لا يتوقف التدخل الإيراني في اليمن على الدعم اللوجستي للمتمردين الحوثيين بالمال والسلاح فقط، وإنما يمتد كذلك إلى أطراف أخرى في الصراع، لعل أبرزهم الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي يتلقى دعما لا محدود من طهران بهدف تحقيق مشروعه لفك ارتباط الجنوب عن الشمال بعد 23 عاماً على توحيد شطري اليمن. ووفقاً لمحللين فإن إيران تريد تحويل الجنوب اليمني إلى ميدان صراع طائفي.
وقد اتهم سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق بصنعاء جيرالد فايرستاين، علي سالم البيض بتلقي دعم كبير من إيران، لزعزعة استقرار البلاد.
وشدد السفير الأمريكي السابق على أن «علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران، ليس لدينا شك في تقديم البيض هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولاً عن ذلك».
وتابع فايرستاين «نحن قلقون من الدور الإيراني في اليمن، وهناك براهين على دعم إيران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي بهدف إفشال المبادرة الخليجية».
وقد كشف فايرستاين عن اتساع ما وصفه بـ «نشاطات إيران العدائية في اليمن»، لتصل إلى درجة دعم طهران لبعض أنشطة القاعدة، بحسب قوله.
وعبّر فايرستاين عن قلقه مما «يراه من جهود ونشاطات من قبل الحكومة الإيرانية لإنجاز بعض التحالفات ونسج علاقات مع بعض الجهات داخل اليمن»، وقال إن بلاده تدرك العلاقة سواء السياسية أو الدعم العسكري للحوثيين، وترى الأمر عينه مع بعض المجموعات المتطرفة من الحراك الجنوبي».
من جانبه، قال القيادي بالحراك الجنوبي محمد علي أحمد، إن أغلب قيادات الحراك ذهبوا إلى إيران لاستجدائها من أجل تقديم الدعم، مشيراً إلى أن إيران تريد تحويل الجنوب إلى ميدان صراع طائفي.
ولفت محمد علي أحمد إلى أن المد الإيراني في اليمن لا يتوقف عند دعم الحركة الحوثية الشيعية، مضيفاً بالقول: «إيران طلبت من قيادات الحراك تجنيد وتعليم وتدريب 6500 شاب من الجنوب».
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تصريحات سابقة إن الأجهزة الأمنية في بلاده ضبطت 6 شبكات تجسس، تعمل لمصلحة إيران، وإن طهران تدعم إعلاميين وسياسيين معارضين لإجهاض العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.