كتب - عبدالله إلهامي:
أنقذ مستشفى الملك حمد الجامعي أربعينية بحرينية من موت محقق، إثر إصابتها بانفجار ونزيف دماغي، أدخلت على إثره وحدة الأشعة التداخلية وأجريت لها عملية استئصال التمدد الشرياني الناتج عن عيب خلقي بالمخ.
وأوضح استشاري الأشعة التشخيصية والتداخلية د.وائل حامد عبدالحميد، أن مواطنة في التاسعة والأربعين من عمرها نقلت مطلع الأسبوع الحالي من مجمع السلمانية الطبي إلى مستشفى الملك حمد الجامعي، نظراً لإصابتها بتمدد شرياني في المخ أدى لانفجاره، ونتج عنه نزيف دماغي حاد. ولفت إلى أنه أثناء نقلها إلى المستشفى ساءت حالتها الصحية، وأصيبت بنوبة أخرى أدخلتها في غيبوبة وجعلت حياتها على المحك، وفوراً عمدت الإدارة إلى تحويلها للعناية المركزة لضمان جاهزيتها لإجراء عملية الاستئصال وإيقاف النزيف دون استخدام الجراحة، وبعدها تم عمل منظار وعائي إشعاعي لتحديد موضع النزف، باستخدام قساطر ميكروسكوبية، وزرع حلزونات طبية داخل التمدد الشرياني، واستغرقت العملية ساعتين.
وأضاف أن الحالة هي الثانية التي يتم استقبالها، لافتاً إلى أن المريضة استعادت وعيها التام بعد يوم كامل من العملية، وأجريت لها أشعة مقطعية أظهرت نجاح السيطرة على النزيف وعلاج الحالة، دون أن ينتج عنها أية مضاعفات أو إصابات عصبية دائمة. وقال إن مثل هذه الحالات كانت تنقل إلى الخارج للعلاج، ما يعرضها بشكل أكبر للوفاة، عوضاً عن التكاليف الباهظة.
وذكر أن التمدد الوعائي الدموي الدماغي عبارة عن اتساع في جزء من الجدار الوعائي الدموي نتيجة ضعف خلقي أو صدمة في مناطق التقاء الشرايين، لذلك يتمدد إلى الخارج، ومعه ترتفع نسبة حدوث انفجار الوعاء الدموي مسبباً النزيف.
وأوضح أن 40% من المصابين ينتهي بهم الحال بعد السنة الأولى من الإصابة بالنزيف إلى الوفاة، في حين أن حوالي 30% يصابوا بخلل عصبي شديد ودائم كالشلل والإعاقة المستمرة، مضيفاً أن النساء أكثر عرضة للإصابة بتمدد الشرايين الدماغية والنزيف، وتحدث الإصابة عادة ما بين الأربعين والستين. وأضاف أنه يتم تشخيص الحالات بالأعراض الظاهرة الناتجة عن النزيف الدماغي، مثل الصداع الشديد المفاجئ، بينما يتم تشخيص البعض قبل الانفجار، وعند مراجعة المريض لطبيب الأمراض العصبية إثر الشكوى المتكررة من صداع حاد، لذلك تجرى له أشعة رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية للدماغ، وتتجاوز نسبة دقة التشخيص 95%.
ولفت إلى أنه عند اكتشاف التمدد يُعمل للمريض منظار وعائي إشعاعي، ويعتبر من أفضل الطرق لعمل خطة علاجية مناسبة، ويستخدم في الإصابات غير الناتجة عن الصدمات، مشيراً إلى أن هناك بعض الحالات تعالج بالتدخل الجراحي، من خلال استئصال التمدد بالجراحة أو المناظير الوعائية الجراحية، لعزل التمدد الدموي عن الدورة الدموية، ويستعاض عنها في حالة العجز بمناظير الأوعية وباستخدام الأشعة التداخلية.
وأكد أنه منذ افتتاح المستشفى عمدت الإدارة ضمن توجيهات القيادة الرشيدة على توفير أحدث الأجهزة الطبية بوحدة الأشعة التداخلية مثل جهاز التنظير الإشعاعي ثلاثي الأبعاد، باعتباره من أفضل الأجهزة المتوفرة عالمياً وأحدثها، مع انتقاء أفضل العناصر الطبية للعمل عليها، لذلك تعاقدت مع فريق طبي عالي الكفاءة من استشاري مخ وأعصاب، واستشاريي وفريق فني بالأشعة التداخلية لمناظرة وعلاج حالات التمدد الشرياني الدماغي، وتستقبل الوحدة المصابين بانفجار الشريان الدماغي وعلاج حالات النزيف الدماغي الحاد على مدار 24 ساعة. وقالت مسؤولة إدارة عمليات القسطرة موزة المناعي، إن العمل الفعلي بالوحدة بدأ ديسمبر الماضي، وأنها تستقبل مرضى من داخل المملكة وخارجها، ويأتيها بشكل مستمر من كافة دول الخليج وباكستان، ووصل عدد الحالات المستقبلة خلال مايو الماضي 37 حالة، وتتعامل مع أمراض عدة بينها أورام الكبد والدوالي وعلاجهما باستخدام جهاز التردد الحراري، وأورام الرحم الليفية وأورام الكبد من خلال الكريات الكيماوية، والكريات المشعة التي تعتبر الأحدث ولا توجد إلا في مراكز معدودة في العالم.