توقع تقرير أصرته شركة «نفط الهلال»، أن تقوم الدول المنتجة جميعها دون استثناء، بتعزيز الانضباط المالي وتكريس التوازن على الموازنات العامة وتجنب الدخول في العجوزات كلما سجلت أسعار النفط تراجعاً إضافياً.
وأضاف التقرير «يعتبر التوقيت المناسب من أهم العوامل التي تحدد مقدار الربح والخسارة وعدد الفرص الاستثمارية المتوفرة والضائعة، وتتضاعف معايير الربح والخسارة والقيم المفقودة عند الحديث عن الثروات الطبيعية وفي مقدمتها النفط والغاز والمصادر الأخرى من مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة».
يذكر أن التراجع المستمر لأسعار النفط، أدى إلى توقف وإلغاء تأجيل العديد من المشروعات في مجال التنقيب والاستكشاف لدى دول المنطقة والعالم، نتيجة ارتفاع الكلف وانخفاض العوائد والجدوى الاقتصادية في المدى القصير والمتوسط، نظرا لوجود صعوبات وحالة من عدم التأكد تحيط بالفترة الزمنية التي سيستغرقها الانخفاض ليتوقف ويبدأ بالتعويض والتماسك من جديد. كما أن هناك تحديات وصعوبات محيطة، تتمثل في قدرة ورغبة المنتجين من «أوبك» ومن خارجها على خفض الإنتاج للسيطرة على مسار الأسعار المتداولة، ذلك أن الأسعار السائدة تعبر عن عدم وجود سيطرة وقدرة على إدارة الإنتاج والمعروض والأسعار، وبالتالي فقدان المزيد من العوائد والإيرادات للدول المنتجة.
وفي السياق، بات واضحاً التأثيرات السلبية لانخفاض أسعار النفط على القدرة في الاحتفاظ برؤوس الأموال الاستثمارية التي جذبتها العديد من الدول النفطية من خارج «أوبك». ويزدحم المشهد العام لأسواق الطاقة بالمتغيرات المتسارعة والمتداخلة، يضاف إليها حالة عدم الاستقرار على أسعار الدولار والذي طغى تأثيره على تخمة المعروض العالمي من النفط والذي جاء كنتيجة مباشرة لتلبية احتياجات الطفرة المنافسة الصناعية ما بين الشرق والغرب خلال الأعوام القليلة الماضية.
يذكر أن التقديرات الخاصة بفائض المعروض لدى الأسواق سيرتفع إلى مستوى 1.3 مليون برميل يومياً، إذا ما وصل مستوى إنتاج «أوبك» إلى 30 مليون برميل يومياً. وبالنظر إلى مستوى الفائض المقدر، سيتضح أن ما يجري لدى أسواق النفط يتجاوز حجم المعروض والقدرة على التحكم به وإدارة الأسواق بسهولة، وفقاً للتقرير.