أقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مأدبة إفطار في قصر الروضة مساء اليوم بحضور صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء.
كما حضر المأدبة اصحاب السمو وكبار افراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى واعضاء المجلس الاعلى للقضاء واصحاب الفضيلة العلماء ورجال الدين والمشايخ والوزراء ونواب رئيسي مجلسي النواب والشورى والمحافظون وممثلو الجمعيات المشاركة في حوار التوافق الوطني.
وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم ، ثم القى الاستاذ الدكتور محمد الروكي عضو المجلس العلمي الاعلى رئيس جامعة القرويين بالمملكة المغربية الشقيقة كلمة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الوسطية مصانة ضد الطائفية..
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين ، و على آله و أصحابه أجمعين ، و على التابعين لهم باحسان إلى يوم الدين .
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظك الله و رعاك وسدد خطاك ،و أيدك بنصره و توفيقه في مسعاك و ممشاك .
إنها لسنة حميدة ومنقبة مجيدة ، هذه الدروس العلمية ،و المجالس الرمضانية الربانية ،التي تشرف عليها جلالتكم ، و تنفعون بها الناس في مشارق الأرض و مغاربها . و تسهمون بها في تنوير الفكر , و ترشيد العقل ، و بناء القيم ، و إنهاض الهمم، و الدفع بها إلى التي هي أقوم.
و إنني أتشرف اليوم بأن القي بين حضرة جلالتكم درسا موضوعه (( الوسطية مصانة ضد الطائفية)) و هو موضوع يتناسق مع واقع الأمة العربية الإسلامية اليوم ، و ما تعيشه من تشويشات بسبب ما يتسرب إلى بعض أبنائها من أفكار الغلو ، و ثقافة التطرف ، التي غالبا ما يمليها الإيغال في مستنقع الطائفية ، و البعد عن الوسط العدل الذي جاءت به شريعة الاسلام.
إن الوسطية خصيصة من خصائص الأمة الإسلامية المحمدية ، فقد بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وو جدها غاية في التمزق و التصدع ، قد أكلتها الطائفية، و أفنتها القبلية ، فبناها من جديد بناءً محكما قويا، بناها بدين الله عز و جل و كتابه المحكم ، الموحد الجامع ، و شريعته الغراء التي قوامها الوسطية و الاعتدال ، و الشمولية و الاكتمال كما هو مقرر في القرآن الكريم ، و مفصل في السنة النبوية الشريفة.
و الطائفية تعني فيما تعنيه الانغلاق على الرأي و عدم الانفتاح على الآخر ، و التقوقع على الذات ، و عدم مراعاة الغير ، و هي بذلك آفة عظمي ، و فتنة كبرى، لأن الآراء و المعتقدات لا تعرف قيمتها ، و لا يدرك صوابها ، أو خطؤها ، و مصلحتها أو مفسدتها ، و منفعتها أو مضرتها، إلا بعرضها على الغير للتقويم و التمحيص ، فإذا بقي صاحب الرأي حبيس رأيه ، منغلقا عليه ،حيل بينه وبين أن يعرف هل هو مصيب أو مخطئ ، مصلح أو مفسد ، نافع أو مضر، و لفظ الطائفية مصدر اصطناعي مأخوذ من الطائفة ، و هي الجماعة من الناس ، و غيرهم قلت أو كثرت ،و قد تطلق على الواحد . ثم استعملت للدلالة على معتقدات طائفة معينة و أفكارها و آراؤها التي لا تقبل غيرها، فهي منغلقة عليها ، ترى أنها الحق ، و أن ماسواها باطل ، لا تحاور و لا تحاَوَر ، و لا تأخذ و لا تعطي ، فهي لا تنظر إلا إلى ما عندها ، و لا تقف من الأمور إلا على أطرافها ، فتغيب عنها أطرافها الأخرى و أوساطها ، و يفوتها بذلك خير كثير ، و بذلك فهي عكس الوسطية التي تعني الاعتدال و التوازن و أخذ الأمور من أوساطها ، كما تعني أيضا البعد عن الغلو و الشطط و أخذ الأمور من حواشيها و أطرافها.
