عندما تسير وحيداً على ناصية الطريق قد تبحث عن معنى السلام الداخلي بين الكلمات التي هي مكتوبة على صفحات حياتك، تلك الكلمات التي بعثرت بين فصول الكتاب وضاع المعنى في ما بينها، فاعلم أن تلك الكلمات ما هي إلا عبارة عن صوت الأنغام التي تصدر من قلبك.
ركز على تلك الأصوات التي هناك بالصمت، ولا تتأثر بالصدى الذي هو في الناصية الكاذبة الخاطئة، حتى تسرع من حدوث ما تريد، كل ما تقوله تلك الأنغام هو حقيقي، إن تلك الأصوات هي ما تتخيله وما تشعر به من أفكار وقناعات، وكل ما في الطريق هو انعكاس وصدى من أصوات كاذبة خاطئة، لأنها أذنك هي التي تعكس ما تسمعه وما تشعر به وما تركز عليه اللحظة تلو اللحظة، فالزمن هو وهم ما عدا هذه اللحظة التي أنت فيها.
ذلك المعنى الذي تبحث عنه هو مكتوب في كل الصفحات وفي كل الفصول ولكنها قناعاتك الزائفة هي التي تغلق الكتاب قبل أن تفتحه، ابدأ من الصفحات الأولى كي تعيش ولتقدر ما تحب، لأنه هو الوهم الذي يخدعك تارة في زمن الماضي وتارة في زمن المستقبل فتنهي الحكاية قبل أن تبدأها، فيضيع المعنى في ما بين الكلمات.
إنك حتماً ستعيد الكرة في المستقبل عندما تتذكر ما تسمعه يتردد في ناصية الطريق، كن واعياً عش هذه اللحظة وركز على صوت تلك الأنغام، فرحلة الطريق بدأت عندما فتحت الكتاب وقلبت صفحاته، فتحرر من كل القيود وأفكار الماضي. لا تهتم لأصوات الماضي ولا تعش لإرضاء الآخرين أو ما يقولونه عنك، استمع لصوت قلبك واتبع إرشاداته فالذي حقاً يفترض أن يهمك وأنت تسير في طريق هذه الرحلة هو إلى أين أنت متجه؟ وإلى من أنت تسير؟
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية