«عاصفة الحزم» تشن غارات على غرفة عمليات الحوثي
المتمردون يتحصنون بالمدارس والملاعب ويخزنون الأسلحة بها للإضرار بالمدنيين
ميليشيات الحوثيين وصالح تخزن الوقود وتمنعه عن المدنيين
مقتل عشرات الحوثيين بانفجار مفخخة في بيحان
وزيرا الدفاع السعودي والمصري يبحثان مشاركة القاهرة بـ «التحالف»
وصول أول طائرتين محملتين بالمساعدات الطبية لصنعاء
الأمم المتحدة تطلب هدنة إنسانية لبضع ساعات يومياً
مشروع القرار الخليجي حول اليمن على طاولة مجلس الأمن


عواصم - (وكالات): أعلن الناطق الرسمي باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري أن «غارات التحالف تضرب مواقع الألوية المتمردة على الشرعية، ومخابئ طائرات، ومواقع قيادية للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح»، مشيراً إلى أن «ميليشيات المتمردين وقوات صالح تتحصن بالمدارس والملاعب للإضرار بالمدنيين، كما أنها تخزن الأسلحة بالمدارس».
وأضاف العميد ركن عسيري في المؤتمر الصحافي اليوم بالرياض في اليوم السادس عشر من عملية «عاصفة الحزم» أن «غارات التحالف تركزت على استهداف مراكز الألوية، ولواء المجد ومعسكر السوادية بصعدة شمال البلاد، ولواء العمالقة، بعد تحييد الدفاعات الجوية»، موضحاً أن «الغارات استهدفت ملعب 22 مايو في عدن جنوباً، الذي استخدمته الميليشيا لتخزين السلاح والذخائر»، مؤكداً أن «ميليشيات صالح والحوثي تخزن الوقود وتمنعه عن المدنيين».
وأشار إلى أن «الحوثيين يتحصنون بالمدارس والملاعب للإضرار بالمدنيين، ونحن نمنع وصول إمدادات لهم من شبوة والضالع، ونعمل على تحييد مخابئ الطائرات اليمنية»، لافتاً إلى أن «قوات التحالف سهلت وصول طائرتين إغاثيتين إلى مطار صنعاء لمساعدة اليمن، كما قامت بإسقاط مواد تموينية وإغاثية في شبوة وعدن».
وأوضح عسيري أن «نشاط الميليشيات الحوثية يتراجع في عدن»، مشيراً إلى أن «العمليات الجوية مستمرة وتركز على دعم اللجان الشعبية». وذكر أن «غارات قوات التحالف تعمل على تحييد مخابئ الطائرات اليمنية».
وقال إن «ميليشيات الحوثيين وقوات صالح تخزن الوقود وتمنعه عن المدنيين»، مؤكداً أن «الحوثيين يصعبون وصول مواد الإغاثة للمواطنين»، لافتاً إلى أن «أغلب المدن في اليمن تعاني نقص الوقود بسبب الحوثيين».
وأوضح أن «العملية العسكرية لها أهداف عامة ولا ننظر للأشخاص سواء الرئيس المخلوع أو غيره»، مضيفاً أن «عمليات البحرية مستمرة وسهلنا وصول قوارب إغاثة لعدن». وشدد عسيري على أن «العمل السياسي والعسكري يستهدف أمن وسلامة المواطن اليمني».
وذكر أن «الحكومة الباكستانية لم تعلن موقفها من المشاركة في التحالف حتى الآن»، موضحاً أن «انضمام قوات باكستانية للتحالف سيمثل إضافة لعملياتنا».
وذكر عسيري أن «الحوثيين ومن يدعمهم يرفضون الانصياع للإرادة الدولية»، مؤكداً أن «قوات التحالف تعمل بالتنسيق والتشاور مع الحكومة الشرعية في اليمن»، مشيراً إلى أن «التحالف العربي يدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وتتواصل معه»، موضحاً أن «الحكومة الشرعية تعلم المجموعات المقاتلة في اليمن».
في غضون ذلك، استمرت الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين خصوصاً في الجنوب. وشنت طائرات عاصفة الحزم ضربات عنيفة على مواقع بالعاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة مجدداً وزارة الدفاع والمطار ومواقع لتخزين سلاح قوات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، كما أعادت قصفها لمواقع شبوة وعدن، بينما هبطت طائرتان تحملان مساعدات طبية الأولى للجنة الدولية للصليب الأحمر والثانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في صنعاء أمس. من جانبها، طلبت الأمم المتحدة «هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات» على الأقل يومياً في اليمن للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي «إنها أول طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر تهبط في صنعاء، وهي محملة بـ16 طناً من المساعدات الطبية» تشمل «أدوية ومعدات جراحية».
وتابعت المتحدثة التي كانت متواجدة في مطار صنعاء أثناء هبوط الطائرة «من المفترض أن تصل طائرة ثانية تحمل 32 طناً من المساعدات الطبية، ومولدات كهربائية ومعدات لتنقية المياه مخصصة لمستشفيات صنعاء». وبعد ساعات قليلة وصلت طائرة تابعة لليونيسف إلى مطار صنعاء تحمل 16 طناً من المساعدات الطبية، بحسبما أفاد المتحدث باسم يونيسيف محمد الأسعدي.
وقال الأسعدي إن الشحنة تتضمن «أدوية ومضادات حيوية ومستلزمات الإسعافات الأولية».