الوسطية هي التوسط في كل شيء بين الافراط و التفريط ، فهي توسط بين الماديات و الروحيات ، و بين الواقعية و المثالية ، و بين الفردانية و الجماعية ، و بين الدينيات و الدنيويات، و بين الذاتيات و الموضوعيات ، و بين المشخصات و المجردات.
وهكذا فهي توسط بين كل طرفين متناقضين أو متضادين أو متقابلين نوعا من التقابل.
ومن تتبع الطائفية و تاريخها و مفاسدها و مضارها و فتنها في الامم والمجتمعات وتتبع الوسطية و مصالحها و أثرها في البناء الراشد و تصحيح مسار الحياة ، و الدفع بالناس إلى التي هي أرشد و أقوم ، و أسد ،و أحكم ، من تتبع ذلك ، وجد أن الطائفية داء ، و ان الوسطية دواء و شفاء ، و لذلك لم تكن الأمة الإسلامية عزيزة قوية متماسكة إلا حينما انتشر فيها الفكر الوسطي و صرف فيها طرقه و مسالكه ، و لم تستطع أن تبني حضارتها الراشدة الرائدة ، إلا حينما كانت ثقافة الوسطية فيها سائدة.
الوسطية حصانة من الطائفية ، و جُنة واقية من ضرباتها الفتاكة ،و حماية من فتنها المهلكة ، و قديما قال الشاعر و هو يتغنى بالوسطية الحامية الواقية و أن الجماعة و القبيلة تقوى بها و تتماسك و تصمد أمام الحوادث الصادمة ، و أن الطائفية تضعف أمام ذلك و لا تقدر على الثبات و المواجهة.
لأن موقع الطرفية أدعى إلى السقوط و أن موقع الوسطية محمي من ذلك ، قال في هذا المعنى:
كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا فالأخذ بالوسط يحمي من آفة التطرف ، إذ الواقع في الوسط يرى موقعه و موقع الطرفين ،أما الواقع في أحد الطرفين فلا يرى إلا موقعه و لا يرى موقع الطرف الآخر و لا الوسط.
و إنما كانت الوسطية حصانة و حماية من الطائفية لما تمتلكه من أسباب هذه الحماية و الحصانة و مقوماتها التي ليس لعاقل أن ينازع فيها ، و منها:
أولاً: أن الوسطية هي الوضع الطبيعي لهذه الأمة و أنها خصيصتها التي اختارها الله لها(( و ربك يخلق ما يشاء و يختار )) فقد أخبر الله عز وجل عن هذه الأمة أنها أمة وسط ، فقال سبحانه وتعالى في معرض الحديث عن القبلة و دروسها البالغة- )) و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا)) هذا هو اختيار الله لهذه الأمة به جرت مشيئته ، و تمت إرادته ، و اقتضت حكمته ، أن تكون هذه الأمة أمة وسطا.
فالأمة الإسلامية المحمدية - إذاً – هي أمة الوسطية و لم يعل شأنها إلا بالوسطية ، و لم يرتفع قدرها إلا بالوسطية و الوسطية مصدر اصطناعي مأخوذ من الوسط ، و هو اللفظ الذي ورد في الآية السابقة (( أمة وسطا)) و وسط الشيء في عالم المحسوسات هو مركزه و قطبه ، ثم استعير لكل خصلة محمودة لتوسطها بين الإفراط و التفريط لأن كل شيء له طرفان و واسطة ، كالجود هو وسط بين الإسراف و البخل ، و الشجاعة هي وسط بين التهور و الجبن ، و هكذا .
و فُسر الوسط في الآية الكريمة بالخيار و العدل ، ((و كذلك جعلناكم أمة وسطا )) أي خيارًا عدولًا:
أما تفسيره بالخيار فاستدل عليه بقوله تعالى:(( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله )) و يؤكده الأثر المشهور ، خير الأمور أوسطها .
و أما تفسيره بالعدل فاستدل عليه بحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: ))و كذلك جعلناكم أمة وسطا )) أي : عدلاً. أخرجه الترمذي و قال حديث حسن صحيح . و تشهد له اللغة أيضا ، قال زهير: هم وسط يرضى الانام بحكمهم ،اذا نزلت إحدى الليالي بمعظم والجمع بين المعنيين أولى واوجه لانهما متلازمان ويجمع معاً فسر قوله تعالى : " قال أوسطهم أي خيرهم اعدلهم .
