السعودية تحذر: لا فوائد لإيران من الاتفاق النووي بدون التعاون مع جيرانها العرب في الخليج
عواصم - (وكالات): استمرت المفاوضات الصعبة حول الملف النووي الإيراني بين القوى الكبرى وإيران حتى ساعات متأخرة من مساء أمس في لوزان مع انقضاء مهلة محددة للتوصل إلى تسوية تاريخية، فيما أعلن مسؤول أمريكي كبير أن المفاوضات قد تتواصل اليوم إذا تم إحراز تقدم في الساعات المقبلة.
وعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى لوزان التي كان غادرها أمس الأول للانضمام إلى نظرائه في مجموعة 5+1، وسط معلومات شحيحة عن تقدم المباحثات في أجواء محمومة ازدادت سخونتها مع اقتراب مهلة منتصف الليل. في هذه الأثناء أعلن مسؤول أمريكي كبير أن المفاوضات في لوزان حول البرنامج النووي الإيراني قد تتواصل اليوم إذا تم إحراز تقدم في الساعات المقبلة.
وقال المسؤول في الخارجية الأمريكية أن «خبراءنا ودبلوماسيينا يعملون من دون كلل لنرى إذا كنا قادرين على التوصل إلى اتفاق. سنواصل بالتأكيد العمل إذا واصلنا إحراز تقدم وصولاً إلى الغد إذا كان ذلك مفيداً».
وانتهت نظرياً مهلة التوصل إلى اتفاق أمس.
من جانبه، صرح المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للصحافيين أن المفاوضات الماراثونية حول الملف النووي الإيراني تتقدم لكن «ببطء».
وقال المسؤول الإيراني «نتقدم لكن ببطء. فنظراً إلى الطابع المعقد للمسائل وواقع أن الأمر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع، فإن ذلك يجري ببطء». وكان مصدر دبلوماسي قال في وقت سابق «لم تحل الأمور» مضيفاً أن المحادثات ستتواصل طوال النهار وأنه لايزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وصرح مصدر آخر قريب من المفاوضات «آمل في أن نتوصل إلى شيء ما اليوم» واصفاً أجواء المحادثات بأنها صعبة على الدوام. ومن المفترض أن تتوصل الدول الست الكبرى مع إيران إلى تسوية أولية أساسية في ملف بالغ التعقيد يلقي بثقله على العلاقات الدولية منذ 12 عاماً. والهدف هو التثبت من عدم سعي إيران لحيازة القنبلة الذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
وإذا كان استحقاق الأمس لا يمثل الفرصة الأخيرة، إلا أنه محطة أساسية من أجل مواصلة المحادثات سعياً للتوصل إلى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل التقنية بحلول 30 يونيو المقبل.
وأشار المفاوضون من الجانبين إلى أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لا يعني تلقائياً القطيعة ونهاية كل المفاوضات.
غير أن الجميع متفقون على أن الوضع سيكون أكثر تعقيداً وصعوبة بكثير، خاصة بسبب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وإيران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لأي اتفاق في واشنطن وطهران مروراً بالرياض والقدس المحتلة.
ولليوم الثالث على التوالي تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محذراً من أن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني في لوزان «سيمهد الطريق» أمام طهران للحصول على السلاح النووي.
كما حذرت المملكة السعودية من أن إيران لن يكون بإمكانها الحصول على فوائد من اتفاق نووي محتمل مع القوى الكبرى من دون التعاون مع جيرانها العرب في الخليج، ووجه هذا التحذير وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وطالب الفيصل في اجتماع مجلس الوزراء بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «دول (5+1) بأن تسعى أولاً لتحقيق التوافق بين إيران والدول العربية، بدلاً من الالتفاف على مصالح دول المنطقة لإغراء إيران بمكاسب لا يمكن أن تجنيها إلا إذا تعاونت مع دول المنطقة».
والمفاوضات مستمرة في لوزان منذ 6 أيام ليل نهار. وبعد ماراثون دبلوماسي غير مسبوق مستمر منذ 18 شهراً، تصطدم المباحثات دائماً بنقاط مهمة.
والمطلوب في المقام الأول تحديد مدة الاتفاق، إذ تطالب الدول الكبرى بتحديد إطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية وخصوصاً في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاماً، غير أن إيران ترفض الالتزام بأكثر من 10 سنوات. كما إن مسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة لاتزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فإيران تريد أن يتم إلغاؤها فور توقيع الاتفاق إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعاً تدريجياً للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي منذ 2006.