا السياق، فإننا نؤكد أيضاً على موقفنا الرافض لانتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط وأهمية إعلانها منطقة خالية من هذه الأسلحة. ومحاربة التطرف الفكري والتشدد المذهبي وانتشار الإرهاب البغيض المتعدد الأشكال والمظاهر والشعارات في المنطقة.
الأخوة الكرام،، إن كانت قضايانا وتحدياتنا اليوم، متعددة ومتشعبة، فإن مواقفنا هي ذاتها، ثابتة لا تتغير، وفي مقدمتها التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية ، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وضرورة وقف الاستيطان ورفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، كما إننا نؤكد على حق الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران وفقاً لمبادرتها السلمية بالتفاوض أو باللجوء لمحكمة العدل الدولية. ونؤيد حق إخواننا في سوريا والعراق وليبيا في الحفاظ على سيادة دولهم وسلامتها الوطنية، وبناء نظامهم السياسي بحرية واستقلال، دون تدخل من أية قوة خارجية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن التحدي الذي تواجهه أمتنا، بالغ الصعوبة والخطورة، وعلينا أن نكون عند مستوى هذا التحدي، كقوة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضاً. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد على طريق الخير والحق خطانا بما فيه مصلحة شعوبنا وهو ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.