كتب – مازن أنور: نعم كانت محافظة المحرق هي الفائزة بلقب كأس جلالة الملك المفدى في نهاية المطاف، ولكن الكأس بات في مدينة الحد لأول مرة منذ ولادته في عام 1978، وأبى أن يزور مدينة البسيتين للمرة الخامسة وكأن هنالك سراً لم يستطع أحد الكشف عنه حتى اللحظة بعد أن هُزم البسيتين من خمسة فرق مختلفة وهي الشباب والرفاع والمحرق والرفاع الشرقي وأخيراً من الحد.الليلة قبل الماضية شهدت فرحة هستيرية عاشها أهالي منطقة الحد من رجال ونساء أطفالاً وشيباً، حيث سهرت الحد على أنغام الصرناي والليوة احتفالاً بهذا الإنجاز غير المسبوق، والذي طال انتظاره لسبعة عقود (70 عاماً) منذ تأسيس النادي في 1945، وعلى الرغم من أنه لم يكن مسبوقاً إلا أن كان متوقعاً أن يتحقق في ظل ما يشهده النادي في الفترة الأخيرة من تطور في مختلف المجالات سواءً الإدارية والفنية وحتى الإعلامية.أهم عنوان خرجت به مباراة الحد والبسيتين بأن مسابقة كأس جلالة الملك أفرزت بطلاً جديداً واسماً يضاف إلى سجل المسابقة، فلم يسبق لكلا الفريقين اللذين تأهلا للنهائي (الحد والبسيتين) أن حققا البطولة منذ انطلاقتها، وبالتالي فإن هذا الأمر قد يساهم في زيادة رقعة المنافسة بين الملاعب الكروية البحرينية.بعيداً عن التاريخ ومظاهر الاحتفال فـــإن المباراة ظهرت بمستوى متوسط ولم يقدم فيها الطرفان المستوى المأمول، وكان فريق البسيتين هو الجانب الأكثر أفضلية في الشوط الأول بفضل تحركات لاعبيه والجرأة في اختراق خط الدفاع، ويبدو أن هذه الأفضلية جاءت بفضل الضغوطات الأقل التي واجهها الفريق مقارنةً بفريق الحد، ومع ذلك فإن هذا الأمر لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل من قبل لاعبي فريق البسيتين عندما أهدروا فرصة التقدم واستغلال الحالة الذهنية للاعبي فريق الحد وخرجوا من الشوط الأول بتعادل سلبي.في المقابل فإن رهبة النهائي الأول كانت حاضرة وبقوة في صفوف فريق الحد الذي كان يرتدي أكثر من قبعة في تلك المباراة، فخسارته في نهائي كأس الملك تعني أن الفريق تتوجب عليه المكافحة في الدوري لتحقيقه وكذلك التألق في كأس الاتحاد الآسيوي، لذا فإن الفريق تأثر نفسياً في الشوط الأول ولم يقدم المأمول والمتوقع.فريق الحد كان خرج من الشوط الأول مستفيداً من المحافظة على التعادل السلبي بعد أن تعرض مرماه لبعض المحاولات في حين أنه لم يهدد مرمى البسيتين على الإطلاق، وهذا التعادل السلبي في الشوط الأول جعل لاعبي فريق الحد يعيدون ترتيب أوراقهم قليلاً، فيما كانت هنالك نوع من الحسرة لدى لاعبي البسيتين لعدم استغلال الأفضلية.الحد دخل أجواء المباراة في الشوط الثاني بعدما استخدم أسلوب التمرير القصير في بناء الهجمة ووصل إلى منطقة البسيتين على عكس الشوط الأول، في المقابل هدأ مد البسيتين الهجومي كثيراً ولم يشكل مهاجموه خطورة كما حدث في الشوط الأول، ودقت الكرة التي أرسلها عبدالوهاب المالود ناقوس الخطر على البسيتين عندما تدخل القائم وأبعدها عن الشباك.الأخطاء ممنوعة في مباريات الكؤوس ولكن خطأً واحداً من البرازيلي جوليانو مدافع البسيتين كلفه وكلف فريقه خسارة المباراة والبطولة الغالية عندما وضع الكرة العرضية التي وصلت منطقته على طبق من ذهب لمواطنه ريكو الذي أودعها الشباك، وبصم لاعب الحد النيجيري على انهيار البسيتين في الدقيقة الأخيرة بهدفاً ثان.المباراة بشكل عام كشفت معدن مباريات الكؤوس التي لا تعترف بالأداء ولكن تتحدث بلغة الأهداف. ففريق الحد لم يقوم مستواه المعهود إلا في دقائق معدودة ونجح في اختطاف الفوز من خطأ قاتل للبسيتين وعززه بهدف ثان، ولكن كانت الأمور تسير للفوز حتى لو لم يُسجل هدفاً ثانياً.كأس الملك كان ينتظره فريق البسيتين على أحر من الجمر كونه الهدف الوحيد للفريق هذا الموسم بعدما فقد فرصة المنافسة على الدوري، فالبسيتين يفكر في كيفية تحسين موقعه في جدول الترتيب حالياً. وفي المقابل فإن الحد حصل على شحنة معنوية قوية قبيل مواجهته الرفاع الشرقي يوم الجمعة لحساب الدوري، فهذه المواجهة تشكل لقاءً نهائياً جديداً للحد، فليس أمامه سوى الفوز من أجل أن يُحيي آماله في المنافسة على لقب الدوري إذا ما أراد الانضمام لركب الرباعي الذي يتقدمه وهم الرفاع الشرقي والمحرق والمنامة والرفاع.