دبي - (أ ف ب): تقدم إيران من دون شك الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن، لكن السؤال يكمن في طبيعة ومدى هذا الدعم؟
ويشكل ضلوع إيران المتزايد في الشأن اليمني سبباً معلناً لتحالف دعم الشرعية في اليمن للقيام بعملية «عاصفة الحزم» التي أطلقت قبل أسبوعين ضد الحوثيين.
كما أن واشنطن بدأت تتكلم بشكل واضح عن الدعم الإيراني للحوثيين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده تعرف أن إيران تقوم بتسليح المتمردين الحوثيين.
وذكر في مقابلة مع شبكة «سي بي اس ان» «على إيران أن تعرف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها ويشن أشخاص حرباً مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول أخرى».
وأضاف «كانت هناك -وهناك حالياً بالتأكيد- رحلات طيران قادمة من إيران. كل أسبوع هناك رحلات من إيران قمنا برصدها ونحن نعرف ذلك».
ولا تنفي إيران أنها تدعم الحوثيين المنتشرين خصوصاً على الحدود الجنوبية للسعودية.
إلا أن طهران تتحدث عن دعم سياسي وإنساني فقط.
وكان الحوثيون أقاموا جسراً جوياً مدنياً بين إيران وصنعاء اعتباراً من الأول من مارس الماضي، أي قبل 25 يوماً من إطلاق عملية «عاصفة الحزم» وسيطرة قوات التحالف على الأجواء اليمنية.
ويقول التحالف إنه يفرض سيطرة على الجو والبحر من أجل منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين، وهذا ما يكرره يومياً المتحدث باسم العملية العميد ركن أحمد العسيري.
ولا يشك قادة التحالف للحظة بأن إيران تقدم دعماً عسكرياً للحوثيين.
وندد دبلوماسي رفيع في الخليج بـ«الدعم اللوجستي والعسكري» الذي تقدمه طهران للحوثيين مؤكداً أن تقديرات تشير إلى وجود 5 آلاف عنصر إيرانيين أو مرتبطين بإيران على الأرض اليمنية، خاصة من «حزب الله» الشيعي اللبناني ومن الميليشيات الشيعية العراقية.
ويثير هذا الحضور المفترض قلق السلطات اليمنية المعترف بها دولياً وقلق الدول الغربية التي تبقى حذرة إزاء مدى هي «التدخل» الإيراني في اليمن.
وقال مصدر غربي في الخليج إنه «ليس هناك أي شك» بوجود «دعم» إيراني للحوثيين، إلا أنه بدا وكأنه يستبعد وجود دعم واسع النطاق خاصة في المجال العسكري.
وهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بازدياد الدعم الإيراني للحوثيين خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع ضبط سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر عام 2011.
والشحنة التي لم تكن الوحيدة في تلك الفترة، كانت موجهة بحسب السلطات إلى الحوثيين الذين كانوا يحاربون السلفيين شمال اليمن.
وفي سبتمبر 2014، تم الإفراج عن 8 بحارة يمنيين من سجنهم في عدن كانوا متهمين بالتعاون مع إيران، كما أفرج في وقت سابق عن إيرانيين اثنين كانا متهمين بالانتماء إلى الحرس الثوري الإيراني وبتدريب الحوثيين.
وتم الإفراج عن هؤلاء بعد وساطة من سلطنة عمان التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران.
وبالنسبة للسعودية، يشكل النفوذ الإيراني في اليمن الذي يقع على حدودها الجنوبية، مصدر قلق خاصة أنها تعاني أصلاً من النفوذ الإيراني في الشمال، خصوصاً في سوريا والعراق ولبنان.
وقال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير «لا نريد أن يتكرر خطأ «حزب الله» في لبنان مع الحوثيين في اليمن».