استطاع الحوثي التوسع في اليمن معتمداً على لغة القوة والسلاح مدعياً أنه جاء ليخلص الشعب من الفساد بعد تنسيقه مع الرئيس المخلوع صالح الذي حاربه في ستة حروب من قبل حيث أوعز إلى كثير من المعسكرات التي يدين قادتها له بالولاء بتسليم معسكراتهم للحوثيين والتعاون معهم ، وكذا الدعم الذي حصل عليه من إيران كل ذلك مكن الحوثي من التمدد.
كان اليمنيون قد حاولوا احتواء الحوثي بعد ثورة 2011 التي أطاحت بصالح وتم إشراكه في الحوار الذي توافق اليمنيون على مخرجاته... إلا أن الحوثي ضرب بذلك عرض الحائط واستغل دخول البلد في فترة انتقالية وضعف الدولة والخلافات السياسية بين الأحزاب والقوى اليمنية وإرادة الانتقام لدى صالح كل تلك العوامل مكنت هذه المليشيات من اكتساح المدن اليمنية والسيطرة عليها.
أسقط الحوثي صنعاء وأبقى على هادي وظل يتحكم في المشهد من وراء الكواليس يعين من القيادات العسكرية والمدنية من يشاء ويقصي من يشاء وكانت قرارات الرئيس هادي تمر من خلاله حتى اقتحم دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي فارضاً عليه الإقامة الجبرية وأصدر إعلاناً دستورياً ألغى به مجلسي النواب والشورى وأعلن أنه سيشكل مجلساً رئاسياً .. بعدها تمكن هادي من الفرار من صنعاء إلى عدن التي أعلنها عاصمة مؤقتة وبدأ يحاول ترتيب حكومته.
إلا أن الحوثي لم يكتفِ بذلك بل حرك مليشياته تدعمها قوات صالح لاقتحام الجنوب وبالفعل تقدموا عبر تعز وسيطروا على قاعدة العند التي هي من أهم القواعد العسكرية ودخلوا لحج وأصبحوا على مشارف عدن، وأخذ يهدد السعودية ويقيم المناورات على حدودها.
هنا استشعرت قيادة المملكة العربية السعودية وقادة الخليج الخطر الداهم من المليشيات الحوثية المدعومة والتي انقلبت على الرئيس الشرعي تنفيذاً لأجندة إيرانية حيث صرح أحد المسؤولين الإيرانيين بعد سقوط صنعاء أن العاصمة العربية الرابعة قد سقطت بيد طهران بعد بغداد ودمشق وبيروت.
لقد جاءت عاصفة الحزم كخطوة كبيرة عصفت بالمشروع الإيراني وأعادت الثقة للمواطن الخليجي والعربي الذي أصيب بالإحباط من حال العرب الذي وصلوا حيث ظهروا عاجزين أمام التوسع والتمدد الإيراني - إلا أن الملك سلمان قلب المعادلة وأنشأ تحالفاً عربياً لدرء العدوان وإنقاذ الشرعية في اليمن فانتشى صقور الجو في السعودية ودول الخليج لدك حصون الحوثيين وقوات صالح التي عاثت في أرض اليمن فساداً فدمرت المساجد والمنازل ودور القرآن الكريم وقتلت اليمنيين واختطفت ودمرت دولتهم ومؤسساتهم.
لقد أربكت العاصفة المتمردين وفاجأتهم مما جعلهم يتخبطون باحثين عن مكاسب على الأرض إلا أنهم لن يتمكنوا من ذلك حيث ستغير هذه العملية وجه اليمن والإقليم وستعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
جلال أحمد الحطام