شرم الشيخ - (وكالات): أعلن قادة الدول العربية أمس اعتماد مبدأ إنشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة «المجموعات الإرهابية»، وخصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ومنحوا أنفسهم مهلة 4 أشهر للاتفاق حول آلياتها وأهدافها وتشكيلتها.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرئيس الدوري للجامعة العربية، في اليوم الثاني والأخير من قمتها السنوية في شرم الشيح في سيناء، إن «القادة العرب اتفقوا على مبدأ تشكيل قوة عسكرية عربية».
وأضاف أن رؤساء أركان الجيوش العربية سوف يلتقون لبحث تفاصيل القوة العسكرية العربية المشتركة التي تم الاتفاق على تكوينها خلال القمة. وأوضح أنه «لقد نجحنا من خلال اجتماعنا هذا ومداولاتكم في ضخ دماء الأمل والتضامن في شرايين العمل العربي المشترك في الذكرى السبعين لرفع لواء جامعتنا العربية العريقة، وفي بلورة أهداف سنعمل على تحقيقها خلال رئاستنا للدورة السادسة والعشرين من مجلسكم الموقر بخطوات فعالة لا يعوزها التصميم أو الإرادة السياسية.
وقال إن «التحديات التي تواجه أمننا القومي العربي هي ولاشك تحديات جسام، نجحتم في تشخيص أسبابها، والوقوف على التدابير اللازمة لمجابهتها، وهو الأمر الذي سنعمل مجتمعين على استمرار بحثه، وتطوير الأساليب والآليات الجماعية اللازمة لصيانة أمننا القومي العربي استناداً إلى إعلان شرم الشيخ لصيانة الأمن القومي الصادر عن مجلسكم الموقر، حفاظاً على أمتنا وتحقيقاً لتطلعات شعوبها نحو غد أفضل يصون أمجاد الماضي وآمال الحاضر، ويصوغ لها موقعاً فاعلاً في مستقبل الحضارة الإنسانية».
ورأى أنه «في سبيل تحقيق ذلك، وارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي تفرضها التحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا العربية وتهدد مقدراتها، فقد قرر القادة العرب اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية، على أن يتم تشكيل فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها».
وختم كلمته «نتعاهد في ختام أعمال مجلسنا على استمرار العمل والتواصل والتنسيق، خدمة لقضايانا العربية المشتركة، وإعلاء لمصالحها وتعزيزاً لتضامنها في شفافية وجد وإخلاص. إن المحن التي تمر بها أمتنا العربية، وعلى عظمها، إلا أنها قد كشفت عن معدن أصيل لرجال تلك الأمة، وعن حجم الروابط والمصالح والآمال المشتركة التي تجمع منطقتنا العربية».
ويأتي هذا الإعلان فيما يشن تحالف من 10 دول عربية تتزعمه السعودية، ضربات جوية في اليمن منذ الخميس الماضي على مواقع الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين يحتلون قسماً كبيراً من البلاد وطردوا السلطات المنتخبة. وهذه العملية العسكرية يعتبرها القادة العرب «اختباراً» لقوتهم المشتركة المستقبلية.
والضربات الجوية التي تشارك فيها 9 دول عربية تشكل «اختباراً» للقوة المشتركة. وفي جميع الأحوال، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القمة التي تبحث الأزمة اليمنية، أن التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن لن يتوقف ما لم يقم المتمردون الحوثيون «بتسليم أسلحتهم» والانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.