الرياض - (إيلاف): تلعب عمليات الإمداد الجوي بالسلاح لتمكين المقاومة الشعبية من الصمود دوراً مهماً في إنهاك العدو، ووضعه بين فكي كماشة، كما يحصل اليوم في عدن لمواجهة ميليشيا الحوثي وعلي عبدالله صالح.
وتستمر عملية إمداد مقاتلي المقاومة الشعبية في اليمن بالسلاح، من خلال الإنزال الجوي أو إلقاء مقاتلات عاصفة الحزم شحنات من الأسلحة والعتاد الحربي وأجهزة الاتصال والمناظير الليلية لهؤلاء المقاتلين.
وهذه العمليات تعد تنفيذًا لخطة استراتيجية ميدانية لتعزيز قدرات أي مجموعة محاصرة، لتتمكن من فك الحصار والإجهاز على العدو الذي يحاصرها. وأكدت التجارب أن هذه العمليات قادرة فعليًا على قلب موازين القوى في مناطق قتالية متعددة.
وتلقي الطائرات العسكرية المجهزة لمثل هذه العمليات من علو منخفض مظلات في أماكن محددة سلفًا. وتقدر حمولة كل مظلة بين 100 و150 كيلوغراماً من الأسلحة والذحائر، توضع في صناديق خاصة ترتطم بالأرض من دون أن تتكسر، بينما تتولى المقاتلات حماية هذه الطائرات وتمنع تعرضها لأي تدخل حربي يعيق عملياتها.
قبل استخدام هذه العمليات في اليمن، تم اعتمادها في تعزيز قدرات الأزيديين العراقيين الذين حاصرهم تنظيم الدولة «داعش» في جبل سنجار، فتمكنوا في النهاية من فك حصار دام 3 أشهر، وانطلقوا من الجبل لتحرير مساحات شاسعة كان التنظيم المتشدد سيطر عليها في العراق، منذ يونيو الماضي.
ومن الجسور الجوية الأشهر في التاريخ العسكري ذلك الذي أقامه الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية، حين حاصرت القوات السوفيتية المنتصرة برلين، فنقل طائرات الحلفاء الإمدادات إلى سكان المدينة، الذين تمكنوا من فك الحصار. الجدير بالذكر أن الحلفاء أنفسهم أسقطوا مساعدات وأسلحة وأجهزة الاتصال خلف خطوط النازيين في فرنسا وهولندا وبلجيكا، ليساعدوا المقاومين هناك على إنهاك الألمان، وتمهيد الأرض ليفوز الحلفاء بالحرب.