الريــاض - (وكــــالات): أكــد وزيـــر الخارجيــة السعودي الأمير سعود الفيصل أمس أن بلاده «ليست في حرب» مع إيران إلا أنه يتعين على طهران التوقف عن دعم المتمردين الحوثيين»، موضحاً أن «إيران لم تعمل على تنمية اليمن، ودورها في البلاد أدى إلى زيادة العنف»، مشيراً إلى أن «القتال في اليمن مستمر منذ أكثر من عام بسبب الحوثيين». وأضاف الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض «لسنا في حرب مع إيران»، إلا أنه ذكر أن المملكة تنتظر من طهران أن تقوم بما يمكن «لعدم دعم الأنشطة الإجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن» مشيراً بشكل خاص إلى ضرورة «وقف التزويد بالسلاح».
وأوضح أن السعودية وحلفاءها شنوا عاصفة الحزم في 26 مارس الماضي دعما للسلطة الشرعية في اليمن. وتابع أن «هذه العملية ترمي إلى حمل جماعة الحوثي على وقف استهداف المدنيين في المناطق السكنية».
وطالب الأمير سعود الفيصل طهران «بالكف عن دعم الحوثيين». وفي رده على تصريحات للرئيس حسن روحاني ومسؤولين إيرانيين آخرين يطالبون فيها بوقف العمليات العسكرية باليمن، استغرب الفيصل تصاعد التصريحات الإيرانية حول اليمن بالأيام القليلة الماضية، وقال إن «إيران ليست مسؤولة عن اليمن، وإن السلطة الشرعية بهذا البلد هي المخولة بالحديث عن وقف القتال». وأضاف الأمير سعود الفيصل «ندين استمرار ميليشيات الحوثي في إرهاب وترويع المدنيين، وعملية «عاصفة الحزم» تسعى لوقف هجمات ميليشيات الحوثي على المدنيين»، لافتاً إلى أن «السعودية تأمل ألا تقدم إيران الدعم للأنشطة الإجرامية للحوثيين، فإيران لم تعمل على تنمية اليمن، ودورها في اليمن أدى إلى زيادة العنف»، موضحاً أن «القتال في اليمن مستمر منذ أكثر من عام بسبب الحوثيين».
وقال إن «حملة التحالف الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن، تسير بشكل جيد وفق الأهداف المرسومة لها، وعلى مساريها العسكري والإنساني، وذلك من خلال استهداف الميليشيات الحوثية، وقوات الرئيس السابق، والقوات المتمردة على الشرعية».
كما أكد «استمرار الحملة في جهودها الإنسانية لحماية المدنيين وإجلاء الجاليات وتقديم المساعدات الإغاثية، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية»، معبراً عن إدانته واستهجانه «لاستمرار مليشيات الحوثي بإرهاب وترويع المدنيين بالمدفعية الثقيلة والدبابات داخل المدن»، مؤكداً أنه «الأمر الذي تسعى جهود عاصفة الحزم لإيقافه».
وفي تعليقه عن الموعد المرتقب لقمة «كامب ديفيد»، التي دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قادة دول مجلس التعاون الخليجي إليها، قال الأمير سعود الفيصل إنها ستعقد نهاية الشهر الجاري.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي إن بلاده حريصة على إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن على أساس الشرعية الدولية، مؤكدا دعم بلاده للسعودية في سعيها لمساعدة السلطة اليمنية الشرعية على استعادة زمام الوضع من القوات المتمردة عليها، مشيراً إلى أنه «بحث قضايا المنطقة والتعاون الثنائي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومسؤولين سعوديين آخرين».
وكانت مصادر نقلت عن فابيوس قوله قبيل بدء محادثاته بالرياض إن فرنسا تدعم السعودية، خاصة في الجانب السياسي، وإنها تقف في صف شركائها بالمنطقة لإعادة الاستقرار إلى اليمن. وذكرت مصادر فرنسية أن خادم الحرمين الشريفين وفابيوس بحثاً الملف النووي الإيراني والوضع في اليمن وسوريا والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وسبل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأكد فابيوس للعاهل السعودي بحسب المصادر أن فرنسا «تقف إلى جانب السعودية» في ظل الوضع الإقليمي المضطرب، في الرخاء والشدة. وقال الأمير سعود الفيصل إن لقاء خادم الحرمين ووزير الخارجية الفرنسي بحث ملفات مختلفة، وخلال اللقاء أيضاً تسلم خادم الحرمين رسالة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأكد الفيصل أن «فرنسا مستعدة لمساندة السعودية من كل النواحي لدعم الشرعية في اليمن، بعدما تم البحث مع الجانب الفرنسي جهود محاربة الإرهاب في المنطقة»، موضحاً أن «فرنسا طرحت علينا أفكاراً لتحريك عملية السلام». وأشار الفيصل إلى أنه «بحث مع الوزير الفرنسي مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ومستجداتها، وكذلك الجهود القائمة لمحاربة الإرهاب، في ظل شراكتنا المثمرة لمحاربة تنظيم الدولة «داعش» في العراق وسوريا، والدعم الكبير من فرنسا والعالم للتحالف العربي الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن». ولفت أيضاً إلى أن المحادثات تناولت مفاوضات برنامج إيران النووي، والاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه». وقال «نحن متفقون على أهمية أن يفضي الاتفاق النهائي عن الشروط الواضحة والملزمة -التي لا غموض فيها- وبما يضمن عدم تحول البرنامج النووي إلى برنامج عسكري».
وأكد أن «المملكة تأمل أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي»، مشدداً على أن «بلوغ أهداف الأمن والاستقرار في المنطقة، يتطلب أيضاً الالتزام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية». من جهته، شدد الوزير الفرنسي على ضرورة التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني لن يتحول إلى الأغراض العسكرية. وقال إن «فرنسا تريد أن يكون الاتفاق المرتقب في يونيو المقبل متيناً وقابلاً للتحقق، خصوصاً أن هناك نقطتين لم يتم حلهما في مباحثات هذا الملف».
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال الوزير السعودي إن «استمرار تدفق الأسلحة إلى نظام الرئيس بشار الأسد يعرقل الحل السياسي». وذكر نظيره الفرنسي أن «مستقبل سوريا لن يعتمد على نظام الأسد أو تنظيم الدولة «داعش»، بل على حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع، متمنياً أن «تتبنى حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سياسة مصالحة شاملة في العراق، والقضاء على «داعش» في العراق يعتمد على إنهاء سياسة التهميش».
وأعلن أن «فرنسا ستطرح مبادرات في الأيام المقبلة لتحريك عملية السلام، وأن هناك تعاوناً مع السعودية في مجال الطاقة النووية».