ثانيا : الاستيعاب والجامعية فالإسلام بوسطيته العقدية والعبادية والتشريعية والخلقية يمتلك القدرة على استيعاب الآخرين اشخاصاً وافكارا ومذاهب ومناهج ما دامت لا تدعو الى المفاسد وهدم الثوابت وهو باحكامه ومقاصده ومكارمه جامع واسع تتعايش في رحابه مختلف الانساق والمنظومات الفكرية المتعقلة ، وتتلاقى في ظلاله الوارفه متعدد وجهات النظر وانماط المعارف البشرية السليمة نحو ملتقى الحضارات ومجمع الثقافات .
ومن دلائل هذه الجامعية وهذا الاستيعاب والسعي :
1- قوله تعالى : " لا يَنْهَاكمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " . " إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " .
2- قوله تعالى : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ? وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَ?هُنَا وَإِلَ?هُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " العنكبوت 46 .
3- قوله تعالى " {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92] .
4- قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) فهذه الآيات ونظائرها تدل على ان الاسلام بوسطيته واعتداله يسع جميع المذاهب والاتجاهات ويدعو الى الحوار معهما بالتي هي احسن والتعايش معهما بالتي هي اعدل مالم تسع الى الظلم والعدوان هذا مع غير المسلمين فكيف مع المسلمين مهما اختلفوا .
5- ومن ادلة ذلك ايضاً الوثيقة النبوية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم دستور الضبط علاقة المسلمين فيما بينهم وحفظ حقوقهم وضبط علاقتهم بغيرهم وحفظ حقوقهم وهي وثيقة تدل على سعة وعمق تعايش النبي مع جميع الفرق والطوائف التي كانت في زمانه وبلده القريب والبعيد .
6- التعامل مع أهل الذمة فقد وردت في ذلك نصوص شرعية ومدونات فقهية تدل على جامعية التشريع الاسلامي واستيعابه لكل الاجناس البشرية وقابليته للتعايش معهم وبسط رحمته عليهم وضمان كافة الحقوق لهم اذا دخلوا في عهده وفي ذمته وعاشوا في كنف حكمه وظل سلطته محترمين مالهم ملتزمين بما عليهم .
7- التعامل والتعايش مع جميع انواع الاختلاف أيا كانت جهاته واطرافه مادام محميا بضوابطه العامة وآدابه المتفق عليها بين العقلاء والرشداء .
هذه جملة من ادلة جامعية الاسلام وسعته واستيعابه وهي مظهر كبير من مظاهر وسطيته .
ثالثاً ورابعاً : الكمال والاستمرار وهما مقومان متلازمان في الوسطية فالاخذ بهما اخذ من كل طرف بنصيب فهو آخذ بكمال الامر وتمامه وما كان كاملاً تاما فهو قادر على الاستمرار والبقاء لان الحاجز عن ذلك انما هو الموصوف بالنقصان . وقد اخبر الله تعالى عن دينه الذي هو دين الوسطية بقوله عز وجل " ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ? واذا نظرت الى ملايين الفقهاء من الاختلاف في الاستنباط والاجتهاد وجدت ان الاقوال الفقهية التي جاءت معتدلة متوسطة بين قولين متقابلين هي التي كتب لها القبول والاستمرار فكذلك عامة المسائل العلمية وكافة الافكار والآراء والمعتقدات انما يصمد منها الاوسط الاعدل ويخلد منها الامثل الاكمل .
هذه اذا جملة من المقومات والاسباب الموضوعية التي تجعل وسطية الاسلام حصنا حصينا من فتنه الطائفية ودرعاً واقيا من ضرباتها ، ولقد استمد اسلافنا الصالحون هذه الوسطية من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ومن علومهما وأقبلوا عليها بالدرس والتحصيل واغترفوا من معانيها واقتبسوا من انوارها المعارف والعلوم التي نضج بها فكرهم واستقام بها حالهم وانتظم عقدهم واجتمع شملهم وصلح امرهم ولايصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به اولها .