وتوقعت اليونيسف تفاقم سوء التغذية في اليمن خلال الأسابيع المقبلة. في هذه الأثناء، استمرت غارات التحالف العربي على سائر أنحاء اليمن خاصة على مواقع الحوثيين وحلفائهم في الجنوب، كما استمر القتال بين المتمردين والمقاتلين الموالين للرئيس المعترف به دولياً.
وذكر سكان ومسؤولون محليون أن التحالف استهدف مواقع للمتمردين الحوثيين في الجنوب بغارات «هي الأعنف» منذ بداية العملية العسكرية.
وقال أحد سكان الضاحية الشمالية لعدن كبرى مدن جنوب اليمن إن «الغارات بدأت في عدن مساءً وكانت الأعنف منذ بدء عملية «عاصفة الحزم».
واكد سكان آخرون أن الغارات استمرت لفترة طويلة من الليل واستهدفت خصوصاً مقر بلدية دار سعد عند المدخل الشمالي لمدينة عدن.
وأضافوا أن الغارات وقعت بعد ساعات على وصول تعزيزات من المقاتلين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى المبنى وتوابعه.
وقالت المصادر إن مواقع أخرى استهدفت أيضاً من قبل طائرات التحالف وخصوصاً محيط الملعب الرياضي في وسط المدينة ونقاط مراقبة يسيطر عليها المتمردون.
وفي عتق كبرى مدن محافظة شبوة شرق عدن، التي سيطرت عليها القوات الموالية لصالح، قال مسؤول محلي إن الغارات كانت «بالغة العنف».
وقال مسؤول آخر في المحافظة إن قاعدة عسكرية قريبة من المدينة استهدفت وكذلك مستودعاً للأسلحة في قاعدة مرة غرب عتق.
وذكر سكان أن مواقع للمتمردين استهدفت أيضاً في محيط مدينة لحج الواقعة شمال عدن.
كما أشار شهود عيان إلى شن الطيران غارات على مواقع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محيط صنعاء خاصة في قاعدة الديلمي الجوية، وفي محافظة عمران شمال صنعاء إضافة إلى محافظة أبين الجنوبية.
كما شنت طائرات قوات التحالف العربي 3 غارات على غرفة عمليات ميليشيات الحوثي، والقوات الخاصة في البيضاء، كما شنت غارات أيضاً على عدد من مواقع ميليشيات الحوثي وقوات صالح في محيط صنعاء، وأيضاً شنت 8 غارات على مراكز ميليشيا صالح في أرحب.
وفي جنوب اليمن حيث تتركز المعارك بين أنصار هادي ومعارضيه قتل 19 من المتمردين الحوثيين في هجومين أمس. وذكر سكان أن 12 حوثياً قتلوا في كمين نصبه المقاتلون الموالون لهادي في الضالع في جنوب اليمن.
وفي بيحان المحافظة المجاورة لشبوة قتل العشرات من المتمردين الحوثيين في تفجير انتحاري بسيارة في مركز استولى عليه الحوثيون في المنطقة بالمحافظة الجنوبية. من جانب آخر أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن منح مسلحي جماعة الحوثي المتمركزين في بعض مباني وأحياء عدن 3 أيام لتسليم أنفسهم.
ويعد هذا الإعلان أول موقف لقيادة المنطقة العسكرية التي تضم محافظات عدن ولحج وتعز وأبين والضالع، بعد تعيين الرئيس هادي قائداً جديداً لها في الأيام الماضية، هو العميد ركن ناصر علي هادي.
سياسياً، جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى الحوار لحل النزاع في اليمن محذراً من «تداعيات إقليمية». من جهة أخرى، صوت البرلمان الباكستاني بالإجماع لصالح التزام الحياد في النزاع الدائر في اليمن.
وأكد القرار دعم التزام الحكومة بحماية أراضي السعودية.
في سياق متصل، شهدت العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً لمناقشة المشاركة العسكرية لمصر في «عاصفة الحزم»، جمع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان مع نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن المجتمعين ناقشا خلال الاجتماع المشاركة العسكرية لمصر في تحالف عاصفة الحزم، وسبل تعزيز العمل العسكري المشترك في التحالف بما يحقق أهداف العملية العسكرية في تخليص اليمن من المتمردين الحوثيين وأعوانهم، وعودة الشرعية بشكل كامل في اليمن.
في موازاة ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن الدول العربية توجهت إلى الأمم المتحدة بمشروع القرار الخليجي بشأن اليمن. وتم تحويل النص إلى اللون الأزرق، تمهيداً للتصويت عليه من قبل مجلس الأمن في وقت لاحق. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن قد يصوت على قرار بإدراج كل من أحمد صالح نجل الرئيس اليمني السابق وعبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين على القائمة السوداء، وفرض حظر للسلاح على المقاتلين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم أنحاء اليمن.
وكان الأردن العضو بالمجلس ودول عربية خليجية أنهوا مسودة القرار الخميس الماضي. ولم يتضح كيف ستصوت روسيا على القرار. وقال دبلوماسيون إن روسيا أشارت خلال مفاوضات إلى أن حظر السلاح يجب أن يشمل أيضاً حكومة الرئيس هادي. يُشار إلى أن تعديلاتٍ روسية على مشروع القرار عطلت استصداره خلال اليومين الماضيين، كـقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع.