صنعاء - (ايلاف): أكد محللون سياسيون، أن «تبني مجلس الأمن الدولي قراراً دولياً يقضي بعقوبات على ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، ودعوتهم للانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، هو انتصار للدبلوماسية السعودية رغم الصعوبات والتحديات التي اعترضته». وأشار المحللون إلى أن «القرار هو تأكيد لشرعية عمليات «عاصفة الحزم» ورسالة قوية لكل الأطراف بأن لا خيارات أو أطروحات غير الرضوخ للإرادة الدولية».
وتبنى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي قرارًا يدعو الحوثيين الى الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، وفرض عليهم عقوبات، حيث صوّت 14 من أصل 15 عضواً في المجلس لصالح القرار، فيما امتنعت روسيا عن التصويت، كما لم يطلب القرار تعليق عمليات «عاصفة الحزم»، واكتفى بالدعوة الى حماية السكان المدنيين ومضاعفة الجهود لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية.
الكاتب والمحلل السياسي، جاسر الجاسر، أكد أن القرار «دلالة على الحرص والإيمان بالقيم الأخلاقية والحضارية والإنسانية والانتصار للحق»، مشيرًا إلى أن «القرار في معطياته وطوال فترة المشاورات الماضية هو نجاح كبير للدبلوماسية السعودية والخليجية التي استطاعت أن تمرر هذا القرار رغم الصعوبات والتحديات القائمة، حيث استطاعت السعودية بشكل أساسي أن تبدل الموقف الروسي بحيث يصل إلى الامتناع عن التصويت»، مبينًا أن «قرار مجلس الامن يعتبر تأكيدًا على أحقية عاصفة الحزم وشرعيتها، وهو ايضًا رسالة قوية إلى كل الأطراف بأن هذا الموقف هو إجماع دولي، وأنه لا خيارات أو أطروحات أخرى غير الرضوخ للإرادة الدولية». وحول مصير إيران بعد هذا القرار، قال الجاسر إن «»عاصفة الحزم» قضت على الدور الإيراني، وحددت مصيره منذ اليوم الأول لانطلاق العمليات العسكرية ومنذ سيطرتها على الأجواء الجوية والبحرية لليمن»، مضيفا «بالتالي لم يعد أمام طهران أي خيار، كما لم يعد هناك خيار لأي دولة أخرى متواطئة سواء بتمرير الأسلحة أو بالخبراء، وذلك لأنها سوف تصبح في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي». المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، أوضح أن «القرار تأكيد على الزخم الذي فرضته «عاصفة الحزم»، ليس في المنطقة وإنما في السياسة الدولية تجاه المنطقة»، وأضاف انه «بالنسبة للموقف الروسي أنا لا أقول انه هزيمة، وإنما نحن نثمن امتناع روسيا عن التصويت، وهي خطوة متقدمة من موسكو يجب أن نبني عليها». وقال خاشقجي إن «موقف روسيا كان يمكن أن يكون سيئًا، لكنها كانت متفهمة، وهي تعلم جيدًا أن امتناعها عن التصويت - بحسب عرف مجلس الأمن - يعني الموافقة على مرور القرار». وأضاف خاشقجي «أنا متأكد أن الدبلوماسية السعودية سعيدة بالموقف الروسي، وتأمل أن يكون بداية جديدة لتعاطٍ روسي مختلف مع قضايا المنطقة، لا سيما أن روسيا رأت أن الموجة تتغيّر، نحو قوة قادمة أخرى في المنطقة»، كما أوضح خاشقجي، أن «المشروع السعودي في اليمن، لا يسعى للحرب الأهلية ولا الى تقسيم اليمن، وإنما يسعى إلى الأمن والأمان، والى يمن موحد، وعودة الأطراف بكل احترام، بمن فيهم الحوثيون، إلى طاولة الحوار».
الكاتب والمحلل السياسي اليمني، نجيب اليافعي، قال إن «الصورة باتت واضحة في اليمن، تمرّد على الشرعية، وانقلاب على السلطة والدولة، وعلى كل ما تم الاتفاق عليه سابقًا بين الأطراف السياسية، وهو ما حمل المجتمع الدولي على الوقوف بحزم وقوة عبر القرار الصادر»، مشيرًا إلى أن «المجتمع الدولي لن يسمح باختلالات أمنية في اليمن خاصة أن منطقة باب المندب وخليج عدن، تمر عبرها 30% من إمدادات الطاقة على مستوى العالم».
وفي ما يتعلق بالموقف الروسي، قال اليافعي إن «روسيا كانت قد اعترضت سابقًا على إدراج قيادات الحوثي ضمن قائمة الإرهاب والحظر، وان تدخل روسيا للتخفيف من العقوبات المفروضة على قيادات الحوثي، جاء بهدف إعطاء الحركة مجالاً للعودة وترك السلاح والانخراط في العمل السياسي من جديد». كما أكد اليافعي إن «إيران خسرت بشكل كبير في اليمن، خصوصًا انه كان يمكن لها أن تكسب على المدى البعيد من خلال تثبيت أقدامها عبر الحوثيين في المحافظات والمقاطعات في شمال اليمن». وأضاف «لكن عندما ركبت رأسها واستخدمت القوة، وابتلع الحوثيون الطعم، وتقدموا بهذه الطريقة، مما شكل استفزازاً كبيرًا للمجتمع الدولي وأيضًا للخليج، ما أسفر عن موقف حازم وقوي، خسر بموجبه الإيرانيون جميع ما حققوه من مكاسب سابقة، وهي رسالة واضحة بأن أي تدخل في اليمن أو مصالح الخليج الحيوية سيكون له موقف رادع إقليمياً ودولياً».