كتب - عبد الله إلهامي:
طالب سياسيون وزارة الخارجية والجهات المختصة في الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة على كل من يتعدى المهام والتقاليد والأعراف الدبلوماسية، أو من يتدخل بشكل أو آخر في الشؤون الداخلية للبحرين، مشيرين إلى أن بعض السفراء اعتادوا إرسال رسائل فيها غطاء واضح وجلي للأعمال الإرهابية بحجج واهية.
وأكد سياسيون أن معظم الإشكاليات التي سببت الأزمة في البحرين ناتجة عن تدخل سفراء الدول الأجنبية في الشأن الداخلي، وإبداء التوجيهات والتصريحات التي تحمل بشكل خاطئ لتمثل بعد ذلك غطاءً سياسياً للإرهاب الذي يتحرك بناءً عليه، لتتحول تلك التدخلات فيما بعد إلى كونها منبعاً للإرهاب يجب تجفيفه واجتثاث أصوله. وأضافوا أن حفاوة شعب البحرين لا تعني قبوله بالتدخل في شؤونه الداخلية. وأوضح أمين عام جمعية تجمع الوحدة الوطنية عبدالله الحويحي أن توصيات المجلس الوطني جاءت مبنية كرد بعد أن ضاق المجتمع ذرعاً بأعمال التخريب والإرهاب التي تتعرض لها البحرين على مدى سنتين ونصف، إذ أننا كنا نطالب بأن تلتزم السفارات بحدودها ومسؤولياتها كممثلين لدولهم في سبيل تعزيز العلاقات بين شعب البحرين وشعوب وحكومات تلك الدول، وألا يقصدوا مكوناً من مكونات المجتمع فذلك ليس اختصاصهم.
ونوه إلى أن توصية إلزام السفارات بعدم تجاوز المهام الدبلوماسية أتت نتيجة لشعور الناس بوجود تدخلات كثيرة لبعض السفراء وعلى رأسهم السفير الأمريكي، إضافة إلى انسجامها مع مطلب الوحدة الوطنية في العريضة المرفوعة حالياً لتغيير السفير الأمريكي غير المتوازن في مواقفه، ولقيامه بأعمال تتنافى مع عمله كدبلوماسي يراعي ويحافظ على مصالح بلده مع المملكة والتوصية.
وشدد على ضرورة الالتزام بما ورد في التوصيات وتطبيقها لإيجاد مخرج من الوضع الراهن، موضحاً أن اجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية مع السفراء المعتمدين خطوة على الطريق الصحيح، كي يدركوا أن إجبارهم على الالتزام بمهامهــــم مطلـــب شـــعبي، إذ أن أريحيــــة شعب البحرين وحفاوته لا تعني قبوله بالتدخل في شؤونه الداخلية، ونطالبهم أن يلتزموا بدورهم كدبلوماسيين.
وأشار المتحدث الرسمي باسم ائتلاف الجمعيات السياسية أحمد البنعلي إلى أن تنمية العلاقات بين المملكة والدول الخارجيـــــة لا تأتـــــي بالغوص في خلافات شعبية، وإنما بالتعاطي على المستويات العليا في المجالات الاقتصادية والسياســـية وغيرهــــا، مؤكداً ضرورة مبادرة الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق من يخالف مهامه الدبلوماسية.
وقــــال «مــــن ناحية دبلوماسية فإن السفراء لهم مهام محددة، ولا تتضمــــــــــــن التدخل فــي الشأن الداخلي، وتنصيــــب نفســــهم كوسطاء وساعين لإيجاد حلول للأطراف المختلفة، إلا أن الكثير من السفراء في المملكة يخالفون تلك الأعراف، سواء كانوا ممثلين عن دول كبرى أو غيرها، فإن ما يهمنا أن تكون البحرين مستقلة تعالج مشاكلها بنفسها».
وأضاف أن المملكة دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ولها مؤسساتها، فبأي حق يملي سفير دولة أجنبية عليها ما يجب فعله؟، أو أن يتواصل مع طرف بعينه والتغاضي عن القنوات الرسمية الممثلة في الجهات الرسمية؟، موضحاً أن المشكلة تكمن في ما يدور بالاجتماعات التي تتم بشكل منطوي، فالدبلوماسيين يقدمون معلومات قد يستند عليها بشكل خاطئ وتصبح محركاً للبعض، لذلك فإن الجمعية والائتلاف يرفضون بتاتاً مثل تلك الأفعال. ولفت رئيس المكتب السياسي بجمعية ميثاق العمل الوطني الديمقراطي أحمد جمعة، إلى أن إحدى المنابع المغذية للإرهاب التدخل في الشأن الداخلي من قبل بعض الدبلوماسيين، وبالتحديد السفير الأمريكي، موضحاً أن تصريحاته وتوجيهاته تعطي رسائل خاطئة للأطراف المتشددة بالتحرك، ويأتي ذلك مثلاً حين يقول بأنه يجب التعاطي مع المعارضة، ما يجعله وكأنه يمنح الإرهاب غطاءً سياسياً. وطالب وزارة الخارجية بتطبيق المطلب الشعبي وتوصية المجلس الوطني وتوجيهات جلالة الملك ورئيس الوزراء في الحد من تدخلات السفراء في الشأن الداخلي، وإلزامهم بالمهام الدبلوماسية، إذ أن معظم الإشكاليات التي وقعت فيها المملكة وسببت تلك الأزمة نتجت عن تلك التجاوزات، مشيراً إلى أن تطبيق ذلك المطلب تأخر كثيراً، فقد كان يفترض أن يتم منذ فترة طويلة.