دبي - (العربية نت): يسعى الحوثيون إلى قلب الحقائق والنفخ في كير الطائفية المقيتة، وإظهار أن «عاصفة الحزم» تستهدف طائفة بعينها، إلا أن الواقع وسير العمليات العسكرية يؤكد أن الضربات الجوية تستهدف كل الميليشيات التي تحمل السلاح خارج إطار الدولة الشرعية في اليمن، ومن بينها القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
فلم يجد الانقلابيون الحوثيون مع استمرار ضربات «عاصفة الحزم» إلا التمادي في خطاب الطائفية رغم أن الجماعة منذ البداية أرادت بناء مرجعيتها على أساس طائفي يرفضه اليمنيون كما ترفضه دول الإقليم.
وما يؤكد تحرك الحوثيين لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني ردود الأفعال التي صدرت عن إيران و«حزب الله» الشيعي اللبناني وسوريا وميليشيات في العراق تتبع إيران والتي أرادت استدعاء البعد الطائفي لما يجري على أرض اليمن، في محاولة لإحداث شرخ في الصف الوطني اليمني الذي لم يعرف توترات طائفية إلا ما يحاول إثارته الحوثيون في المناطق التي سيطروا عليها، وعلى الأخص اعتداءاتهم على بعض المساجد وخطبائها الذين تم استبدالهم بالقوة.
ويحاول الحوثيون تصوير العمليات العسكرية الجوية وكأنها تستهدف طائفة بذاتها، بينما عملية القصف طالت أهدافاً عسكرية في تعز ولحج، والحديدة مثلها مثل صعدة وصنعاء ومأرب حيث يحاول الحوثيون التوسع.
ويرى مراقبون أن ممارسات الحوثيين ومحاولتهم إذكاء النزعة الطائفية في البلاد أحد أهم أسباب التأييد الداخلي من البعض لعاصفة الحزم.
ويظهر هنا أن التحالفات السياسية وليست المذهبية هي المسيطرة، فنظام صالح الذي شن حروبه، الست، على الحوثيين كان حليفاً لحزب الإصلاح قبل أن تفرز رياح التغيير في اليمن تحالف الحوثيين أنفسهم مع عدو الأمس وصديق اليوم على الأقل حتى إشعار آخر.