صاحب الجلالة:
ان موضوع الوسطية ذو فنون ، وحديث الطائفية ذو شجون فاكتفي بهذا القدر.
ثم القى الدكتور عبدالرحمن الوافي قصيدة.
بعد ذلك تفضل جلالة الملك المفدى بتوجيه الكلمة السامية التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
أصحاب السمو ، أيها الإخوة ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،
أهنئكم تهنئة قلبية صادقة بهذه الأيام المباركة ، في هذا الشهر الكريم ، وما يحمله من بشائر الرحمة والمغفرة وجزيل الثواب ، أعاده الله على الجميع بالأمن والأيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى . وأعاننا جميعاً على صيامه وقيامه ، وعمل الخير فيه ، كما يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير للأستاذ الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين على محاضرته القيمة التي تحدث فيها عن ، ( الوسطية حصانة ضد الطائفية ) ، فجزاه الله تعالى خيراً على ما يبذله مع إخوانه العلماء والدعاة والمصلحين من نصح وإرشاد وتوجيه للمسلمين . كما ونشكر الدكتور عبدالرحمن عبدالوافي على قصيدته وما تحمله من مشاعر تجاهنا وتجاه بلدنا العزيز .
أيها الإخوة الأعزاء ،
إن الله تعالى دعانا إلى الوحدة والاعتصام بحبله ، فقال: ( وَاْعْتَصِمُوْاَ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيْعَاً وَلا تَفَرَّقُوْاَ ) ، وحذَّرَنا سبحانه عن الفرقة واختلاف القلوب فقال:
( وَلا تَكُوْنُوْاْ كَاْلَّذِيْنَ تَفَرَّقُوْاَ وَاْخْتَلَفُوْاْ مِنْ بَعْدِ مَاْ جَآءَهُمْ البَيِّنَات ) .
ونحن نعيش نفحات وبركات هذا الشهر الكريم ، ينبغي علينا جميعاً أن نحرص في هذا الوطن العزيز على وحدة الكلمة ، ورَصِّ الصفوف ، والتكاتف والتآخي والمحبة والانسجام ، والمحافظة على الأصول الدينية والثوابت الوطنية ، والتلاحم الصادق بين أبناء شعبنا الوفي على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم .
ولا شك ؛ فإن هذه الدعوة ستعمق روح الأسرة الواحدة ، وستعزز مسيرتنا الإصلاحية ، ومكتسباتنا الوطنية التي حققناها وأنجزناها معاً خلال العقد المنصرم .
إننا ندعو جميع أبناء شعبنا في هذا الشهر الكريم ، من أصحاب الرأي ، والعلماء والمثقفين ، والصحفيين والكتاب ، والإعلاميين والسياسيين ، وخطباء المنابر .. ندعوهم جميعاً إلى ضرورة اعتماد خطاب وسطيٍّ توحيدي معتدل ، والتركيز على فضائل التسامح ، وقيم الإخاء ، وغرس مفاهيم المحبة ، والتراحم في النفوس ، وتعميق اللحمة الوطنية ، والمحافظة على أمن الوطن واستقراره ، وإتباع نهج الحوار الحضاري ، والانفتاح الثقافي ، ورفض كل ما من شأنه أحداث الفرقة والخصام بين أبناء الوطن الواحد ، والبعد عن كل تطرف ومغالاة ، والمطالبة بالإصلاح والتطوير عبر القنوات الدستورية المشروعة ، وعن طريق الحوار الذي دعونا له وباركناه ، فإن أبواب التعبير عن الرأي بالطرق القانونية مفتوحة للجميع .
ختاماً نسأل الله تعالى ، أن يتقبل منا ومنكم ، الصيام والقيام ، وصالح الأعمال، في هذا الشهر الكريم ، وأن يوفقنا وإياكم ، لخدمة ديننا ووطننا ، وأن يؤلف بين قلوبنا ، وأن يحفظ مملكتنا ، ويُديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلام ، إنه سميع مجيب الدعاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم ادى حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى والحضور صلاة المغرب جماعة.
وسيذيع تلفزيون البحرين برنامجا خاصا عن هذا الاحتفال بعد نشرة الساعة الثالثة ليوم غد الخميس.