عندما تبدأ بالشعور بوجود نفسك ستعرف أن قلبك حقاً موجود، وستعرف بأن الحب الذي هو في قلبك ليس له بداية ولا نهاية، إنه حقاً غير محدود، ربما حياتك جميلة ولا شيء فيها مأخوذ، أو هكذا يخيل إليك، حتى تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت، لأن البشر قد يميلون إلى الاستخفاف بما لا يمكنهم فهمه.
سترى العالم وهو يحيا من جديد في عينك بطريقة لم تتخيلها وسوف تسير على الطريق نفسه الذي أنت تعرفه سابقاً لكنه سيبدو جديداً ومليئاً بالحياة لأنك قد عرفت إلى من أنت سائر.
أنه ضياء الحب الذي يشع من قلبك قد لون اللوحة السوداء بالألوان التي لم تعرفها، ولأنك شعرت بالوجود وبدأت تعيشه، سوف تلتقي بالبشر على ناصية الطريق وسيبدون مختلفين لم تعد لهم أصناف أو أشكال إنهم سيبدون شيئاً مختلفاً كلياً، كما لو كانوا هم النقاط التي زينت تلك اللوحة.
اجلس لوحدك وعش تجربة «الشعور بأنك موجود»، إنك هو الذي يفكر وليس الأفكار، إنك هو الذي يبتسم وليس الابتسامة، اشعر بوجود نفسك كما لو كنت تعيش في داخل منزلك وتنظر من خلال النوافذ كل يوم، إن حياة كل منا هي منزل منفرد بحد ذاته بعيداً عن كل المنازل والأحياء، ربما أنت تفتح الأبواب بالمفتاح الذي هو في يدك وقتما وأينما تريد أو ربما تود أن تفتح أبوابه وتلقي بالمفتاح بعيداً ليظل مفتوحاً للجميع.
اشعر بنفسك إلى أقصى درجات الشعور لأنها الحقيقة التي لم تتذوقها بعد، عندما تعرف أنك حقاً موجود سوف تحيي العالم بدلاً من أن تحيا فيه.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية