عاصفة الحزم» تواصل دعم المقاومة الشعبية وتجدد الاشتباكات في عدن
عسيري: عدن تحت سيطرة اللجان الشعبية.. والحوثيون يتواجدون في أماكن محددة
ليس هناك توجيه سياسي حتى الآن بشأن هدنة إنسانية
ميليشيات الحوثي تعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة
إجلاء الروس عبر طائرات مصرية وأردنية
القوات البرية وسلاح المدفعية تتعامل مع تحركات الحوثيين
القاعدة تحاول العمل في المناطق الخارجة عن السيطرة
رياض ياسين: طائرات روسية نقلت أسلحة للحوثيين
معلومات عن هروب صالح بطائرة إجلاء دبلوماسيين لروسيا
«المقاومة الشعبية» الموالية لهادي تسيطر على مناطق واسعة بعدن
عواصم - (وكالات): اتهم وزير الخارجية اليمني رياض ياسين روسيا "بتهريب معدات عسكرية لمسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عبر مطار صنعاء"، معتبراً أن "مساعي روسيا لتطبيق هدنة في اليمن ترمي إلى تسليح الحوثيين واستعادة قوتهم"، مطالباً "بتفتيش الطائرات التي تصل إلى صنعاء بذريعة إجلاء الرعايا الأجانب"، بينما أعلن الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيري في اليوم العاشر للعملية العسكرية "تشكيل لجنة لتنسيق إجلاء الرعايا من اليمن"، في حين نجحت طائرات التحالف لليوم الثاني على التوالي في إمداد المقاومة الشعبية بمدينة عدن جنوب اليمن بأسلحة وذخيرة وأجهزة اتصال، في وقت تجددت الاشتباكات بين المقاومة ومسلحي جماعة الحوثي في مناطق مختلفة بالبلاد. وعلى الصعيد الدولي طلبت روسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي "هدنة إنسانية" في اليمن.
وأضاف ياسين في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية أن "هناك معلومات تؤكد أن الطائرات الروسية التي هبطت في صنعاء كانت تنقل على متنها أجهزة تقنية وقطع غيار تساعد في إصلاح بعض الصواريخ والأسلحة التي بحوزة الحوثيين وتحتاج لتقنية بسيطة لإعادة تأهيلها"، مضيفاً أنها "كانت تحمل أيضا أجهزة اتصالات حديثة، ما يدل على أن الحوثيين ما زالوا يتمتعون ببعض القوة التي تمكنهم من فرض شروطهم"، حسب قوله.
واعتبر أن "الطائرات الروسية التي هبطت في صنعاء بمثابة اختبار لاستمرار الدعم الإيراني للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع"، مضيفاً أن "هذا الاختبار يتعلق بمشروع القرار الذي تحاول روسيا تمريره عبر مجلس الأمن للإعلان عن هدنة يستعيد خلالها الحوثيون وحلفاؤهم قوتهم".
وأشار رئيس الدبلوماسية اليمينة إلى أن "هناك تذبذباً حالياً في المواقف"، معتبراً أن "أي هدنة يفرضها الروس فلن تكون لصالح الشرعية ولا لتحقيق مصالح اليمنيين، بل ستؤدي إلى فرض واقع جديد".
وطالب ياسين "بتفتيش الطائرات التي تصل إلى صنعاء بذريعة إجلاء الرعايا الأجانب خشية أن تحمل أسلحة"، مضيفاً "نحن نشكك في الطائرات التي تأتي من بعض الدول". وقال ياسين إن بلاده طلبت من روسيا الضغط على الحوثيين لوقف إطلاق النار في مدينة عدن جنوب البلاد، وانسحابهم من كل المدن التي سيطروا عليها.
وكشف ياسين عن أن "هناك معلومات عن هروب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عبر طائرة روسية، وصلت إلى مطار صنعاء لإجلاء الدبلوماسيين الروس".
