كتب - أحمد الجناحي
يتنافس الأهالي في كل حي لتقديم كل ما يعين المصلين على أداء صلاة المغرب والعبادة بسهولة ويسر، فمنهم من يقدم الفرش الإضافي للمساجد، ومنهم من يتولى بنفسه نظافة المسجد كل ليلة، وبعض الأهالي من جيران المساجد يبادرون بتقديم وجبات الإفطار من التمر والمياه والمشروبات المثلجة للمصلين والجاليات المسلمة التي اعتادت أن تتفطر على نفقة المحسنين في المساجد خلال الشهر الكريم، ولعل ذلك هو السبب الرئيس لاكتظاظ المساجد خصوصاً في صلاة المغرب، ويقول إمام مسجد نادي النجمة (الوحدة سابقاً) الشيخ عبدالحفيظ البلوشي «لا يبخل أهل الخير علينا بطعام الإفطار».
وعلى الرغم من أن مسجد نادي النجمة من المساجد الصغيرة والكائنة بمنطقة منعزلة نوعاً ما عن البيوت فموقع المسجد بداخل النادي يجعله قليل الارتياد خصوصاً في أيام العطل الرسمية حيث المكاتب والمؤسسات القريبة تكون في عطلة وبالتالي فإن عدد المقبلين فيه على الإفطار الجماعي قليل ولكنه بالنسبة لحجم المسجد فالعدد كبير نسبياً، ويشير الشيخ عبدالحفيظ البلوشي «هناك عدد قليل ومعروف يفطرون معي في المسجد يومياً خلال شهر رمضان».
المساجد معطرة بأنفاس الصائمين في رمضان ومزدحمة بصفوف المصلين في الفرائض والقيام، أضف إلى ذلك الحلقات الروحانية التي تسمع لها دوياً كدوي النحل بالذكر والقرآن، فتنافس أهل البر والخير والمحسنين على العطاء يبدو جلياً في شهر الخير والرحمة وإنه لشيء يسعد القلوب.
شهر رمضان المبارك تزدحم فيه المساجد بالمصلين من كبار وصغار، نساء ورجال وحتى الأطفال، جميعهم يتسابقون نحو المساجد لأداء الصلاة، وعليه فإن المساجد أيضاً تستعد لاستقبال العدد الكبير من المصلين في أيام وليالي الشهر الفضيل وذلك بفرش الساحات أمام المساجد والفراغات المحيطة به لكي يستوعب الكم الهائل من المصلين الذين يتوافدون للعبادة والصلاة في هذا الشهر الكريم.
مسجد خليفة الدبوس الكائن بأم الحصم أحد هذه المساجد التي تعج بالحركة والروحانيات فبالرغم من مساحته المتواضعة إلا أنه يقوم بدور كبير وجبار خلال شهر رمضان، فالمسجد والمساحة الخلفية له يمتلئ عن آخره بالمصلين والصائمين خصوصاً في صلاة المغرب حيث الإفطار الجماعي وكذلك الحال في صلاة العشاء حيث صلاة التراويح مع الجماعة، يقول إمام المسجد الشيخ جمال جنيد «هناك حوالي 550 مسلم يفطر في المسجد يومياً خلال شهر رمضان المبارك، نوفر حوالي 80 مائدة إفطار يجتمع على كل مائدة من 5-7 أشخاص، ونأجر مولدات كهرباء ضخمة تصل قيمتها إلى 700 دينار من أجل توفير جو بارد ولطيف لمرتادي بيت الله».
قام المحسنون بتغطيه الجهة الخلفية المفتوحة للمسجد وتكييفها بشكل مؤقت لتستوعب هذا الكم الهائل من المصلين، لأن مساحة المسجد المتواضعة لا تكاد تكفيهم، ويضيف الشيخ جمال جنيد «نقوم بترتيبات مسبقة قبل رمضان، مثل تجهيز المكان وتغطيته وتكييفه، والترتيب مع المطاعم لوجبات الإفطار، وشراء مستلزمات التقديم كالصحون وكاسات الماء وغيرها كثير». ورغم تعاون وسخاء أهل المسجد والمحسنين إلا أن المكان لايزال صغيراً والإمكانات متواضعة ولا تكاد تفي بالغرض، الجهة الخلفية الخارجية للمسجد هي منطقة نشاطنا في رمضان وللأمانة وبالرغم من قيامنا بتغطيته إلا أنه يفتقر من سبل الراحة إلى الكثير خصوصاً مع اشتداد الحرارة المنبعثة من سبائك السقف في الصيف، الأمر الذي يعاني منه المصلون الذين لا يجدون متسعاً بداخل المسجد، يقول أهل المسجد «يحتاج الجزء الخلفي للمسجد لبنائه بشكل صحيح ومن جهة قادرة على التمويل أما جمع التبرعات فإنها لا تكاد تغطي احتياجات المسجد العادية، وقد تطوع أحد المحسنين لذلك ولكن اشتراطات الجهات المسؤولة وقفت أمام هذا المشروع الخيري الملح بحجة أن الساحة الخلفية للمسجد لا تتبع المسجد وإنما تتبع المقبرة، مع أن المسجد هو بالأصل جزء من المقبرة»، فهذه رسالة موجهة من أهل المسجد لمن يعنيه الأمر بضرورة التدخل في هذا الموضوع ورفع هذا الإشكال حتى يتسنى لأهل الخير بناء الجزء الخلفي للمسجد كمشروع خيري يساهم في توفير مكان بارد وملائم لأداء الفرائض.