ضرورة وجود مشروع سياسي لليمن بعد القضاء على الحوثيين
الضربات الجوية لم تستهدف سوى المواقع العسكرية للحوثيين
علي صالح يدعم الحوثيين انتقاماً من اليمنيين
قوام ميليشيا الحوثي 10 آلاف مقاتل مدعومة من الحرس الجمهوري
قبائل مأرب الأشد قوة وقبائل آب والضالع والبيضاء بحاجة للدعم
الحوثيون ينشرون مضادات الطائرات في أماكن سكنية ضيقة
ميليشيا الحوثي فجرت المساجد ومراكز تحفيظ القرآن بصنعاء

كتب ـ حذيفة إبراهيم:
اعتبر الصحافي والمحلل السياسي اليمني مجاهد السليلي، حملة "عاصفة الحزم" حرباً لإنقاذ اليمن من الاحتلال الإيراني، وجماعة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لافتاً إلى أن قوات التحالف تستهدف النقاط العسكرية فقط، والحوثيون يشنون حرباً ضد المسلمين بتدميرهم المساجد ومراكز تحفيظ القرآن بالعاصمة صنعاء. وقال السليلي في تصريح لـ"الوطن"، إن غالبية اليمنيين يؤيدون الحملة، مستدركاً "إلا أنهم انقسموا لصفين، الأول يؤيد الحملة ويرى فيها خلاصاً، والثاني متخوف من مرحلة ما بعد القضاء على الحوثيين". ودعا دول مجلس التعاون إلى وضع "خطة متكاملة" لما يحصل بعد حملة عاصفة الحزم سياسياً، وإصدار تطمينات للشعب اليمني بأن دول الخليج لن تتركه يخوض حرباً أهلية في حال انتهاء العملية العسكرية، والتعهد بإخراج اليمن من أزمته. وأكد السليلي أن الضربات العسكرية لقوات التحالف العربي المشترك لم تستهدف سوى القواعد العسكرية، ومواقع يتركز فيها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع، لافتاً إلى أن ما يشاع حول قصف الطائرات للمدنيين عار عن الصحة. وقال إن الضربات تركزت معظمها على قواعد الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المقاتلة إلى جانب الحوثيين. ووصف الحوثيين بـ"شرذمة بسيطة" وفئة لا تتعدى 10 آلاف مقاتل، مستدركاً "إلا أنه يوجد دعم كبير من قوات صالح في الحرس الجمهوري وبعض قطاعات الجيش الموالية له". وشدد السليلي على أن الطيران العربي كان دقيقاً في توجيه أهدافه لمخازن السلاح وغيرها، وجعل الحوثيين في تخبط، ولا يعلمون ماذا يفعلون.
وتابع "في آب، طرد مقاتلو القبائل الحوثيين من مديرية الشرطة في المحافظة، والمباني الحكومية، وفي محافظة البيضاء أيضاً تعرض الحوثيون لهزيمة كبيرة، أما في مأرب، فحاول الحوثيون الدخول وفشلوا، وسقط منهم مئات القتلى خلال الأسبوع الماضي".
وأضاف "في الضالع، لم يسيطروا عليها إلا ليوم أو يومين ثم انسحبوا، وفي لحج هناك حرب كبيرة والقبائل استعادت السيطرة على الوضع حتى الآن". وقال إن الحوثيين يسعون للسيطرة على عدن أو اقتحامها نوعاً من رد الاعتبار لقوتهم التي انهارت خلال أيام، وبحثاً عن نصر إعلامي. وأوضح أن قوات التحالف لم تستهدف المدنيين، وما يشاهده اليمنيون هو استهداف من قبل الحوثيين للتجمعات السكنية والمصانع وغيرها، بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، فضلاً عن القصف المدفعي وبالدبابات، كان آخرها ما جرى في مخيم للنازحين اليمنيين.
وبيّن أن الحوثيين ينشرون مضادات الطائرات وأسلحتهم في أماكن سكنية ضيقة جداً، وأحياناً يهجرون السكان بجوار معسكراتهم، ويقتحمون المنازل، ويضعون أسلحتهم ومضاداتهم فيها، ثم يقصفون باقي المناطق المجاورة. وواصل "استهدفت دبابة واقفة في مبنى التلفزيون الحكومي المناطق المجاورة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح العشرات، ثم ألقوا باللائمة على طيــران التحالــف".
وأضاف "المصنع الوطني للإسمنت في محافظة لحج، قرب معسكر الحرس الوطني، دمره الحوثيون بمن فيه، كما أطلقوا قذائف على محطة للبنزين، ما أدى لانفجارها ومقتل العشرات، وكل تلك الحوادث جرت أمام أعيننا، ثم يفبركون أن قوات التحالف فعلت ذلك".
وقال "يوم الثلاثاء الماضي، اقتحم الحوثيون مصنع (يماني) وطلبوا منه دعم المجاهدين، وعندما رفض، استغلوا تحليقاً لطائرات عاصفة الحزم، وقصفوا المصنع، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات، ثم جاء إعلامهم ليدعي أن التحالف قتل المدنيين". وبيّن السليلي أن الحوثيين يرفضون كل من يخالفهم، ويدعون بأنه تكفيري أو خائن أو عميل، ثم يقتحمون منازلهم أو يقتلونهم أو يفجرون مسكنهم، كما أنهم فجروا العديد من مساجد صنعاء، وغيروا الأئمة والخطباء بالقوة، ودمروا مراكز تحفيظ القرآن فيها، وقال "هم يخوضون حرباً ضد المسلمين في اليمن". وعن وضع القبائل أشار السليلي إلى أنها بسطت نفوذها على مناطقها، ودمرت قوات الحوثيين، أما بالنسبة للقبائل، فهي بحسب المناطق التي تسكن فيها. وتابع "قبائل مأرب على استعداد تام لمواجهة الحوثيين في حال دخولهم إلى مناطقهم، فهي لديها سلاح ثقيل، وأبناؤها مدربون تدريباً كاملاً على استخدام الأسلحة، أما قبائل محافظة البيضاء وإب والضالع، فليسوا بقوة قبائل مأرب، وهم بحاجة للدعم بالأسلحة والذخائر وغيرها". وذكر أن بعض القبائل قاتلت الحوثيين بالأسلحة التي غنموها من المعارك معهم، مؤكداً ضرورة دعم قوات التحالف العربي للمقاتلين من أبناء القبائل».
واختتم السليلي حديثه «إذا كان التحالف لديه نية للتدخل البري، فنحن نطالبه بتسليح القبائل أولاً، كون أبناء القبائل هم أخبر بطبيعة البلد، والحوثي يسعى إلى حرب استنزاف في اليمن، ولكن المشروع الإيراني في اليمن إلى زوال».