وقال ياسين إن "صالح لديه يختان، أحدهما أرسله إلى جيبوتي، والآخر نقله من الحديدة إلى المكلا"، مشيراً إلى أن "صالح على ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة، وهو من كان يمول التنظيم الإرهابي".
يأتي ذلك وسط أنباء عن انشقاق اثنين من أبرز قيادات حزب صالح وهما نائبه في رئاسة حزب المؤتمر الدكتور أحمد عبيد بن دغر وزير الاتصالات السابق، ويحيى الراعي رئيس مجلس النواب الحالي.
يُشار إلى أن روسيا شاركت خلال الأيام الماضية - إلى جانب دول أخرى - في عمليات إجلاء الأجانب من اليمن، حيث أجلت 290 من رعاياها ومن رعايا الجمهوريات السوفييتية السابقة ودول أخرى.
جدير بالذكر أن مطار صنعاء ظل شبه مغلق منذ بدأت يوم 26 مارس الماضي العمليات الجوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي والقوات المتمردة الموالية لها في اليمن. من جانبه، أعلن الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيري "تشكيل لجنة لتنسيق إجلاء الرعايا من اليمن".
وقال العميد ركن عسيري في مؤتمره الصحافي اليومي في اليوم العاشر من عمليات عاصفة الحزم إن "عمليات إجلاء الرعايا تمت بالتنسيق مع قيادة التحالف، وكذلك تم تشكيل لجنة للإسراع بإجراءات إجلاء الأجانب، والاستجابة لطلبات الإغاثة"، مشدداً على أنه "تم إجلاء الرعايا الروس بطائرات مصرية وأردنية". وذكر أنه "لا يوجد تعطيل لأعمال ورحلات الصليب الأحمر بقدر ما كان هناك تدقيق في المواعيد"، ورحلات الصليب الأحمر الإغاثية ستتم يوم اليوم"، مشيراً إلى أنه "تم إجلاء رعايا روسيا والهند والجزائر وباكستان وإندونيسيا"، داعياً في الوقت ذاته "الجهات للتواصل مع قوات التحالف لتسهيل عملية الإغاثة"، موضحاً أن "عمليات الإجلاء تتم تحت مراقبة جوية حتى لا يغادر قيادات الميليشيات". وأشار إلى أن "بعض الدول العربية طلبت إجلاء رعاياها عبر البر إلى السعودية، وتم إجلاء رعايا عدة دول ويجري التخطيط لإجلاء آخرين وفق جدول محدد".
وأوضح أن "عمليات الإمداد عبر الجو مستمرة للمقاومة في عدن، وبالذات أن الميليشيات الحوثية موجودة في بعض الأماكن داخل المدينة". ولفت عسيري إلى أن "الميليشيات الحوثية الحوثي تمتلك عدداً هائلاً من مخازن السلاح والعتاد العسكري، وتم قصف عدد كبير منها، وبالذات مستودعات الذخيرة"، مؤكداً أن "حرس الحدود يستهدفون الميليشيات قرب الحدود السعودية، بينما المتابعة الدقيقة مستمرة على الموانئ اليمنية". وشدد على أن "الحوثيين وصالح قدموا ظروفاً جيدة لتقدم تنظيم القاعدة، وأنها نشطة في جنوب اليمن بسبب نشاط الميليشيات الحوثية". وذكر أن "عمليات الإغاثة واجلاء الرعايا من أساسيات عملياتنا"، موضحاً أن "الميليشيات الحوثية تعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة". في سياق متصل، أعلنت مصادر يمنية أن طائرات عاصفة الحزم نجحت - لليوم الثاني على التوالي - في إمداد المقاومة الشعبية بمدينة عدن جنوب اليمن بأسلحة وذخيرة وأجهزة اتصال، في وقت تجددت الاشتباكات بين تلك المقاومة ومسلحي جماعة الحوثي بمدخل منطقة المعلا بعدن بعد تراجع الحوثيين في وقت سابق.
