فكرة الحملة راودتني في لقاء الانسحاب مع المحرق
لم نخلق تأثيراً على اللاعبين بل رسالتنا كانت للجمهور
أغنية البكري لم نقصد منها الاحتفال قبل النهائي
أسباب النجاح كثيرة وركزنا على الأفكار الإبداعية
رحلة التيفو استمرت 17 ساعة والهدف هو الريادة
لم نستهدف الرجال فقط واسألوا الإعلامية فاطمة زمان
الحضور الجماهيري نجاحنا وانتظروا جديد المركز الإعلامي
حاوره - خليل إبراهيم:
اقترن الإنجاز التاريخي الذي حققه نادي الحد الرياضي بفوز فريقه الكروي الأول بلقب كأس جلالة الملك للمرة الأولى في تاريخه ومنذ تأسيس النادي الذي يقارب السبعين عاماً، اقترن بحملة إعلامية جماهيرية تحفيزية ضخمة أطلقها النادي قبيل المواجهة النهائية مع فريق البسيتين بأسبوعين تقريباً، هذه الحملة حملت شعار "الحد تستاهل"، أخذت حجماً وصيتاً كبيرين في الشارع الرياضي وتحديداً داخل مدينة الحد، وحققت هذه الحملة نجاحاً بشهادة الجميع وحققت أهدافها المرجوة. حملة "الحد تستاهل" والتي ارتبط معها "هاشتاغ" آخر بشعار "نبي نفول الملعب"، جاءت لتؤكد الجهود الكبيرة التي وضعها نادي الحد في طريق الحصول على اللقب التاريخي، فإلى جانب العمل الإداري والفني فإن الجانب التحفيزي والإعلامي كان حاضراً وبقوة عبر هذه الحملة والتي كان هدفها استقطاب الجماهير لتكون داعماً للفريق في مهمته التاريخية.
حملة "الحد تستاهل" منحت نادي الحد الرياضي وتحديداً المركز الإعلامي بالنادي والذي يقوده الزميل مازن أنور الحمادي رصيداً تضمن أعداداً وافرة من الإشادة سواءً من المسؤولين وحتى الإعلاميين والمتابعين في الشارع الرياضي، كون هذه الحملة لامست واقتربت من أمور كثيرة ونجحت في نهاية المطاف.
"الوطن الرياضي" عادت لتفتح ملف هذه الحملة الجماهيرية التحفيزية الحداوية وتبحث في تفاصيلها عبر لقاء مطول مع مدير المركز الإعلامي لنادي الحد والمنسق الإعلامي للفريق الكروي الأول الزميل مازن أنور الحمادي والذي أوضح أموراً كثيرة هذه تفاصيلها:
س: كيف جاء التفكير بإقامة حملة جماهيرية بهذه القوة والضخامة؟
ج: فكرة الحملة الجماهيرية كانت في مخيلتي وكنت أنتظر فقط وصول الفريق التاريخي للمباراة النهائية، وفي الحقيقة فكرة الحملة الجماهيرية ليست بجديدة حيث سبق أن طرحت ذات الفكرة على الرئيس أحمد المسلم قبل عدة أعوام وتحديداً عندما وصل الفريق لنصف نهائي مسابقة كأس الملك ويومها أعلن النادي انسحابه رسمياً من مواجهة المحرق، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً كون الفريق وصل إلى النهائي وكانت فرصة لا تعوض لإقامة الحملة.
س: ولماذا اخترتم شعار «الحد تستاهل»؟
ج: قبل أن أتحدث عن سبب اختيار شعار الحد تستاهل يجب أن نوضح بأن هذا الشعار ليس وليد هذه الحملة بل ولد مع مشاركة الفريق الكروي التاريخية في أول بطولة خارجية متمثلة في بطولة الأندية العربية عندما واجه فريق شباب الأردن الأردني، واستمر هذا الشعار عنواناً لكل مناسبة يخوضها الفريق تكون مهمة ومنها على سبيل المثال مباراة القادسية الكويتي في ربع نهائي الآسيوية، أما سبب اختيار هذا الشعار هو علمي شخصياً بأن أهالي الحد يكنون حباً كبيراً وشعوراً غريباً تجاه منطقتهم، فلمدينة الحد عند أبنائها خصوصية وانتماء قوي جداً لا يختلف عليه اثنان، لذا فإنني كنت متأكداً بأن هذا الشعار سيصيب الهدف في يوم من الأيام وفعلاً جاء توقيته مناسباً مع الوصول التاريخي لنهائي كأس الملك.
س: فئة كبيرة انتقدت تنظيم حملة ضخمة قبل النهائي قد تؤثر على الفريق سلباً؟
ج: نعم هناك كثيرون انتقدوا هذه الحملة ولكنني وبرفقة زملائي أعضاء اللجنة كنا مؤمنين بأن هذه الحملة ستضع لنا هدفين آخرين إلى جانب الهدف الرئيس وهو تحقيق الكأس الغالي، ومن يعود ليستذكر شعار الحملة سيدرك من الوهلة الأولى بأننا كنا نخاطب في حملتنا الجمهور فقط ولم نضع أي تأثير على اللاعبين، وحتى فعالياتنا وأنشطتنا المصاحبة في الحملة كانت تستهدف الجماهير، كنا نهدف لإعادة الحداويين إلى بيتهم الثاني وهو نادي الحد وهو الهدف الأول، كما كنا نعمل بجد واجتهاد لاستقطابهم إلى مدرجات الملاعب الكروية وهو الهدف الثاني، ووجدنا بأن الوصول للنهائي هو التوقيت الأمثل لتحقيق هذين الهدفين كون الجماهير الحداوية وأهالي الحد على وجه العموم سيكونون متعطشين للقب التاريخي الأول.
