عندما تتفتح تلك الزهرة في قلبك فإنك ستخرج من سجن الماضي والأسوار، لتعود بريئاً وحراً مرة أخرى ، مع كل شهيق وزفير ستتمكن من اكتشاف ذلك السحر فيها، فمع تفتح الزهرة عيناك ترى النور، متجاوزاً كل الحواجز والسدود ليصل هذا النور إلى أعماق الوجود ، فتذوب وتفنى فيه، سيصبح النور أبدياً على امتداد الأفق كما هو المنار الذي يضيء الغمام.
لا تجزع إن أحداً حاول أن يقطف تلك الزهرة التي في قلبك، فهناك من يهديك الفرح دون أن تهديه أي شيء و هناك من يهديك الألم بعد ما تهديه كل شيء، لا تحزن من بلية فقد تكون عطية، دع عبيرها يتدفق كل فجر لتفرح به قلوب كل العالم فلا يوجد فرق كبير بين الشمال و الجنوب والشرق والغرب، فمهما كانت وجهتك فالجهات كلها في داخلك. وهذا هو جماله وروعته، إنه لا يعتمد على المكان، بل هو يعتمد عليك أنت فقط وبالكامل لأنه هو العطاء غير المحدود وغير المشروط لا بداية له ولا نهاية. أنت أيها الإنسان السجين في قلبك عليك أن تفتح الأبواب للوجود والحياة، وعليك أن تحطم كل تلك الجدران والأقفال التي هي على صدرك، عليك أن تدع ذلك النسيم ينساب في قلبك لتحلق في فضائه اللامحدود حتى تبلغ أرض الأنوار، فالحقيقة هي الباقية الخالدة وهي التي تسكن في حنايا قلبك ووجدانك.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية
970x90
970x90