يفخر أبناء العالم العربي ويعتزون بالقيادة العظيمة منذ تأسيس الكيان الكبير على يد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه حتى وصلت أمانة هذه القيادة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أحبه أبناء وطنه والعالم العربي منذ أن عرفوه في مختلف مواقع المسؤولية صادقاً في أقواله وأفعاله حكيماً وصائباً في قراراته بعيد نظرٍ في رؤاه وتطلعاته.
لقد ظهر بذلك جلياً وبوضوح في الخطاب الذي وجهه لأبناء وطنه فقد كانت شاملة وواضحة وصادقة تعبر عن رؤية ثاقبة لقائد يرسم خارطة طريق لمسيرة كلها خير وعطاء وفي وقت تتزاحم فيه كل التحديات وتكثر فيها المتغيرات وتتعدد في طموحات أبناء الوطن خاصة والوطن العربي والقضايا الإنسانية بشكل عام.
ومن الجوانب الذي تطرق إليها خطاب القائد وهو يرسم الطريق ويحدد ملامحه الرئيسة ومتعددة أيضاً المضامين التي اشتمل عليها حيث تناولت كافة جوانب السياسية الداخلية والخارجية وأوضحت التحديات التي تواجه الوطن وسبل مواجهتها وفق النظرة الثاقبة الحكيمة لقائد المسيرة حفظه الله.
سيذكر إخواننا اليمنيون هذا اليوم والعرب بأن التحالف الذي دعا إليه الملك سلمان بن عبدالعزيز كان يداً للسلم وأخرى للحزم الذي قادته السعودية لم ينقذ اليمن فحسب بل أنقذ الجزيرة العربية والمنطقة من تمدد إيراني واتخاذ النفس الطائفي وسيلة لزعزعة شعوبها وهذا الأمر الذي دفع معظم الحكومات الإقليمية والكبرى تأييد الخطوة العسكرية ولم يبدأ الهجوم إلا بعد أن استوفت كل الشروط المطلوبة منها.
من عارض الهجوم مثل إيران وحزب الله وهو أمر كان متوقعاً لصلتهما بالمتمردين منذ البداية فكانت رسالة عاصفة الحزم قد وصلت إلى الجميع حيث انتهى وقت التسويف والتلاعب بالأوطان وانتهت مرحلة لا غالب ولا مغلوب على حساب الأوطان، والآن هناك موقف وحزم وهناك دول عربية قوية قررت ألا تتردد لحظة في حماية أمنها واستقرارها.
كانت أهداف عاصفة الحزم إيقاف العدوان الحوثي واحتلاله للعاصمة صنعاء وتعطيله لاستكمال المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الفرقاء اليمنيون ثم استبدل الحوثيون بهذه المبادرة اتفاق ما يسمى السلم والشراكة ومتى تحققت هذه الأهداف فستتوقف الضربة العسكرية ضد الحوثيين وحلفائهم بإمكانهم إيقافها اليوم أو غداً أو بعد أسبوع ومن يتخيل خصمك في الحرب يعطيك الفرصة لإيقافها في أي وقت تشاء وهو الطرف الأقوى ومع ذلك تصر على استمرارها حتى تتحقق أهدافها، وبعدما تكون قوة الحوثيين التي استقووا بها على الشعب اليمني قد دكت وحصونهم دمرت ولن يعود معهم ما يملكونه من قوة يفرضون بها هيمنتهم مجدداً.
تنجح الرياض في حشد هذا الإجماع العالمي تأييداً لعاصفة الحزم، فهي لا تستغل الحرب ولا ترغب في الاستفادة منها ولولا ما تحمله دول العالم من احترام وتقدير وثقة في السياسة السعودية لما أيدتها بهذه الدرجة غير المسبوقة فإن دول العالم تعي أن الرياض ترغب فقط في عودة الاستقرار لليمن لا أقل من ذلك لا تدخل في شؤون اليمن ولا تحقيق مآرب أخرى.
يقول الملك سلمان حفظه الله ورعاه، إننا نأمل الاستماع لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني والتوقف عن الترويج للطائفية فلذلك سيذكر اليمنيون والعرب هذا التحالف العربي الدولي الذي سينقذ الجزيرة العربية والمنطقة من التمدد الإيراني واستقرار الشعوب فهل يستمع الحوثيون لصوت العقل؟ هل يوقفون استقواءهم بإيران؟ وهل يتوقفون عن الترويج للطائفية؟ فالكرة في ملعب الحوثيين بالاستسلام وإيقاف الحرب ضدهم بلا خسائر.
عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين
ناشط اجتماعي