واشنطن - (وكالات): وجهت رسمياً تهمة القتل إلى شرطي أبيض في ولاية كارولاينا الجنوبية جنوب شرق البلاد، بعد نشر فيديو يبدو فيه وهو يطلق الرصاص 8 مرات على رجل أسود أعزل، خلال 15 ثانية، وسط تضاعف التوتر العنصري في البلاد. وأظهر فيديو للحادثة تلقته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من محامي الضحية نقلاً عن شاهد عيان ونشرته على موقعها الإلكتروني الشرطي مايكل سلاغر يطلق النار 8 مرات في ظهر الرجل الذي كان يركض محاولاً الفرار أثناء عملية روتينية للكشف على السيارة.
ويرى الشرطي بعدها يمشي بهدوء نحو الرجل والتر سكوت «50 عاماً» بعدما سقط أرضاً ويأمره بوضع يديه خلف ظهره ثم يكبله بالأصفاد، وتوفي الرجل بعد لحظات.
وأعرب والد الضحية واسمه والتر كذلك عن حزنه العميق لمقتل ابنه. وقال لقناة (ان بي سي) «إن طريقة إطلاق النار عليه توحي بأن الشرطي كان يحاول أن يصطاد ظبيا (...) لا أدري إن كانت مسألة عنصرية، أو إن كان يعاني من مشكلة نفسية»، مضيفاً «الشكر لله لأن السلطات تملك الفيديو».
ووقع الحادث السبت الماضي بعدما أوقف الشرطي السيارة بسبب أحد أضوائها الذي لم يكن يعمل.
وذكرت صحيفة «بوست اند كوريير» المحلية أن مواجهة قصيرة حصلت بين الرجلين قبل أن يطلق الشرطي النار. وبحسب المعلومات الواردة، فإن الشرطي أكد قبل بث الفيديو أن والتر سكوت هاجمه واستولى على مسدسه للصدم بالكهرباء. ونقل الشرطي إلى سجن في مقاطعة تشارلستون وهو يواجه عقوبة تصل إلى حد الإعدام أو السجن لمدة 30 عاماً، بحسب ما أعلنت الشرطة في بيان.
وجاء في مذكرة التوقيف الصادرة بحق الشرطي أن «توماس سلاغر قتل الضحية بصورة غير شرعية وعن سابق تصميم». وتابعت المذكرة «إنه أطلق النار على الضحية عدة مرات في الظهر بعد مشادة».
وأوضح رئيس بلدية المدينة كيث سامي خلال مؤتمر صحافي أن توقيف الشرطي جاء بسبب «قراره السيء»، بحسب ما أوردت صحيفة «بوست اند كوريير».
ونقلت الصحيفة عن سامي قوله «حين تتخذون قرارا سيئا، لا يهم ان كنتم هنا لحماية السكان او مجرد مواطنين عاديين في الشارع، عليكم التعايش مع هذا القرار». وأشادت عائلة الضحية في مؤتمر صحافي بالشاهد «البطل» الذي صور الفيديو. وتساءل شقيق القتيل انتوني «لو لم يظهر الفيديو هل كنا سنعرف الحقيقة؟». ونقل محامي العائلة كريس ستيوارت عن الطبيب الشرعي أن والتر أصيب بـ 5 رصاصات، 3 في الظهر وواحدة في الأذن وواحدة في المؤخرة، على ما نقلت «نيويورك تايمز».
ولم تشأ شرطة كارولاينا الجنوبية التعليق على المسألة، مشيرة إلى أن التحقيق جار. وأعلنت وزارة العدل في بيان أنها ستتخذ «الإجراءات اللازمة في ضوء الإثباتات وتطورات» القضية موضحة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي» فتح تحقيقاً كذلك. ويأتي هذا الحادث في سياق من التوتر وقد يحرك المشكلات العرقية القائمة في الولايات المتحدة خاصة أنه وقع بعد عدة قضايا، حيث قتل مواطنون سود أو تعرضوا لسوء المعاملة بأيدي شرطيين بيض. وقد أثار مطلع أغسطس الماضي مقتل شاب أسود أعزل في فيرغسون بولاية ميزوري برصاص شرطي أبيض تظاهرات في جميع أنحاء البلاد تنديداً بأعمال العنف التي ترتكبها الشرطة بحق السود. ولم يلاحق شرطي فيرغسون في نهاية المطاف لعدم توافر الأدلة لكن وزارة العدل أصدرت تقريراً تضمن اتهامات فادحة للشرطة ومسؤولي البلدية باعتماد ممارسات عنصرية بشكل اعتيادي وعلى الإثر استقال عدد من المسؤولين.
وأكد باراك أوباما نفسه -أول أسود ينتخب رئيساً للولايات المتحدة- في مقابلة إذاعية أن ما حصل في فيرغسون «ليس حادثاً معزولاً».
وأوصى البيت الأبيض عندها بإدخال تغييرات جذرية داخل قوات الشرطة الأميركية لتحسين العلاقات بين الأقليات وقوات حفظ النظام.