عواصم - (وكالات): أكد الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري أن «العملية العسكرية في اليمن تحقق معظم أهدافها العسكرية»، موضحاً أن «ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تتقهقر في الجنوب أمام تقدم قوات المقاومة الشعبية»، مشدداً على أنه «لن يكون أمام الحوثيين في عدن، جنوب البلاد سوى تسليم أنفسهم للجان المقاومة، خاصة بعد ضرب جميع مستودعات الذخيرة والأسلحة التابعة لهم في محيط عدن». في غضون ذلك، واصلت طائرات قوات التحالف استهداف مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح في عدة مناطق يمنية، خاصة في شبوة وصنعاء، بينما حققت المقاومة الشعبية تقدماً على الأرض في عدن ومأرب.
وقال عسيري في المؤتمر الصحافي اليومي في الرياض في اليوم التاسع عشر من عمليات «عاصفة الحزم» إنه «يتم العمل على منع وصول أي إمدادات للحوثيين في عدن»، مشيراً إلى أن «الضربات منعت وصول إمدادات لهم»، معلناً «القضاء على معظم تحركات الميليشيات باتجاه عدن». وقال إن «طيران قوات التحالف يهاجم تجمعات الحوثيين في صعدة وعمران وصنعاء، خاصة أن الميليشيات تستخدم المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية للتحصن بها وتخزين أسلحتهم»، لافتاً إلى أن «خبراء غير يمنيين ساعدوا الميليشيات في بناء الكهوف، ولا زال التركيز على استهدافها»، وتابع عسيري «يتم استهداف محطات الاتصالات التابعة للميليشيات». وأوضح عسيري أن «الميليشيات تستهدف مراكز حدودية بالقذائف وهي متقطعة، تهدف من خلال ذلك إلى تخفيف الضغط عنها»، مضيفاً أنه «لا يوجد قتال حقيقي على الأرض مع الحوثيين قرب الحدود بل عمليات فردية»، لافتاً إلى أنه «لن تحدد العمليات الفردية للحوثيين نوعية تحركات قوات التحالف على الأرض». ونفى عسيري «تقارير روجها الحوثيون تتحدث عن سيطرتهم على 30 قرية سعودية». وقال إن «القوات البرية تأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والأمور مستقرة على حدود المملكة». ودعا عسيري «العسكريين بالجيش اليمني إلى العودة والالتفاف حول قيادتهم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي».
وأشار إلى أن «ما أخفاه الحوثيون من سلاح قد يوازي ما تم تدميره».
وأكد أن «العمليات ستجبر الميليشيات حول عدن على الاستسلام، ولن يكون أمام الحوثيين في المدينة سوى تسليم أنفسهم للجان المقاومة الشعبية، وستكون الأيام المقبلة إيجابية للمدنيين، وسيتم رفع مستوى الخدمة الطبية للمواطن اليمني».
وأوضح أن «الحوثيين يواجهون صعوبة في التنقل وتحريك معداتهم، وقيادة التحالف عملت على عزل مدينة عدن لمنع وصول أي إمدادات لميليشيات الحوثي، وتم القضاء على تحركاتها في الطرق المؤدية إلى عدن». وشدد على أنه «لم يعد للميليشيات الحوثية أهداف على الأرض وباتوا يستهدفون المدنيين، وفي الأيام المقبلة ستصبح تحركاتهم بطيئة».
وذكر أن «محاكمة العسكريين المتورطين مع الحوثيين شأن الحكومة اليمنية»، مضيفاً أن «المواطن اليمني يعي من يمارس أعمال القتل ضده يومياً ويرى الحقيقة يومياً ولا يحتاج لتوجيه». وشدد على أن «ما يروج في وسائل إعلام تابعة للحوثيين محاولة يائسة»، موضحاً أن «مليشيات الحوثي متخبطة ومعلوماتهم مشوشة». وقال عسيري إن «الحوثيين يصعبون من مهمة أعمال الإغاثة في اليمن». وفي رد على سؤال حول دعوات بهدنة في اليمن، أفاد عسيري بأن «ما يجري بأروقة الأمم المتحدة والدعوات لهدنة مؤقتة هو شأن يقرره السياسيون»، موضحاً أن «طلب الهدنة يجب أن يوجه للميليشيات التي تقتل اليمنيين». وذكر أنه «لا توجد أي معلومات مؤكدة عن مقتل قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي». وفي وقت سابق أعلن عسيري أن قوات التحالف نشرت مروحيات قتالية على الحدود بين السعودية واليمن. وقال «نتعامل مع الوضع بالمدفعية ومروحيات الأباتشي». وتحركت مروحيات الأباتشي بعد أن هاجم الحوثيون مركزاً على الحدود في منطقة نجران جنوب غرب السعودية. وأضاف «لن نسمح لهذه الميليشيات بالقيام بأي أعمال عدائية على الحدود»، مؤكداً أن «حدود المملكة آمنة ومستقرة ولن تتأثر بهذه الأعمال العدائية». في غضون ذلك، واصلت عملية عاصفة الحزم استهداف مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح في عدة مناطق يمنية خاصة في شبوة وصنعاء، بينما حققت المقاومة الشعبية تقدماً على الأرض في عدن ومأرب.
