ما هو حكم من ينتقص من قدر صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول فيهم أنهم سيئون؟ يجيب رئيس المحكمة الشرعية الدكتور الشيخ ياسر بن عبدالرحمن المحميد: الصحابة هم كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ومات على ذلك، وهم كثر، منهم السابقون الأولون ومنهم المهاجرون والأنصار، وقد زكاهم الله عز وجل في كتابه ووصفهم بأنهم مؤمنون وزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله. وتواترت الأحاديث في فضل الصحابة عموماً وأحاديث أخرى في فضائل آحادهم، كيف وهم أرق الناس قلوباً وأطيبهم سريرة وأخلصهم ديناً وهم نقلة الآثار والسنن. ولهذا سطر علماء العقيدة بالصحابة بالذب عنهم في كتب العقيدة والأصول ليظهروا أن الطعن في الصحابة مما يؤثر في العقيدة، بل اتفقوا على كفر من سبَّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، بل قال أحدهم إن من شك في كفر من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر، وبخاصة الصحابة المنصوص على ذكرهم في القرآن كعائشة وأبو بكر وعمر. وعقيدتنا حب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كلهم وخاصة منهم آل بيته الكرام وزوجاته الطاهرات. وحقيقة سب الصحابة رضي الله عنهم أنه يتجاوز الساب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأحاديث والقرآن بل يصل السب إلى الله عز وجل، وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اختار صحابته، بل الله عز وجل هو الذي اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف يختار من يزعم البعض أنهم سيئون؟! فهذا طعن في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم وعدالته. والطعن في الصحابة رضي الله عنهم يؤثر في صحة النقول ومصداقية القرآن، كما إن الساب يتصل بسبه إلى الله عز وجل المنزه سبحانه وتعالى عن العيب والنقص، فإن القول بعدم عدالة الصحابة رضي الله عنهم طعن في حكمة الله عز وجل وعلمه وأنه يختار لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم من يعلم أنهم سيغيرون ويبدلون بعد وفاته. وإذا كان الإسلام نهى المسلم عن السب والطعن والفحش في القول وأن المسلم لا يمكن أن يكون طعاناً ولا لعاناً ولا فاحشاً ولا بذيئاً، فكيف تُتَخَذ منابر المسلمين في الطعن واللعن في المسلمين؟! ? رئيس المحكمة الكبرى الشرعية