^ لا ندعو لدين ولا ننشر عقيدة ولا نبتدع بدعاً ولا نروي خزعبلات، إنما نقول قولاً كريماً “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى”، وذلك حين اشتد الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم وخشي على مستقبل الإسلام دعا أن ينصره الله بأحد العمرين؛ عمر بن الخطاب أو عمرو بن هاشم (أبو جهل) لقوتهما وجلدهما، فاستجاب الله لدعوة نبيه فأسلم عمر، تلك مكانة الفاروق منذ أول يوم هداه الله فيه للإسلام، ومازالت مكانته كما كانت وستكون حتى يرث الله الأرض وما عليها. اليوم تكشفت الأسرار؛ وفضح الله ما في القلوب حتى بدأت الأحقاد تطفو وتتشاطر من أفواه الذين شغلوا أنفسهم وشاغلوا غيرهم بتاريخ لم يحسنوا قراءته، فإذا بهم يترجمونه إلى واقع يعيشه أبناؤنا؛ أبناؤنا الذين تربوا على محبة الصحابة وآل البيت، أبناؤنا الذين تربوا على حب الناس دون تمييز ولا تحديد، وقوفاً عند قول الله تعالى “لكم دينكم ولي دين”، لكن هناك من لا يعقل ولا يفهم إلا لغة الحقد، وما حصل للطفل “عمر” حين كانت المعلمة تجبره لتقبيل أقدامها ما هو إلا دليل على عقلية مريضة أنيطت إليها مسؤولية تربية وتعليم أجيال، هذه العقلية التي تريد أن تحول ما بداخلها إلى ممارسات عملية في كل مجال يمكن لها أن تعبر عن ما يكنه قلبها من أحقاد مردها عمى البصيرة، والذي منعها أن تنظر إلى أن هذا الطفل أمانة ستسأل عنها يوم القيامة، وذلك بعد أن وضعه والداه بين يديها ظناً منهم أنها تخاف الله ورسوله، ولكن انكشف الأمر وبانت الحقيقة، وحقيقة أمور غيرها كثيرة يتردد أولياء الأمور في كشفها خوفاً على أبنائهم من الانتقام في التقييم والدرجات. وهنا لا بد أن نتذكر حادثة أخرى في إحدى المدارس حين كتبت إحدى المدرسات بين أسئلة الامتحانات “صلى عمر في ثوب نجس”، كما نتذكر حادثة أستاذة إحدى الجامعات الخاصة حين أساءت إلى “خالد بن الوليد”، فالأمر ليس مستغرباً الآن أبداً بعد أن اتضح بأن هناك معلمين ومعلمات ومديرين ومديرات ومشرفين ومشرفات في المدارس الخاصة والحكومية ليسوا أهلاً لتربية أجيال، وما شاهدنا في المدارس أثناء مؤامرة الانقلاب، عندما خان من يسمون أنفسهم بالمربين الأمانة، وقادوا مسيرات التسقيط وشاركوا في التخريب وغيرها من قضايا أصبحت كلها اليوم في طي النسيان بعد أن تم تبرئتهم في تقرير بسيوني تحت بند “التعبير عن الرأي”، حيث نقف عند هذا المصطلح ونسأل؛ هل إجبار الطفل عمر لتقبيل قدم المعلمة يأتي تحت بند “التعبير عن الرأي”؟، إنه السؤال الذي ليس له إجابة إلا التعبير عن الحقد الأزلي الذي ينازع في صدور البعض ولم يجد لهذا الغل مخرجاً إلا طفلاً صغيراً يجبر لتقبيل قدم مربية فصله، وذلك لأن اسمه عمر. إن مكانة عمر بن الخطاب اليوم لم تقل عن مكانته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بعده، وسيظل عمر في قلوب المليار ونصف المليار مسلم وله نفس المكانة، فعمر بن الخطاب ليس رمزاً سياسياً ولا رجل دين، إنما رمز ديني يثير حفيظة المسلم الغيور على الرسول وعرضه وصحابته، عمر بن الخطاب الذي لم تتم الإشارة له من نصارى ولا يهود إنما من مسلمين يؤمنون بالله ورسوله، مما يدفعنا للتساؤل عن السبب الذي دفع مثل هذه المعلمة وغيرها إلى التعامل بهذه الطريقة البغيضة، حيث لم يأمر الله الإنسان بتقبيل أقدام والديه رغم اقتران رضاهما برضاه، ولم يذكر مثل هذه الحادثة حتى في التاريخ الجاهلي ولا العصري للأمم الأخرى، إنما حصلت هذه الحادثة في البحرين ومثلها في العراق وإيران وسوريا، عندما انكشف الحاجب وظهر الجانب الأسود الذي يغطى تارة بغطاء سياسي وتارة بغطاء ديمقراطي، وتارة بغطاء مظلومية وبكائية، لكن يبقى أنه حقد تنتشر ناره، وإن لم يتم إطفاؤه فسيأتي على الجميع بالويل والدمار. قضية تقبيل الطفل عمر لقدم المعلمة يجب أن تكون فاصلة في تاريخ البحرين، وأولها تنظيف السلك التربوي من النفسيات المريضة، ويتم ذلك عن طريـــق تغليظ العقوبة وهي الفصل وتحويل القضية إلى المحاكم، كما يجب على الدولـــة إزالة الشعارات التي تتعرض لعقيدة الأمة الإسلامية سواءً المباشرة أو غير المباشرة، وإصدار قانون يجرم التعرض للصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحديد، لأن التعرض لهم لا يمكن أن يستوعبه مصطلح “تعبير عن رأي” فيكفيه ما حملت عليه من جرائم المؤامرة الانقلابية، وإنما جريمة في حق الأمة بأجمعها يترتب عليها العقوبة الرادعة