وقصفت قوات سعودية بالمدفعية الثقيلة من منطقة جازان أمس مواقع مقاتلين حوثيين باليمن بعد تلقيها معلومات مخابرات بأنهم يعتزمون التحرك صوب حدود المملكة.
وقال اللواء مرعي الشهراني «معلومات استخبارية وصلتنا بأن هناك مجاميع حوثية تنوي التجمع للتحرك نحو الحدود السعودية وبالتالي تم استهدافهم عن طريق مدفعية الميدان للمواقع الموجودين فيها».
وأفاد بيان لوزارة الدفاع السعودية بثته وكالة الأنباء الرسمية السعودية بأن قذيفة مورتر أطلقها مقاتلون من جماعة الحوثي عبر الحدود إلى السعودية أدت إلى استشهاد 3 ضباط في جيش المملكة الجمعة الماضي.
وقال البيان إن ما يزيد على 500 مقاتل حوثي قُتلوا في اشتباكات على الحدود منذ بدء الصراع في 26 مارس الماضي.
وأفادت مصادر بأن طائرات تابعة لعاصفة الحزم شنت غارات على مواقع للحوثيين والرئيس المخلوع في عتق بشبوة جنوب البلاد، كما أغارت طائرات عاصفة الحزم على معسكر ماس بين صنعاء ومأرب شرق صنعاء وعلى مواقع للحوثيين في الغيل والساقية بمحافظة الجوف شمال البلاد.
وكانت الغارات استهدفت موقعا للحوثيين في الصفراء بمنطقة آل عمار بصعدة شمال البلاد، ومواقع أخرى بينها إدارة الأمن والنجدة وإدارة الأمن المركزي في صعدة.
وعلى الأرض، تواصلت الاشتباكات في عدة مناطق، وأفادت مصادر بمقتل 41 حوثياً وإصابة 63 في صرواح بمأرب وذلك حصيلة الاشتباكات الجارية هناك.
وقال شهود عيان في المنطقة إن الحوثيين استخدموا الدبابات في قصف تمركزات القبائل. وأوضحت مصادر محلية أن مسلحي القبائل يضيقون الخناق على مسلحي الحوثي من 3 جهات، وأنهم يحاصرون نقطة للحوثيين على خط صنعاء مأرب.
كما أفادت تقارير بوقوع هجوم متزامن للمقاومة الشعبية من جهتي القلوعة والتواهي في عدن جنوب البلاد على الحوثيين وقوات صالح. وفي شبوة، أعلنت مصادر أن المقاومة الشعبية سيطرت على معسكر اللواء الثاني «مشاة جبلي» الموالي لصالح، كما سيطرت على معسكر موقع النشيمة الاستراتيجي المؤدي إلى ميناء بلحاف.
وقد لقي قائد عمليات اللواء الثاني مشاة خالد الخطيب وبعض جنوده مصرعهم في كمين نصبته لجان المقاومة في منطقة الملبوجة، كما سيطرت المقاومة على معسكر عزان في مدينة شبوة بعد معارك عنيفة بالرشاشات الثقيلة. وفي محافظة تعز، جنوب صنعاء، قال ناشطون إن اللواء 35 التابع للجيش أعلن ولاءه للرئيس عبد ربه منصور هادي وللشرعية، وانتشرت بعض القطعات العسكرية التابعة للواء في الشوارع وأقامت نقاط تفتيش للدفاع عن المحافظة. وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر لقناة العربية أن «تنظيم القاعدة سلم إدارة مدينة المكلا لمجلس أهلي». سياسياً، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقال للرأي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن إيران «مهووسة بالهيمنة الإقليمية» وإن الحوثيين «دمية» في يدها. وفي باكستان، قال رئيس الوزراء نواز شريف إن بلاده «ستكثف» جهودها لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة في اليمن، بعد أن صوت البرلمان على عدم المشاركة في التحالف. وقال شريف إن عودة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «ستكون خطوة مهمة باتجاه إحلال السلام». وقال شريف في بيان تلاه على التلفزيون إن «باكستان ستكثف جهودها الدبلوماسية خلال الأيام المقبلة بالتشاور مع القيادة السعودية لحل الأزمة».
وجدد شريف، تطميناته السابقة بأن باكستان مستعدة للدفاع عن وحدة الأراضي السعودية.
كما سعى شريف إلى التقليل من أهمية الخلاف مع الإمارات بعد أن انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش باكستان بسبب قرار برلمانها عدم المشاركة في التحالف ووصف مواقف إسلام أباد بأنها «متناقضة وملتبسة»، متهماً باكستان بالتحيز لإيران. وقال شريف إن تضامن باكستان مع دول الخليج غير قابل للشك، وإن الخلاف مع الإمارات كان نتيجة «سوء تفسير»على ما يبدو لقرار البرلمان.