تتنوع بصمات العطاء في مسيرة المرء، والعديد من البصمات يأمل أن يترك أثرها بعيداً عن أضواء الشهرة والصيت، ذلك لأنه أيقن أن حياته القصيرة تدفعه بأن يجعل لكل ثانية من حياته إنجازاً جميلاً وبصمة رائعة يترك أثرها في كل ميدان تطأ فيه قدماه.. «بصمة عطاء» عنوان بارز اخترناه في فريقنا الرائع «بصمة عطاء» الذي كلفنا من خلال المؤسسة الخيرية الملكية لتنظيم العديد من البرامج الجميلة بمناسبة يوم اليتيم العربي، والذي استطعنا من خلاله بفضل الله تعالى ومنته أن نحقق العديد من الإنجازات ونسلط الأضواء على دعم ومساندة هذه الفئة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وبشر بمن يكفلها بأنه سيكون رفيقه في الجنة.. فما أعظمه من أجر..
ولعلي خلال هذه الوقفة السريعة أرسم عدة لوحات أبهرتني ألوانها خلال برامج «بصمة عطاء»..
لوحتي الأولى: مشاعر فياضة وأبوة حانية وابتسامة مشرقة واحتضان دافئ يعبر عن مشاعر الحب والسعادة والأبوة.. أحاسيس غامرة بالود كانت شعار لقاء صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لأبنائه الأيتام فقد اعتاد أن يستقبلهم في كل عام بمناسبة يوم اليتيم العربي.. في كل زيارة أشارك فيها برفقة الأيتام إلى جلالة الملك حفظه الله تسابقني قطرات الدمع لجمال اللوحات الجميلة التي أراها.. وهذه المرة كانت لوحة «نيلة» هي أجمل لوحة «بلمتها» الأبوية الغامرة لجلالة الملك حفظه الله.. بالفعل تطير فرحاً عندما تشاهد هذا المشهد ويظل عالقاً في ذاكرتك.. لأنه الحنان الأبوي الذي فقده الأيتام.. فلم يستطيعوا أن يعبروا عنه إلا لملك البلاد الذي فتح لهم أحضانه ليقبلوا جبينه، وأسس لهم مؤسسة عامرة بالخير ترعاهم وتلبي احتياجاتهم.. اهتموا بآبائكم فهم كنز ثمين في عالم النسيان.. ولا تتحسروا عندما تفوتكم الفرصة.. حينها ولات حين مندم!!
لوحتي الثاني: لفريق عمل رائع يعشق التحديات ويحقق النجاحات تلو النجاحات، ويرسم خطته لتخرج كل برامجه في أبهى حلة.. هذا هو فريق «بصمة عطاء» بالخيرية الملكية.. لم تكن الفترة طويلة للعمل لكي نبرز كل هذه الإنجازات.. كانت الفترة قصيرة جداً.. ولكن لإصرار أفراد الفريق وهمتهم ونشاطهم وتفاهمهم وعملهم ليل نهار من أجل أن يرسموا النجاح الجميل في ديرة الطيبين ولفئة لطالما عملنا من أجلها من أجل أن نترك أجمل الأثر في حياة البشر.. كلها دوافع ساهمت في تحقيق النجاح الباهر.. فقد أبدعوا وتفانوا في عملهم.. وكل فكرة جديدة ترسم.. بعد قليل ترى أثرها بائن للعيان.. وكانت الثمرة الجميلة مهرجان رائع في منتزه الأمير خليفة، ومنتدى أروع بجامعة البحرين شرفه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء.. فكان فصلًا جميلًا من فصول العطاء في تاريخ المؤسسة الخيرية الملكية بسواعد أعضاء «بصمة عطاء» الذين نجحوا جميعاً في مهمتهم بإشادة الجميع.. بالفعل كان منتدى «بصمة عطاء» صورة جميلة من صور العطاء المؤسسي والعمل الجاد المتقن.. وصورة جميلة لدعم «القيادة الشبابية» لبرامج المؤسسة والمتمثلة في الروح الحيوية لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يحرص دائمًا بأن يكون قريباً من المؤسسة ومن برامجها المختلفة.
لوحتي الثالثة: عندما يجتمع الإخلاص وصدق التوجه وحب الأجر وحب ميدان الخير لمساعدة الآخرين.. فإنك وبلاشك ستظفر «بلوحة خلابة» تسر الناظرين.. ففرق عمل عملت من أجل أن ترسم الفرحة على وجوه الآخرين وتوصل رسالة لكل العالم.. بأن العطاء صورة فريدة لا يقوى على تلوينها إلا تلك النفوس الإيجابية التي لا تبحث عن فجوات صغيرة في اللوحة لم يستطع صاحبها أن يلونها.. بل نفوس حلوة طيبة تنظر للنجاح وللأمل الأكبر وللجوانب المشرقة بأنها بوابة الصعود نحو القمة.. هذا ما نسعى إلى تعزيزه من ثقافة مؤسسية رصينة في مؤسسة الخير المؤسسة الخيرية الملكية.
لوحتي الرابعة: شكراً..
- لجلالة الملك حفظه الله ورعاه.. على بذرة بذرها عام 2001 والآن تؤتي ثمارها اليانعة.. أتاح لنا الفرصة للعمل لخدمة الخير والوطن..
- لسمو الشيخ ناصر حفظه الله.. لنبله ومساندته وحرصه على أن يكون قريباً من برامج الأيتام.
- لإدارة المؤسسة.. لتشجيعها واحتضانها للإبداع والبرامج التنموية..
- لفريق عمل المؤسسة.. لإخلاصه وتفانيه وحبه للخير.
- ولفريق بصمة عطاء.. لتضحيته وإتقانه.. وحبه للنجاح.. وهو بارقة أمل لعطاء مستمر في المستقبل..
- وللبحرين.. لأني أحبها.. وأحب أرضها الطيبة.. وشعبها الطيب.. عهداً بأن أكون وفياً لهذه الأرض بعطاء لا ينضب.. أبداً ما حييت.
بقلم: بدر علي قمبر
مدير إدارة خدمات العملاء بالمؤسسة الخيرية الملكية