عواصم - (وكالات): أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن نجاح الجزء الأول من العمليات العسكرية «عاصفة الحزم» بعد مضي 3 أيام من انطلاقها، وهو إعطاب جميع طائرات ميليشيات المتمردين الحوثيين والقوات المتحالفة معها، وقطع مراكز اتصالاتها، خاصة في صنعاء والحديدة وصعدة، مؤكدة أنه «إذا تطلب الموقف تدخلاً برياً سيتم تقييم الوضع والتصرف، خاصة أن القوات البرية تقوم بدورها عن طريق المدفعية»، مشيرة إلى أن «قوات التحالف استهدفت تحركات برية وقوافل إمداد للحوثيين جنوب اليمن». وقال مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث الرسمي لقيادة تحالف دول الائتلاف لدعم الشرعية في اليمن، العميد ركن أحمد عسيري في المؤتمر الصحافي أمس في الرياض أنه، لم يعد هناك طائرات للحوثيين ولا مراكز اتصالات، مؤكداً في الوقت نفسه عدم استبعاد أن تكون تلك الميليشيات قد خزنت أسلحة وذخائر، موضحاً أن الميليشيات الحوثية واصلت تحريك قواتها باتجاه الحدود السعودية، مشدداً على أن الجيش السعودي يتصدى لكل محاولات الحوثيين لاختراق الحدود، كاشفاً أن قدرات الحوثيين تضعف يوماً بعد يوم حتى تفقد قدرتها على التأثير. وذكر أن الضربات الجوية التي تقودها السعودية دمرت معظم الصواريخ الباليستية التي استولى عليها الحوثيون من الجيش اليمني. وأكد أن التحالف مستمر في استهداف قواعد الصواريخ، وكذلك التجمعات المسلحة على الحدود السعودية، ومخازن الذخيرة والقوات الحوثية، معلناً في الوقت ذاته استهداف قوات التحالف أحد قادة الحوثيين أمس، وشدد على أنه تم تحييد المضادات الأرضية والسيطرة على أجواء اليمن في أول 15 دقيقة.
وأشار إلى أن «الميليشيات الحوثية تقصف منازل المواطنين بالهاون لإلصاق التهمة بقوات التحالف»، كما أنها تتحصن داخل تجمعات سكانية»، مشدداً على أنه «لا يتم تدمير البنية التحتية بضربات عشوائية»، موضحاً أن «الغارات ستتواصل لإعاقة التحركات وقطع إمدادات الحوثيين، وأنه يتم استخدام قنابل ذكية ومعلومات دقيقة لتجنب أي إصابات مدنية». ولليلة الثالثة على التوالي قصفت طائرات التحالف مواقع المتمردين في صنعاء ومحيطها، في أعنف غارات منذ بداية الحملة. وبحسب شهود، استهدفت الغارات مواقع عسكرية خصوصاً مواقع الدفاع الجوي ومخازن الذخيرة حول العاصمة. وقالت وكالة أنباء دولة الإمارات العضو التحالف العربي، إن سلاح الجو الإماراتي نفذ غارات جديدة على مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء ومحافظة مأرب المجاورة. وأفاد الشهود من سكان صنعاء أن الغارات الجوية استهدفت بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية شرق المدينة وغربها وجنوبها. وتحدثت تقارير عن خسائر كبيرة للحوثيين جراء الضربات السابقة.
كما شملت الغارات مقر كلية الطيران والدفاع الجوي وألوية الصواريخ في «فج عطان» ومقر قيادة القوات الخاصة بصنعاء. كما استهدف القصف الجوي مخازن السلاح للقوات الخاصة بمنطقة «عصر» غرب صنعاء، ومخازن أخرى في جبل «نُقم» شرقيها، بالإضافة إلى مواقع في محافظة مأرب شرق صنعاء. وواجه الحوثيون وحلفاؤهم مجدداً الطائرات المغيرة بالمدافع المضادة للطيران. وكانت الضربات في اليومين السابقين قد استهدفت بعضاً من هذه المواقع، بالإضافة إلى دار الرئاسة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ يناير الماضي. وفي عدن ثاني أكبر المدن اليمنية تحتدم المعارك بين المليشيات الحوثية ولجان الدفاع عن الأحياء ما خلف عشرات القتلى خلال 3 أيام، بحسب مسؤول محلي. كما دوت انفجارات قوية في مخزن أسلحة تابع للجيش هاجمه لصوص منذ الجمعة الماضي بعد أن أخلاه الجنود، بحسب شهود أفادوا بسقوط ضحايا.
وذكرت تقارير أن العشرات سقطوا بين قتلى وجرحى، جراء الانفجارات التي هزت أكبر مستودع للأسلحة في المدينة، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان جنوب البلاد.
وأكدت مصادر أن الانفجارات كانت قوية وتردد صداها في كامل أرجاء عدن، بينما أفادت تقارير بأن الانفجارات وقعت في مجمع جبل حديد القريب من ممتلكات سكنية وتجارية، ونقل عن مصادر محلية يمنية تأكيدها مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. وفي وقت لاحق، قال سكان إن قوات جوية بقيادة السعودية ضربت قافلة لمقاتلين حوثيين يتقدمون صوب المدينة.
في الأثناء، ذكرت مصادر أمنية يمنية لوكالة أسوشيتد برس أن نحو 80 من مسلحي الحوثي والجنود الموالين لهم قتلوا في اليومين الأولين من العملية.
من جهتها، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن اللواء صالح الصبيحي الموالي للرئيس هادي قوله إن غارات التحالف دمرت 40% من أنظمة الدفاع الجوي للحوثيين وقوات صالح. وكانت السعودية أطلقت عملية «عاصفة الحزم» دعماً للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي وكاد يجبر على ترك عدن بعد تقدم الحوثيين باتجاه هذه المدينة الجنوبية الكبيرة.
وأكدت المملكة أنها تريد بذلك التصدي «لعدوان» إيران التي تتهمها بدعم الحوثيين والسعي إلى «الهيمنة» على المنطقة. وكان المتمردون الحوثيون، بمساعدة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي يملك أنصاراً داخل الجيش، انطلقوا من معقلهم في صعدة شمال اليمن باتجاه وسط البلاد وغربها قبل أن يتقدموا باتجاه الجنوب.
وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن بلاده ستقدم مساعدة تقنية إلى السعودية في تدخلها العسكري في اليمن في إطار العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين. وقال «سنقدم كل ما يمكننا لعملية السعوديين ومجلس التعاون الخليجي، لكننا لن نشارك في عمل عسكري». من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن «الرئيس عبدربه منصور هادي باق في الرياض ولن يعود الآن إلى عدن إلا عندما تستتب الأمور أولا».