وألقت طائرات مشاركة بعاصفة الحزم إمدادات عسكرية للمقاومة اليمنية الجنوبية. وقال مصدر بالمقاومة الجنوبية بعدن إن الطائرات ألقت كميات من الأسلحة بالبريقة وتسلمتها المقاومة الجنوبية بنجاح، وتشمل تلك الإمدادات أسلحة خفيفة ومعدات اتصال وقذائف صاروخية.
في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين الحوثيين ومقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدخل منطقة المعلا بمحافظة عدن، أثناء محاولة الحوثيين التوغل في الأحياء السكنية بالمنطقة، وترافق ذلك مع قصف مدفعي مكثف من قبل الحوثيين على تلك الأحياء. وتزامناً مع ذلك، قصفت طائرات عاصفة الحزم مواقع عسكرية موالية للحوثيين بمنطقة خور مكسر بعدن، حيث تتركز قوة عسكرية موالية للحوثيين، وتشن من وقت لآخر هجماتها بالأحياء السكنية القريبة.
ولعب تدخُّل طائرات عاصفة الحزم دوراً واضحاً في تغيير مسارات المواجهات التي تشهدها عدن منذ أكثر من أسبوع. في غضون ذلك، قال وكيل محافظة عدن نايف البكري إن لجان المقاومة صدت جميع هجمات مليشيات الحوثي بالمحافظة. وأضاف البكري أن أكثر من 95% من مدينة عدن تحت سيطرة المقاومة الشعبية، وتنحصر سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي من مدينة العلم ومقابل عدن مول وأجزاء من مديرية دار سعد.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء من أجل هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة بغرض إيصال المساعدات الطبية للسكان محذرة من خطورة الأوضاع في اليمن. ودعا مدير الصحة في عدن الخضر لصور المنظمات الدولية إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى مستشفيات المدينة. وقال إن مخزون الأدوية تراجع كثيراً كما أن المستشفيات باتت "عاجزة عن مواجهة العدد المتزايد لضحايا" الاشتباكات. ويرسل التحالف العربي يومياً مواد طبية وغذائية إلى عدن. كما أن التحالف أسقط للمرة الثانية معدات عسكرية وذخيرة وأسلحة لأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي قرب مرفإ عدن. في غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء اليمني المستقيل خالد بحاح إلى الرياض في إطار جولة خليجية يقوم بها. وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية من مقر إقامته في الدوحة إن الجولة تأتي في "إطار جهد وطني لإنقاذ اليمن من الانهيار". ومع استمرار القتال، يعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من روسيا اجتماعاً مغلقاً لبحث إمكانية إرساء هدنة إنسانية بطلب من روسيا. ويأتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة أخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول إقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين أسلحة. لكن روسيا التي تعارض المبادرة اقترحت تعديل النص ليصبح حظراً يشمل كل البلد وعقوبات محدودة. وقد أسفرت الحملة العسكرية العربية عن عرقلة تقدم المتمردين في البلد الغارق في الفوضى حيث تمكن تنظيم القاعدة من فرض سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت. وتوافد المئات من مقاتلي حلف قبائل حضرموت إلى المكلا ويتمركزون في شرقها والأحياء القريبة من الميناء، بحسب مصدر قبلي. وقال عضو هيئة رئاسة الحلف الشيخ أحمد بامعس إن القبائل حذرت قيادة اللواء 27 ميكانيكي المرابط شرق المكلا من تسليم أسلحتهم للقاعدة كما حدث في المعسكرات الأمنية والعسكرية.وأكد بامعس أن ضغوطات يمارسها الحلف على القاعدة للخروج من المدينة وإلا فإن "كل الخيارات مفتوحة أمام الحلف بينها المواجهة بقوة السلاح".
إلى ذلك، قررت السلطات السعودية تعليق الدراسة في محافظة جازان في أقصى جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن في أعقاب حوادث حدودية بين البلدين.