آخر شيء يتمناه فريق مرسيدس حالياً، هو حدوث صراع شخصي بين سائقيه هاميلتون وروزبيرغ في ظل المنافسة الشرسة التي يخوضها الفريق مع فيراري على لقب بطولة العالم، بيد أن هذا بالضبط ما يلوح في الأفق بعد جائزة الصين الكبرى. فوز مرسيدس في جائزة الصين الكبرى وإن كان منح الأفضلية للفريق من جديد على حساب غريمه التقليدي البارون الأحمر، إلا أنه سرعان ما امتزج بأجواء من التوتر بعد احتكاك علني بين هاميلتون المدافع عن اللقب العالمي وزميله روزبيرغ. ففي المؤتمر الصحافي الذي أعقب جائزة شانغهاي الكبرى، اتهم روزبيرغ هاميلتون بتعمد الإبطاء في السرعة عقب التوقف في الصيانة لإشعال الصراع بينه وبين ثنائي فيراري فيتيل وكيمي رايكونن على المركز الثاني.
اتهام هاميلتون بالأنانية
أمام عدسات الكاميرات العالمية قال روزبيرغ إن: لويس تصرف وفق مصلحته الشخصية ليضع نجاح الفريق محط تساؤل، وبعبارات مباشرة وجه كلامه لهاميلتون: «من المثير الآن الاستماع إليك لويس، بما أنك كنت تفكر فقط في نفسك وفي الصدارة، وحتماً أدى ذلك إلى عرقلة سباقي». في المقابل وبكل هدوء، نفى هاميلتون جميع الاتهامات ليؤكد أنه وبعد تحليل الوضع أدار السباق حسب الطريقة الملائمة له، وذهب إلى القول بأن مهمته: «ليست النظر لأداء روزبيرغ، بل قيادة السيارة وإعادتها إلى موضعها في أفضل حال ممكن وبأقصى سرعة ممكنة». ويبقى روزبيرغ إلى غاية اللحظة الحلقة الأضعف، لأنه وعند سؤاله لماذا لم يحاول الإسراع أو حتى تجاوز هاميلتون أثناء السباق؟، رد قائلاً: «لو قمت بذلك لكنت قد أجهزت على إطاراتي بالفعل». ولكن التجارب السابقة أثبتت أن التجاوز وسط حلبة شنغهاي ممكن وهو ما أثبته أيضاً الألماني ميشائيل شوماخار في العديد من المرات.
حكمة مدير الفريق
في المقابل تعمد توتو فولف رئيس فريق مرسيدس إمساك العصا من الوسط، إذ سارع إلى التأكيد: «على متصدر السباق تأمين فوز مثالي للفريق وفي الوقت ذاته العمل على تحقيق انتصار شخصي»، أي أن المطلوب هو البحث عن توازن حقيقي، إلى ذلك رفض توتو فولف الحديث عن أخطاء محتملة من قبل السائقين، مشدداً على أن الأمر لن يناقش إلا داخلياً.