صنعاء - (الجزيرة نت): يعكس تزاحم مئات السيارات والمركبات حول محطات التزود بالوقود حجم الأزمة التي يعانيها سكان العاصمة صنعاء والمدن اليمنية، جراء انعدام مادة البنزين وبقية المشتقات النفطية فجأة، مما أثار حالة من التذمر والاستياء والغضب في أوساط المواطنين. وتشهد صنعاء نقصاً حاداً في مادة "البنزين" وجميع المشتقات النفطية، مما أدى لتزاحم على محطات الوقود الخاوية وانتعاش للسوق السوداء، وسط حالة غضب بين المواطنين، واتهامات للحوثيين بتعمد افتعال الأزمة والاستحواذ على النفط لتزويد العربات العسكرية بالوقود. وتبدو شوارع صنعاء شبه خالية من السيارات، ربما لنزوح آلاف السكان بسبب المعارك وقصف طائرات "عاصفة الحزم" لمواقع ميليشيات المتمردين الحوثيين ومعسكرات الجيش التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ويندهش المرء في المقابل لوجود مئات من الناقلات والسيارات وحتى الدراجات النارية، عند محطات الوقود الخالية أصلاً من المواد النفطية. ويتهم مواطنون جماعة الحوثيين التي تسيطر على مفاصل الدولة في صنعاء منذ 21 سبتمبر الماضي، بتعمد التسبب بأزمة الوقود.
وقال المواطن إبراهيم عايض إن الحوثيين منعوا محطات شركة النفط من البيع للمواطنين، بهدف تزويد عرباتهم العسكرية فقط بالوقود. وأضاف أنه وقف بسيارته أكثر من 3 أيام عند محطة للوقود، ولكنه عاد دون الحصول على قطرة واحدة من البنزين، بينما يذهب آخرون إلى السوق السوداء للحصول على حاجتهم، حيث يباع النفط بأضعاف سعره المقرر رسميا. ويبلغ سعر صفيحة البنزين "20 لتراً" في صنعاء 10 آلاف ريال يمني، ويصل في أماكن أخرى إلى نحو 20 ألفا، بينما لا يتجاوز السعر الرسمي 3 آلاف ريال "الدولار يساوي 215 ريالا".
ويرى كثيرون أن جماعة الحوثي التي انقلبت على السلطة وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، واتخذت من ارتفاع سعر الوقود مبرراً لحصار العاصمة صنعاء واقتحامها بالقوة، والسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية، بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلا أنها تحرم المواطنين منه اليوم، وتستأثر به لتسيير عرباتها العسكرية.
ويعتقد مراقبون أن لصنعاء وضعاً خاصاً، حيث يوجد فيها أكبر تجمع سكاني على مستوى اليمن، مما يجعل معدل استهلاكها من الوقود أكبر، ويؤكد آخرون أن الجشع والاحتكار واستغلال الأزمات يدفع بأصحاب ومالكي محطات الوقود إلى بيعه في السوق السوداء لجني مكاسب مالية كبيرة على حساب معاناة وبؤس المواطنين.
وتزداد معاناة سكان صنعاء شدة مع فقدان الوقود وانقطاع التيار الكهربائي الذي معدله بين 16 و20 ساعة يومياً، خاصة مع الأوضاع المعيشية المتأزمة، ونزوح الآلاف إلى القرى.
ويواجه المواطنون أزمة مواد غذائية واستهلاكية وخاصة الدقيق الذي ارتفعت أسعاره بشكل جنوني.
ويواجه الحوثيون مشكلة حقيقية في التعامل مع أزمة مشتقات النفط وتوفيره عبر الاستيراد وسط مخاوف من تفاقم الأزمة خاصة مع تفويض حكومة الرئيس هادي لقوات تحالف عاصفة الحزم بفرض حظر بحري على الموانئ اليمنية، ومنع أي سفن أجنبية من الوصول إلى اليمن إلا بإذن رسمي.