عواصم - (وكالات): أرغمت العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» في يومها الحادي عشر المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على استجداء الحوار، وفق «جدول زمني محدد»، بينما سارعت إيران إلى الاستنجاد بسلطنة عمان، طلباً لوساطتها، في محاولة، «لوقف العمليات العسكرية في اليمن، والتركيز على السبل السياسية لحل الأزمة». في غضون ذلك، شنت طائرات قوات التحالف في اليوم الحادي عشر من العملية العسكرية، غارات ضد ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح، في صنعاء وصعدة، واستهدفت خطوط الإمداد التابعة للحوثيين، بينما وقعت اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين.
وشهدت مدينة عدن حرب شوارع بين اللجان الشعبية والحوثيين، في الوقت الذي أكدت فيه قبائل محافظة إب تأييدها للعملية العسكرية ضد الانقلابين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح وتأييدها لشرعية الرئيس هادي. وطالبت القبائل مسلحي الحوثي بالانسحاب سريعاً من كافة مديريات المحافظة دون قيد أو شرط.
كما حذروا بأن أي إمدادات أو تعزيزات عسكرية لمليشيات الحوثيين ولصالح لن تمر من محافظتهم باتجاه المحافظات الجنوبية لمقاتلة أبناء الجنوب، مؤكدين أنها ستكون هدفاً مشروعاً في حال عبرت من مناطقهم إلى تلك المحافظات. كما شهدت أبين معارك عنيفة أوقعت نحو 24 قتيلاً في صفوف ميليشيات الحوثي، التي عمدت في عدن إلى قصف المناطق السكنية للمواطنين.
في غضون ذلك تواصل قبائل شبوة حشد مقاتليها إلى جبهات مديرية بيحان غرب محافظة شبوة لمواجهة ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح.
كما تدور مواجهات متقطعة في بيحان منذ تسلل الحوثيين إلى المدينة ومحاولة التقدم إلى عاصمة المحافظة مسنودة بميليشيات صالح. وذكرت تقارير أن المتمردين أحرزوا تقدماً في عدن بينما ينتظر آلاف السكان عمليات الإغاثة.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، طلبت طهران مساعدة سلطنة عمان في التوصل إلى وقف «فوري» لضربات التحالف العربي الذي يشن منذ 26 مارس الماضي حملة بقيادة السعودية ضد المتمردين في اليمن، استجابة لطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
وأفاد المصدر بأن وكيل وزارة الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان سلم مسؤولين عمانيين رسالة تؤكد «ضرورة المساعدة في وقف العمليات العسكرية ومنع امتداد الحرب إلى المنطقة». من جانبه، قال المسؤول في جماعة الحوثي صالح الصماد إن الحوثيين مستعدون لإجراء محادثات سلام إذا توقفت الضربات الجوية. وأضاف أن «اليمنيين يرفضون عودة هادي». وتابع الصماد «نحن مازلنا على موقفنا من الحوار ونطالب باستمراره رغم كل ما حصل على أساس الاحترام والاعتراف بالآخر ولا نشترط سوى وقف العدوان والجلوس على طاولة الحوار وفق سقف زمني محدد». ميدانياً، تحدثت تقارير عن تحقيق المتمردين والقوات الموالية لصالح، تقدماً في المعلا، وسط عدن، وسيطروا على مقر الإدارة المحلية وضمنها مكتب المحافظ.
وأفاد شهود بأن المتمردين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم وأضرموا النيران في عدد من المباني وألحقوا أضراراً بأخرى، وأدى القصف إلى مقتل عدد من الأشخاص بينهم أطفال. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء إغاثة مطالبين بوقف القصف الذي دفع بعشرات العائلات إلى الفرار من منازلها. إلى ذلك، توقف بث «تلفزيون عدن» الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن البث إثر قصف بقذائف الهاون نسب إلى المتمردين الحوثيين وحلفائهم.
وقال مسؤول في القناة إن المبنى حيث مقر التلفزيون، وسط عدن، أصيب «بأضرار لكن ليس هناك إصابات».
والقناة إقليمية تابعة للتلفزيون الرسمي اليمني.
من جهة أخرى، قتل 5 أشخاص وأصيب 14 في اشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية الرديفة للجيش الموالي للرئيس اليمني. ويحاول المتمردون السيطرة على عدن حيث استولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، أعلن التحالف العربي أن طائرتين للصليب الأحمر ستصلان قريباً.
وقد طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقرار هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لإيصال المساعدات.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيتارا جبين في وقت لاحق إن اللجنة حصلت على موافقة التحالف لنقل إمدادات طبية حيوية وعمال إغاثة.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري في إيجازه اليومي مساء أمس «تم تحديد رحلة للصليب الأحمر عند التاسعة صباح أمس لكن لم يحضر أحد (...) وطلبوا تأجيل الرحلة». وأضاف أن «مصر كانت على جدول الأمس لإجلاء رعاياها لكنها اعتذرت لأن عددهم أكثر مما تستوعبه الطائرة». واتهم عسيري «الحوثيين بمنع هبوط طائرة لإجلاء رعايا السودان من صنعاء». وبالنسبة لعدن، قال المتحدث إن «الحوثيين يقصفون المساكن عشوائياً بهدف ترويع المدنيين» مؤكداً الاستمرار في «دعم المقاومة وتم إسقاط مواد لوجستية للجان التي تعيد تنظيم صفوفها».
وختم عسيري مشيراً إلى أن الحوثيين «يحفرون خنادق على الحدود مع السعودية (...) وتم استهداف معسكر تنطلق منه هجمات على الحدود» مع المملكة.
وفي مجال آخر، أعلنت اللجان الشعبية استعادة السيطرة على مدينة لودر التي كانت خاضعة لسيطرة المتمردين في محافظة إبين الجنوبية.
وأكد القيادي في اللجان علي عيده استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة القبائل بعد هجمات على مواقع المتمردين في وسط المدينة مشيراً إلى انسحابهم إلى موقع عسكري جنوب لودر. وكانت اللجان الشعبية أعلنت في وقت سابق سقوط 24 قتيلاً بينهم 21 من المتمردين في المعارك العنيفة في المدينة. وتركزت المعارك في جنوب لودر على الطريق التي تربط بين محافظتي ابين والبيضاء. من جهة ثانية، أقال الرئيس اليمني كلاً من رئيس هيئة الأركان اللواء عبدالله خيران ونائب رئيس الأركان زكريا الشامي وقائد قوات الامن الخاصة عبد الرزاق المروني من مناصبهم العسكرية والأمنية.
وقضت القرارات بإحالة تلك القيادات العسكرية والأمنية الموالية للحركة الحوثية إلى محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة والتعامل مع ما وصفته مصادر في الرئاسية اليمنية بـ «انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية في البلاد».