س: ما سر النجاح الكبير للحملة في اعتقادك؟
ج: أسرار النجاح كثيرة وأنا أجد أن أول الأسباب وفي مقدمتها مساحة الثقة التي منحها إياها رئيس النادي أحمد المسلم لتنفيذ هذه الحملة وتحويلها من الورق إلى أرض الواقع، يأتي بعد ذلك اختيار لجنة من الشباب المتميزين يتقدمهم الأخ محمد مجبل وغانم السند بالإضافة إلى علي الماجد وعبدالله بوعلي، والأمر الثالث الدعم والإسناد من فريق تطوعي كان يخدم الحملة حباً في المدينة والفريق ورغبةً في الوصول للأهداف المنشودة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أن أحد أسباب نجاح الحملة هو إشراك الحداويين فيها عبر الفعاليات التي تمت إقامتها من زيارات للمجالس ومركز دار يوكو ومدرسة الحد للبنين وملتقى لم الشمل، كما إن تطوير المنتج المعروض في مواقع التواصل الاجتماعي التي يشرف عليها المركز الإعلامي كانت كلها أسباباً للنجاح وأخيراً التفكير بطرق إبداعية لاستقطاب الجماهير.
س: ما هي الأمور الإبداعية التي تعنيها؟
ج: لنتحدث في بادئ الأمر عن إعلانات الشوارع فالتصميم كان تصميماً جاذباً للجميع لأنه كان يحمل رسالة للجماهير، كما إن اللجنة تكفلت بتخصيص هدايا كثيرة للجماهير باللون الخاص بالنادي، ولعل أمر مهم جداً يتمثل في توفير "تيفو" لأول مرة في الملاعب البحرينية تم جلبه من العاصمة السعودية الرياض، ناهيك عن الفيديوهات والمقابلات التي تم تسليط الضوء فيها على أسماء حداوية كان لها فضل سابق في النادي، ولابد التذكير بأغنية الحملة التي أخذت مساحة كبيرة من الانتشار بعد التتويج وهي أول أغنية في تاريخ النادي، حيث انتقدنا بأنها كانت أغنية احتفالية بل هي كانت مهمة كخلفية لما بعد التتويج وفعلاً كان قراراً موفقاً في إنتاجها.
س: كيف راودتكم فكرة الــ"تيفو"؟
ج: فكرة راودتني شخصياً وأصررت أن أنفذها وقمت بالتواصل مع مجلس جماهير الهلال وبالفعل قمت بتنفيذها مباشرة عبر السفر عن طريق البر إلى الرياض بصحبة عيسى العيسى ومحمد طارق "متطوعون في الحملة" ولقد أنهينا اختيار الــ"تيفو" في وقت قياسي وكانت رحلتنا للرياض متعبة جداً واستمرت 17 ساعة تقريباً وكان هدفنا أن نكون أصحاب الريادة بين الأندية في إظهار هذا الأمر التشجيعي الجديد في المدرجات الجماهيرية.
س: ولكن الحملة كانت موجهة لرجال الحد فقط وليست للأهالي كالنساء؟
ج: على الإطلاق هذا الأمر غير صحيح الحملة شملت أهالي الحد جميعاً من رجال ونساء.. شباب وشابات وأطفال وكبار السن.. وأود أن أوضح أمراً بأننا في اللجنة كنا قد طرحنا اسم الإعلامية الحداوية المتألقة فاطمة زمان لتكون عضواً في اللجنة ولكن بسبب ظروفها الخاصة وانشغالها لم تكن معنا ولكنها كانت متواجدة بقلبها وحضرت للملعب وذلك يؤكد بأننا وصلنا للشابات في الحد وحتى الأمهات، وحتى رسائلنا الإعلامية وجهنا فيها إلى تخصيص مكان للعائلات، وقمنا بزيارة للقسم النسائي في دار يوكو، ولدينا متابعين بحساباتنا الرسمية في مواقع التواصل من الشابات، ويكفي بأننا شاهدنا الأمهات يحتفلن بدخول الكأس للحد في تلك الليلة الجميلة بطريقتهن الخاصة مع المشموم و"الينون".
س: ما هو تقييمك للحملة وهل أنت راض عنها؟
ج : لا أستطيع إطلاقاً أن أُقيم عملي وعمل زملائي في اللجنة والمتطوعين وسنترك التعليق لمن تعرف على هذه الحملة عن قرب، وإذا تحدثت عن الرضا فأنا شخصياً راض بنسبة 100% عما قمنا به، حيث إن نجاحنا تبين في أمرين وهما الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ مدرجات الجماهير الحداوية في إستاد البحرين الوطني والأمر الآخر تمثل في الفوز باللقب.
س: في الختام.. ما هو جديدكم كمركز إعلامي بنادي الحد؟
ج: نعم هناك أمور جديدة سنكشفها قريباً وستكون مفاجئة أيضاً لأهالي الحد، ومنها الحفل الكبير الذي سيقيمه النادي بمناسبة الفوز بكأس الملك، كما إن لدينا مقترحات لمواصلة تفعيل هذه الحملة ولكن من جوانب أخرى وسنكشف عنها قريباً بعد الحصول على موافقة مجلس الإدارة بعد استعراضها عليهم.