كتب – صالح الرياشي:
يسدل الستار اليوم لبطولة كأس الملك 2014 بالكشف عن بطل جديد يحمل الكأس لأول مرة عقب المباراة النهائية التي ستجمع فريق الحد بالبسيتين على إستاد البحرين الوطني في الساعة الرابعة والنصف عصراً، وكان من المقرر أن تقام المباراة في الساعة السادسة والنصف ولكن الاتحاد البحريني لكرة القدم أعلن بالأمس عن تقديم الموعد بعد الخطابات الواردة والصادرة من اتحاد الكرة والديوان الملكي.
وبالنظر إلى الورق فإن فريق الحد يتفوق على البسيتين من ناحية النتائج، إذ إن الحد شهد نقلة إيجابية في نتائجه المحققة في الدوري وأيضاً في مشاركته الخارجية في الآسيوية، بعكس البسيتين الذي تتفاوت نتائجه في الدوري بين فترة وأخرى، ولكن يحسب له الأداء المبهر الذي قدمه في هذه البطولة، حيث إن مشواره في البطولة لم يكن بالسهل حتى بلوغه المباراة النهائية.
أما من ناحية الاستعداد، فإن البسيتين تجهز بشكل جيد للمواجهة المرتقبة بالدخول في معسكر مغلق خلال الأيام الماضية ليبتعد بذلك عن كل الضغوطات التي من المحتمل أن تواجه اللاعبين وتؤثر على نفسيتهم قبل المباراة، وفي المقابل فإن الحد يتسلح في هذه المباراة بالجماهير، حيث بذل المركز الإعلامي بنادي الحد مجهودات كبيرة في دعوة الجماهير إلى هذه المباراة بمختلف الوسائل الإعلامية وإعلانات الشوارع، علاوة على تسهيل النادي حضور الجماهير بتجهيز عدد من الحافلات لنقل الجماهير من وإلى الملعب.
ولا يمكن التخمين عن طبيعة سير المباراة أو الأفضلية على أرض الميدان، إذ إن مباريات الكؤوس تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت، كما إن ظروف المباراة مجهولة، ولكن بطبيعة مباريات الكؤوس فإنها بالتأكيد ستكون مثيرة بين الطرفين حتى النهاية.
ومن المنتظر أن تكون المباراة حامية الوطيس، نظراً للوازع الكبير للطرفين في التتويج باللقب، حيث إن هذا النهائي يعتبر الخامس بالنسبة للبسيتين، إذ يمني النفس في كسر نحس النهائيات والتتويج باللقب بعد طول انتظار، من جانبه فإن الحد يصل للنهائي لأول مرة في تاريخه بعد سنوات من العمل المستمر في النادي نحو التطوير، وقد نفد صبر الحد في الظفر ببطولة بعد التطور الكبير الذي شهده الفريق والنتائج المرضية التي يحققها، وسيكون كأس جلالة الملك هو بداية الصعود إلى منصات التتويج بالنسبة للحد.
وما سيزيد المباراة إثارة هو أنها تجمع بين مدربين وطنيين من الطراز الرفيع، حيث سيلتقي خليفة الزياني مدرب نادي البسيتين بسلمان شريدة مدرب الحد، ويملك كلاهما تاريخاً حافلاً في هذه البطولة، ويسعى الزياني إلى إعادة بناء فريقه بعد التدهور في النتائج خلال الموسم الماضي وإهداء البسيتين لقباً طال انتظاره بعد أن حقق معه لقب الدوري في الموسم 2012/2013، بينما يؤكد شريدة بأنه مازال قادراً على العطاء وتحقيق البطولات مع فريق طموح ومتطور.
ويملك شريده في جعبته كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط بصفوف الفريق، ويمكنه التعويل في الهجوم على البرازيلي ريكو والنيجيري أوروك، فين حين يلعب دور صانع اللعب عبدالوهاب المالود، وفي الوسط القائد عيسى مصبح ومحمد راتب، وفي الدفاع سيد عدنان وسيد عباس في حراسة المرمى، في المقابل فإن الزياني يعول على عنصر الشباب في الفريق بتواجد سامي الحسيني وأحمد جلال في الهجوم، وهشام منصور ومجتبى غلوم في خط الوسط، وفي الدفاع البرازيلي جوليانو ومحمد خليل، وحامي العرين حسين حرم.
ولا يواجه الفريقان أي تخبطات في الفترة الحالية على الصعيد الإداري والفني، إذ إن الطرفين مستقرين في الوقت الراهن، حيث بدأ الموسم بتواجد خليفة الزياني على رأس الجهاز الفني لفريق البسيتين، في حين تمكن سلمان شريدة من فهم فريقه بشكل سريع رغم التعاقد معه في منتصف الموسم وتحسين نتائجه بعد أن كان على حافة الانحدار.
وبالعودة إلى مشوار الفريقين نجد بأن البسيتين كان مشواره وعراً للغاية حتى بلوغه نهائي الكأس، إذ واجه في انطلاق البطولة في دور الـ16 بطل النسخة الماضية فريق الرفاع الشرقي وتمكن من إقصائه بركلات الترجيح والثأر منه بعد أن حل وصيفاً للنسخة الماضية، بعدها واجه النجمة في الدور ربع النهائي وأزاحه عن طريقة بخماسية مقابل هدف بعد أن امتدت المباراة إلى الأشواط الإضافية، أما قبل النهائي فواجه خصماً صعباً للغاية وهو فريق المحرق وخطف الفوز بركلات الترجيح.
من جهته فإن الحد لم يعان كثيراً في طريقه إلى المباراة النهائي، إذ واجه المالكية في الدور ثمن النهائي وتغلب عليه بثلاثية مقابل هدف، ثم أقصى فريق الشباب برباعية نظيفة في الدور ربع النهائي، وكانت المواجهة الأصعب في الدور نصف النهائي عندما ألتقى فريق الرفاع بطل الدوري وسجل هدفين في مرماه ليكون الأحق في التأهل للنهائي.