أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني أن عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جاءت في وقتها وأوانها لإعادة الاستقرار إلى اليمن وتثبيت عروبته واستقراره».
وأضاف العلامة الحسيني «نود أن نذكر بالكثير من المبادرات التاريخية التي قامت بها السعودية تجاه قضايا المنطقة وكان لها الوقع الأكبر في توطيد عرى الأخوة العربية وبغية رأب الصدع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان للمملكة في لبنان فضل كبير بل ومتواصل حتى هذه اللحظة وهو ما قامت به في عام 1989 حين جمعت الأفرقاء اللبنانيين في مدينة الطائف وقامت بجهود هائلة للتوفيق فيما بينهم وتطويع جميع العقبات».
وتابع الحسيني «كانت المحصلة «وثيقة الوفاء الوطني» أو ما عرف بـ «اتفاق الطائف» نسبة إلى المدينة التي وقع فيها، وهو ما أسس لمرحلة جديدة في الجمهورية اللبنانية والأهم أنه أنهى الحرب الأهلية التي كانت تدور رحاها في البلاد».
وشدد العلامة الحسيني على أنه «لا يمكن أن ننسى الأيادي البيضاء للسعودية في المبادرات التي أطلقتها تجاه فلسطين وأهمها هي العمل للتوفيق بين الإخوة الفلسطينيين وبالتحديد بين فتح وحماس، حقناً للدماء ومنعاً لضياع قضية الإسلام والعرب أي فلسطين، وقد توجت هذه الجهود باتفاق مكة الذي كان من شأنه أن يحل الكثير من المعضلات ويحفظ للقضية قدسيتها».
وذكر العلامة الحسيني أنه «استناداً إلى كل المواقف الثابتة للسعودية نجد أنها كانت ولاتزال على قدر الآمال في أغلب الظروف ودعمت في جميع الحالات السلطة الشرعية محاولة في الوقت ذاته، الجمع بين المتنازعين من العرب والمسلمين».
وقال إن «السعودية أثبتت أنها هي والشرعية صنوان لا يفترقان، بل جسدت الوسطية والاعتدال بما يليق بحماة الحرمين الشريفين وما لهم من ثقل ديني ومعنوي وسياسي واقتصادي».
وأوضح الحسيني أنه «في الحالتين اللبنانية والفلسطينية، في مقابل مواقف السعودية المشرفة، كان هناك من يخرب جوهر الاتفاقات التي نجحت المملكة في التوصل إليها بين العرب، ففي المثالين اللبناني والفلسطيني كان لنظام ولاية الفقيه الإيراني ولنظام بشار الأسد اليد الطولى في تخريب اتفاق مكة وفي تطبيق مشوه لاتفاق الطائف، حيث قام كل من النظامين بالعمل على تقويض ما بنته المملكة من سلام ووئام بين الأخوة العرب». وذكر العلامة الحسيني أن «الحالة اليمنية لا تخرج عن هذا السياق، فمواجهة الحوثيين من خلال «عاصفة الحزم» كان ومازال واجباً شرعياً نظراً لجورهم وبغيهم ومخالفتهم للاتفاقات الوطنية التي أجمع عليها اليمنيون، ولنكثهم للمبادرة الخليجية، وخروجهم على السلطة الشرعية المتمثل بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وإحداث خلل وزعزعة لأمن واستقرار اليمن تنفيذاً لأوامر نظام ولاية الفقيه في إيران». وأكد العلامة الحسيني «دعم المجلس الإسلامي العربي في لبنان للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، بسبب خشيتنا على الأمن القومي العربي وفي سبيل توحيد الصف العربي أمام المخاطر والتحديات».
وقال إن «الحل الوحيد الممكن في اليمن يبدأ مع عودة الشرعية اليمنية وإنهاء الانقلاب وتلبية نداء السعودية للحوار والجلوس على طاولة الحوار بعيداً عن أي منطق آخر وبعد قطع العلاقات مع نظام جائر كالنظام الإيراني المتمثل بما يعرف بالولي الفقيه».
970x90
970x90