عواصم - (وكالات): طرحت وسائل الإعلام الإيرانية أمس العديد من الأسئلة بشأن الاتفاق الإطار المبرم بين طهران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي، وخصوصاً بشأن الجدول الزمني الذي لايزال غير واضح لرفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
وأبدت الصحف المحافظة شكوكها في النتائج التي تحققت في سويسرا مستفيدة من صمت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في الملف.
من جانبها، أشادت الصحف الإصلاحية والمعتدلة بعمل المفاوضين الإيرانيين بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في حين أشارت الصحف المحافظة بإصبع الاتهام إلى التأويلات المختلفة المحتملة والتي لا تخدم إيران، لوثيقة لوزان.
ولفتت وكالة فارس إلى الاختلافات بين النص المقدم من الوفد الإيراني ونص وزارة الخارجية الأمريكية.
وتساءلت صحيفة «إيران نيوز» في صفحتها الأولى «من الرابح؟».
وتكفلت «فاتان امروز» المحافظة بالرد مؤكدة أن «هناك اختلافاً كبيراً بين ما نعطيه وما نحصل عليه من اتفاق لوزان».
واعتبرت «جافان» المعروفة بقربها من الحرس الثوري «إن النصر سيكمن في الصراع بين مختلف التفسيرات» للاتفاق الإطار.
وقالت صحيفة «كيهان» المتشددة بلهجة ساخرة «إنه اتفاق يكسب فيه الجميع: برنامجنا النووي سيزول والعقوبات ستبقى».
وتطالب إيران برفع تام وفوري للعقوبات الدولية والأمريكية والأوروبية في حين ترغب القوى الكبرى في رفع تدريجي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن هذه المسألة «نقطة لاتزال معقدة جداً» و»لم تتم تسويتها تماماً».
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن العقوبات الأمريكية سترفع «على مراحل» تعتمد على مدى احترام طهران لالتزاماتها في الاتفاق النهائي المقرر إبرامه بحلول نهاية يونيو المقبل.
وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة كيهان والذي يعين في منصبه مباشرة من المرشد الأعلى «إن اتفاق لوزان يظهر أن الأمور التي قبلت بها إيران واضحة ويمكن التثبت منها، أما ما قبله الطرف الآخر فهو ملتبس وقابل للتأويل»، مضيفاً «أن الاتفاق يتحدث عن تعليق العقوبات وليس رفعها».
واعتبر منصور حاجيغتبور نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أن المفاوضين تجاوزوا صلاحياتهم.
ونقلت عنه وكالة تسنيم قوله «لقد منحنا إمكان إجراء عمليات تفتيش غربية لمنشآتنا العسكرية والبروتوكول الإضافي لمنع الانتشار النووي، في حين أن القرارات بشأن هذه المسائل هي من اختصاص البرلمان».
وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الست أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتعامل مع طهران في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وفيما يستعد أوباما للعمل على إقناع المشككين في الاتفاق في بلاده، أكد أنه مقتنع بأن المحادثات هي الطريقة الأفضل للمضي قدماً. وقال أوباما في خطابه الأسبوعي إنه «كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة، أعتقد وبقوة أن الخيار الدبلوماسي - عبر اتفاق شامل وطويل الأمد كهذا - هو بشكل كبير الخيار الأفضل». وأشار أوباما إلى أنه يتوقع «جدالاً واسعاً» حول الاتفاق في الولايات المتحدة، مؤكداً أنه سيبقي الكونغرس على بينة من «مضمون الاتفاق».
ويشكــك الجمهوريون بشكل خاص بـــأي اتفاق مع إيران ويقولون إن الولايات المتحدة تقدم تنازلات كثيرة في المفاوضات النووية.
وبعدما كرر تصريحات ألقى بها بعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، عاد أوباما وشدد على مسألة الرقابة التي وافقت عليها إيران. وقال «إذا احتالت إيران، فإن العالم سيعلم. إذا رأينا شيئاً مثيراً للريبة، سنتحقق منه»، مضيفاً «إذا هذا الاتفاق لا يعتمد على الثقة، بل على التحقق غير المسبوق».
وينص الاتفاق الإطار بين إيران ومجموعة 5+1 «الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيــا، روسيـــا، الصيـــن وألمانيا» علــى تخفيــض أجهزة الطرد المركزي الإيرانية إلى الثلث مقابل تعليق العقوبات حتى التحقق من التزامها بتعهداتها. ويعتبر الاتفاق الإطار اختراقاً مهماً في أزمة استمرت 12 عاماً حول برنامج إيران النووي، ولكن يبقى التوصل إلى الاتفاق النهائي الذي يتضمن كافة التفاصيل التقنية بحلول نهاية يونيو المقبل. وبرغم الإشادة الدولية بالاتفاق الإطار، نددت به إسرائيل ووصفته بـ«الخطير» وطالب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو باتفاق أفضل يتضمن اعتراف إيران بحق إسرائيل بالوجود.