عواصم - (وكالات): تكثفت الجهود الدبلوماسية أمس بهدف التوصل إلى اتفاق يبدد مخاوف المجموعة الدولية من احتمال امتلاك إيران السلاح الذري فيما أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تفاؤلاً معرباً عن ثقته بإمكان حل الخلافات في المفاوضات، بينما قال مسؤولون إن طهران والقوى الكبرى قاربت على التوصل لاتفاق من صفحتين أو 3 صفحات تتضمن أرقاماً محددة تشكل الأساس لاتفاق طويل المدى يهدف إلى إنهاء مواجهة بدأت قبل 12 عاماً بشأن طموحات طهران النووية. وقال ظريف إثر لقائه نظيريه الألماني والفرنسي على حدة في لوزان بسويسرا «أعتقد أننا أحرزنا تقدماً. إننا نتقدم وأعتقد أنه بإمكاننا إحراز التقدم اللازم للتمكن من حل كل القضايا وبدء صوغ نص سيصبح الاتفاق النهائي».
ومع وصول وزيري خارجية فرنسا وألمانيا إلى سويسرا أمس للانضمام للمحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني، حذر مسؤولون غربيون وإيرانيون على دراية بالمفاوضات بأن احتمال أن تمنى بالفشل لايزال قائماً. ويتواجد كيري وظريف في مدينة لوزان منذ أيام للتوصل لاتفاق إطار بحلول مهلة تنقضي في 31 مارس الجاري بين إيران من ناحية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من ناحية أخرى.
وقال مسؤول إيراني كبير مطلع على المحادثات إن «الجانبين قريبان من الخطوة الأخيرة وقد يتم التوقيع أو الاتفاق والإعلان شفهياً».
وكرر مسؤولون آخرون نفس التصريحات في الوقت الذي حذروا فيه من أنه لاتزال هناك الكثير من النقاشات المحتدمة بشأن عدد من القضايا الحساسة. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافيين لدى وصوله «آمل أن نتوصل لاتفاق قوي، إيران لها الحق في الحصول على الطاقة النووية المدنية أما فيما يتعلق بالقنبلة النووية فالإجابة هي لا».
وتابع قوله «كانت المحادثات طويلة وشاقة، حققنا تقدماً في نقاط معينة لكن في أخرى لم يكن التقدم كافياً».
والهدف من المفاوضات الجارية منذ نحو 18 شهراً هو التوصل لاتفاق توقف بموجبه إيران الأنشطة النووية الحساسة لمدة 10 سنوات مقابل رفع العقوبات على أن يكون الهدف النهائي هو إنهاء مواجهة إيران النووية المستمرة منذ 12 عاماً مع الغرب وخفض مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط. وقبل اجتماع آخر مع ظريف قال كيري إنه يتوقع أن تمتد المناقشات لوقت متأخر.
ومن المقرر أن يصل وزير خارجية بريطانيا وروسيا في لوزان إلى جانب مسؤول صيني بارز.
وإذا تم الاتفاق فإن الوثيقة ستغطي أرقاماً رئيسة لأي اتفاق نووي في المستقبل بين إيران والدول الست مثل الحد الأقصى لعدد وأنواع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن لإيران تشغيلها وحجم مخزونات اليورانيوم التي يمكنها الاحتفاظ بها وأنواع الأبحاث النووية والتطوير التي بوسعها القيام بها وتفاصيل رفع العقوبات التي شلت اقتصاد إيران.
وقال مسؤولان إن من المرجح أن يعلن معظم محتوى اتفاق الإطار رغم أن بعض البنود ستكون قيد السرية. ومن بين الأرقام الرئيسة في الاتفاقية مدة الاتفاقية التي قال المسؤولون إنها لا بد وأن تستمر أكثر من 10 سنوات. وفور انتهاء أجل الاتفاقية الرئيسة فمن المرجح أن تكون هناك فترة من المراقبة الخاصة للأمم المتحدة للبرنامج النووي الإيراني. ومن المفترض أن يأتي بعد اتفاق الإطار اتفاق شامل بحلول 30 يونيو المقبل يتضمن كل التفاصيل الفنية بشأن الحدود التي ستضعها إيران على الأنشطة النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوقيع رسمياً على اتفاق الإطار بين الجانبين أو الاتفاق عليه شفهياً. ويعارض الإيرانيون فكرة الاتفاق الخطي خشية أن يؤدي الالتزام خطياً بشيء إلى الحد من القدرة التفاوضية لطهران في الوقت الذي يتم فيه وضع التفاصيل الفنية خلال الأشهر المقبلة. وقال المسؤولون إنه حتى إذا تم قبول مثل هذا الاتفاق المبدئي خلال الأيام المقبلة فلا يوجد ما يضمن أن يتمكن الجانبان من الاتفاق على التفاصيل الفنية الكثيرة بحلول 30 يونيو المقبل. وحذروا من أن المفاوضات مازالت يمكن أن تنهار بعد ذلك.
وهناك بعض التفاصيل المعلنة منذ أشهر. وذكر موقع للحكومة الإيرانية على الإنترنت في نوفمبر الماضي أن واشنطن قد تسمح لإيران بالاحتفاظ بنحو 6 آلاف جهاز طرد مركزي من الأجيال الأولى بدلاً من نحو 10 آلاف جهاز طرد مركزي تعمل الآن.
وإلى جانب رفع عقوبات الأمم المتحدة يقول المسؤولون إن أكبر النقاط العالقة في المحادثات مازالت أبحاث أجهزة الطرد المركزي وتطويرها.
ويقولون إن إيران تريد إجراء أبحاث لأجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو تحت الأرض ولكن الدول الغربية لا تحبذ فكرة تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي هناك. وقال المسؤولون إن الاتفاق سيدعو إلى رفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشكل تدريجي وفقاً لجدول محدد مع احتمال رفع بعض العقوبات بسرعة جداً.