نيويورك - (وكالات): قدم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر استقالته، حسبما أعلنت الأمم المتحدة. وجاء في بيان للأمم المتحدة أن بن عمر، الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اليمن «أعرب عن رغبته في ترك مهمته». وأضاف البيان أن «بديلاً منه سيعين في الوقت المناسب».
وكان مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته أكد أن بن عمر سيستقيل من مهمته. وأضاف المسؤول أن من بين المرشحين المحتملين لخلافة بن عمر هناك بشكل خاص رئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة مرض إيبولا الموريتاني إسماعيل ولد شيخ احمد.
يشار إلى أن بن عمر هو دبلوماسي مغربي يبلغ من العمر 58 عاماً وقد عينه رسمياً بان كي مون في منصبه في أغسطس 2012.
وجاء في بيان الأمم المتحدة أن الأمين العام «يقدر كثيراً الجهود الحثيثة التي بذلها بن عمر في هذه السنوات للتشجيع على التوافق والثقة من أجل التوصل إلى حل سلمي في اليمن». وقد جدد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي ثقته بجمال بن عمر وتبنى قراراً طالب فيه الحوثيين بترك السلطة وفرض عليهم حظراً على الأسلحة بالإضافة إلى عقوبات.
وأشار دبلوماسيون إلى أن بن عمر تعرض خلال الأسابيع الماضية لانتقادات حادة من أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفائه في مجلس التعاون الخليجي خصوصاً من قبل السعودية. ولم يكد يمضي شهر على مطالبة وزراء خارجية «التعاون» الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإقالة بن عمر بسبب عدم وقوفه على مسافة واحدة تجاه مختلف الأطراف، حتى تقدم الأخير أمس باستقالته.
وتتهم دول الخليج بن عمر بأنه خدع من قبل الحوثيين الذين انخرطوا في محادثات سلام مع مواصلة هجومهم على الأرض. وفي تفسير للخطوة، قال المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان إن بن عمر «فشل في مهمته» على عدة مستويات. وأضاف بدرخان أن «الحوار اليمني حاد عن مبادئ المرحلة الانتقالية، كما أنه ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي اختل الوضع سياسياً وأمنياً خاصة» معتبراً أن الوسيط الأممي «فشل في نقل حقيقة موقف وأهداف الحوثيين إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي». ويأخذ كثيرون على بن عمر رعايته التوقيع على اتفاق للسلام بمشاركة الحوثيين، بعد ساعات من سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. كما اعتبر بدرخان أن «انهيار الوضع بما تسبب بتدخل إقليمي، واندلاع حرب أهلية، استدعى هذه الاستقالة».
في غضون ذلك، أفادت مصادر في نيويورك أن روسيا اعترضت على تعيين المبعوث الجديد في اليمن، الموريتاني ولد الشيخ، وأعلنت تمسكها بالمغربي جمال بن عمر.
وقالت المصادر إنه «لا يمكن الحسم بأن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ سيحل محل جمال بن عمر، لأن روسيا اعترضت عليه».
وأضافت المصادر «في العادة عندما يتعلق الأمر بتعيين مسؤول كبير، يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بعرض الأسماء المقترحة على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وفي حالة الموريتاني ولد الشيخ، فقد وافقت 4 دول عليه، لكن روسيا رفضت».
ويواجه جمال بن عمر، مشكلات صعبة في اليمن، خصوصاً غياب أجواء ثقة من بعض الأطراف، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى استبداله.
والمبعوث الجديد المقترح، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، شغل سابقاً منصب مبعوث الأمم المتحدة المكلف بمكافحة وباء إيبولا، وقبلها كان نائب رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا. كما عمل ولد الشيخ أحمد منسقاً للشؤون الإنسانية وممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية في اليمن بين عامي 2012 و2014، إضافة إلى عمله في عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة.