كتبت نور القاسمي:
قال أكاديمي ومحلل سياسي في صنعاء د.صلاح المقطري إن عملية «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن أربكت المخططات الحوثية التي كانت تسعى لاستهداف السعودية والبحرين، وبقية الدول الخليجية، مشيراً إلى أن دعم علي عبدالله صالح للتيار الحوثي والتغلغل الإيراني في اليمن يزعزع أمنها واستقرارها.
واستغرب د.صلاح المقطري، في تصريحات لـ»الوطن»، من التخاذل العربي للدفاع عن اليمن في السابق، رغم أن الهدف من الحركة في اليمن ما هو إلا استدراج لحرب حوثية في السعودية.
وقال إن الأوضاع السياسية في البلد اليوم معقدة، ويعود سبب تعقيدها إلى دعم علي عبدالله صالح للتيار الحوثي منذ فترة طويلة في صراعه على السلطة، مشيراً إلى أن صالح استغل صلاحياته العسكرية لأمور طائفية ومذهبية جعل فيها جيش اليمن أغلبه ينتمي للطائفة الزيدية، وتحت سيطرته وولائهم له بشكل كلي.
ويرى المقطري أن إنشاء جيش عربي موحد أمر ضروري جداً وكان يجب أن يشكل منذ زمن طويل لكنه مر بمراحل كبيرة وقوية عالمية لم تخدم هذا التوجه.
وقال إن التغلغل الإيراني والمد الصفوي في اليمن قديم جداً ووجد قبل وجود الإسلام عندما استبدل اليمنيون الاحتلال الحبشي بالاحتلال الفارسي فتطلع اليمنيون إلى عون الفرس، للتحرر من الاحتلال الحبشي لبلادهم، لذلك استنجد القائد اليمني سيف بن ذي يزن بالفرس، إلا أن اليمن في تلك المرحلة من مراحل التاريخ لم يستقر ولم ينعم بالاستقلال، فقد نصب الفرس سيف بن ذي يزن والياً على اليمن وأمروه بدفع الجزية، ثم تخلصوا منه ونصبوا حكام من الفرس لتكون اليمن قد خرجت من الاستعمار الحبشي، إلى الاستعمار الفارسي.
وبين أنه في الفترة الأخيرة عندما صعد التيار الحوثي في اليمن كان له ميول واضحة تجاه السيطرة والحكم على اليمن، ولوحظ عدد كبير من السفريات والزيارات من وإلى إيران، وخصوصاً من منطقة صعدة في شمال غرب العاصمة صنعاء والتي يقطن فيها بدر الدين الحوثي والد الحوثيين وبدءاً مشوارهم في العلاقات اليمنية الإيرانية فيها من أجل نشر المذهب الشيعي والرعاية الشيعية والتغلغل في اليمن.
وأكد د.صلاح المقطري أن الحروب التي شنها علي عبدالله صالح فيما سبق على الحوثيين كانت شكلية ولم تؤدِ إلى نصر حقيقي من الجيش، بسبب خيانات أفراد الجيش الكبيرة لصالح الحوثيون وتزويدهم بالأسلحة سرياً. وفي عام 2012 عندما تغير الرئيس اليمني ولا يمثل الحوثيين تحالف صالح معهم وأكثر من دعمه لهم، وأصبح الدعم الإيراني لهم أكثر وضوحاً وتعاوناً مع الحوثة بكل شيء وأصبح بشكل صريح وعلني أمام مرأى العالم أجمع.
وقال إن اليمن ميدانياً يسيطر عليها الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح كقوة عسكرية لكن الشارع اليمني متذمر، وبعد دخول قوات التحالف أعطت القوة لليمنيين بشكل عام فاستطاعوا أن يأخذوا بعض الأسلحة البسيطة منهم.