عواصم - (وكالات): وعدت الدول المانحة أمس في الكويت بتقديم 3.8 مليارات دولار لمساعدة ضحايا الأزمة الإنسانية في سوريا، «الأخطر في عصرنا». وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ختام المؤتمر الثالث للمانحين حول سوريا إن «وعود الهبات وصلت إلى 3.8 مليارات دولار، إنها وعود سخية جداً».
وأكد لاحقاً في مؤتمر صحافي أن «16 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدة».
وهذا المبلغ يتجاوز ما سبق أن وعد به المؤتمران السابقان لكنه يمثل أقل من نصف الهدف الذي حددته الأمم المتحدة هذا العام والبالغ 4.8 مليارات دولار.
وبالنظر إلى «تفاقم» الأزمة، رفعت الأمم المتحدة سقف حاجاتها المالية الضرورية لمساعدة 10 ملايين لاجئ أو نازح، أي نحو نصف عدد سكان سوريا البالغ 23 مليوناً، وهو رقم قياسي عالمي منذ 20 عاماً بحسب المنظمة الدولية. وأسفر النزاع السوري الذي دخل عامه الخامس أيضاً عن أكثر من 215 ألف قتيل.
وضاعف الاتحاد الأوروبي مساعدته إلى نحو 1.1 مليار يورو «1.2 مليار دولار»، فيما وعدت الولايات المتحدة بـ 507 ملايين دولار ومنظمات غير حكومية بأكثر من 500 مليون.
وأعلنت الكويت التي استضافت المؤتمر مساعدة بقيمة 500 مليون دولار، تلتها بريطانيا بـ 150 مليوناً والإمارات العربية المتحدة بـ 100 مليون والنرويج بـ 93 مليوناً.
ووعدت فرنسا بمساعدة مباشرة بقيمة 20 مليون يورو إضافة إلى حصتها في مساعدة الاتحاد الأوروبي البالغة 87 مليوناً، بحسب ما أعلنت انيك جيراردان وزيرة الدولة للتنمية والفرنكوفونية التي حضرت المؤتمر.
وأضافت أن «فرنسا استقبلت منذ 3 أعوام أكثر من 5 آلاف سوري وستواصل استقبال 500 سوري إضافي سنوياً». ومع الـ507 ملايين التي أعلنتها في الكويت، تصل المساعدة الأمريكية للسوريين منذ بداية الأزمة إلى 3.7 مليارات دولار وفق ما أوضح الوفد الأمريكي.
وتمثل الأردن ولبنان اللذان يستضيفان ما مجموعه نحو 2.5 مليون لاجئ سوري برئيسي وزرائهما اللذين طالبا بمساعدة دولية لمواجهة هذه المأساة.
واقترح وزير الخارجية القطري خالد العطية إقامة صندوق خاص لتعليم الأطفال السوريين.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة خلال المؤتمر بأن 4 سوريين من أصل 5 يعيشون في الفقر والبؤس معتبراً أنها «الأزمة الإنسانية الأفدح في عصرنا». وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في كلمته الافتتاحية «ينعقد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين في دولة الكويت لمواجهة أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في تاريخنا المعاصر للتخفيف من معاناة الأشقاء في سوريا التي يعيشونها بعد دخول هذه الكارثة الإنسانية عامها الخامس».
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وضع خلافاته جانباً وإيجاد حل ينهي النزاع.
وسبق أن استضافت الكويت مؤتمرين للمانحين في السنتين الماضيتين ما أدى إلى تعهدات بتقديم مليارات الدولارات للسوريين. ومؤتمر الثلاثاء الذي حضره ممثلون لنحو 80 دولة سبقه اجتماع لمنظمات خيرية تعهدت تقديم 506 ملايين دولار.
من جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية فاليري آموس إن استجابة مؤتمر المانحين «يجب أن تكون شاملة». وقالت إن الوضع تدهور في سوريا مع عدم تراجع العنف فيما يتضرر الأطفال بشدة.
من ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها أضافت إلى قائمتها السوداء بالشركات والأفراد الخاضعة لعقوبات اقتصادية في سوريا، مسؤولة في البنك المركزي السوري و3 شركات وهمية متهمة بدعم نظام الرئيس بشار الأسد.