عواصم - (وكالات): أكد الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري أن «ميليشيات المتمردين الحوثيين تنفذ أجندات لمصالح أجنبية»، مشيراً إلى أن «المقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف تحقق مكاسب على الأرض ضد الميليشيات(....) خاصة أن عمليات التحالف بلغت مرحلة الأهداف المنتقاة»، موضحاً أن «شيوخ وقبائل يدعمون الحوثيين ويخزنون أسلحة في مزارعهم لكنها ستستهدف من قبل غارات قوات التحالف».
في غضون ذلك، قصف طيران عملية «عاصفة الحزم» معسكرات للقوات المتمردة في صنعاء وتعز وأبين، في حين أكدت مصادر سقوط قتلى وجرحى باشتباكات بين المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي بتعز، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في حين حققت المقاومة الشعبية تقدماً بعدن ومأرب.
وفي وقت سابق، اشتد القتال بين المقاومة من جهة وبين جماعة الحوثي وحلفائها من جهة ثانية في تعز ومأرب، مع تواصل الاشتباكات في عدن جنوب البلاد.
وأضاف العميد ركن عسيري خلال المؤتمر الصحافي اليومي في الرياض في اليوم الثالث والعشرين من عملية «عاصفة الحزم» أنه «تم إجبار طائرة إغاثة على الهبوط في مدينة جازان السعودية بعد تحديها الحظر»، مشدداً على أنه «يجب التقيد بإجراءات إدخال مساعدات الإغاثة والإخلاء».
وذكر أن «العمليات العسكرية ضد المتمردين في صعدة مستمرة لإجهاض محاولات ميليشيا الحوثي الانتشار على الحدود، وتم تنفيذ عملية ضد المتمردين في زنجبار بالتنسيق مع المقاومة، وأخرى في تعز بدعم من الألوية المؤيدة للشرعية، كما تم استهداف مواقع تجمعات ومخازن الميليشيات شمال اليمن».
وأشار عسيري إلى أن «قوات التحالف نفذت قرابة 100 طلعة جوية أمس الأول ضد أهداف منتقاة»، مضيفاً أن «العمليات تسير بوتيرة جيدة والميليشيات في وضع دفاعي، ولن نسمح للحوثيين بإعادة تنظيم أنفسهم، وقد نفذت قوات التحالف عملية دقيقة سمحت بإحراز تقدم للقوات الموالية للشرعية في زنجبار، ومنعنا استهداف الحوثيين لمواقع داخل السعودية». وأوضح أنه «تجري عمليات في تعز بدعم من ألوية داعمة للشرعية، وهناك عمليات في البيضاء لتحسين وضع المقاومة الشعبية على الأرض»، مشيراً إلى أن «قوات التحالف تستهدف تجمعات الحوثيين بعيداً عن التجمعات السكانية». وتابع عسيري «لدينا الوقت والإمكانات ونعمل على تحقيق أهداف عاصفة الحزم دون استعجال»، لافتاً إلى أن «هناك توافقاً بين العمليات الجارية على الحدود والعمليات الجوية». وقال إنه «لا توجد مواجهات مباشرة مع الحوثيين على الحدود السعودية اليمنية ولا نسمح للحوثيين بالاقتراب من الحدود السعودية للاشتباك»، موضحاً أن «حرس الحدود السعودي ألقى القبض على متسللين عزل ومهربين».
وأضاف أن «الحوثيين يلجؤون إلى العمليات التخريبية بدلاً من العمليات العسكرية الحقيقية»، مبيناً أن «العمليات العسكرية مستمرة حتى تحقق أهدافها وليس هناك وقت محدد لإنهاء هذه العمليات».
ولفت إلى أن «هناك سفناً يتم منعها من الوصول إلى الموانئ اليمنية عندما يشتبه بحمولتها أو ترفض التعاون مع السفن التي تنفذ الحظر»، مشدداً على أنه «لن نقبل بوصول إمدادات عسكرية لميليشيات الحوثي جواً أو بحراً».
وذكر أن «شيوخاً وقبائل يدعمون الحوثيين ويخزنون أسلحة في مزارعهم لكنها ستستهدف»، مضيفاً أنه «لن نسمح لأي قبائل باستضافة مستودعات ذخيرة للحوثيين»، موضحاً أن «معظم قبائل اليمن تعي مسؤوليتها ودعمها للشرعية مطلوب، وهناك تواصل بين الحكومة اليمنية الشرعية وبعض شيوخ القبائل».
وناشد عسيري «شيوخ القبائل الالتفاف حول الشرعية وترك الانقلابيين لأن هذا هو الوقت المناسب لذلك»، مؤكداً أن «ميليشيات الحوثي تنفذ أجندات لمصالح أجنبية».
في غضون ذلك، قصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية مخزناً للسلاح شرق العاصمة صنعاء بحسب شهود. وتصاعدت سحب الدخان من المكان العائد إلى الحرس الجمهوري الذي لا يزال موالياً للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع المتمردين الحوثيين.
وقصف التحالف أيضاً مدينة عدن جنوباً حيث قتل قيادي من الحوثيين في غارة استهدفت سيارته وفق مصدر عسكري. وقتل أيضاً 36 شخصاً آخرون في عدن حيث يقاوم أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي هجوم الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. بدورها، تعرضت مدينة تعز جنوب غرب البلاد لغارات هدفت إلى منع الحوثيين من السيطرة على أحد المعسكرات، وفق مصدر عسكري. وإزاء خطورة الوضع جراء المعارك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هدنة «فورية» في البلاد. وقال في واشنطن «إن عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة هي أفضل سبيل للخروج من هذه الحرب المستمرة منذ زمن بعيد ولها عواقب كارثية على الاستقرار الإقليمي». وبعد استقالة موفده إلى اليمن جمال بن عمر، قال بان إنه يبحث عن وسيط جديد «يمكن أن يتوجه فوراً» إلى المنطقة. ووجهت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في اليمن نداء عاجلاً للحصول على مساعدة إنسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7.5 مليون نسمة تأثروا جراء تأجيج النزاع. وحذر منسق المساعدات الإنسانية يوهانس فان دير كلو من أن «آلاف الأسر فرت من منازلها بسبب المعارك والغارات الجوية. وتجد العائلات صعوبة في الحصول على المياه أو العلاج الطبي أو المواد الغذائية أو الوقود». وفي جنيف، أعرب مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن سيدريك شوايزر عن أسفه للتدهور السريع للوضع الإنساني في اليمن وأوضح أن إحدى المشكلات الرئيسية هي نقص الوقود والمواد الغذائية والأدوية خاصة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة. وقال في مؤتمر عبر الفيديو «لم يعد هناك واردات في اليمن، نتحدث عن الغذاء والوقود والأدوية». وأضاف «أننا نحتاج بشكل عاجل لإيجاد سبيل من أجل إدخال مواد غذائية إلى اليمن» وإلا فإن الوضع سيطرح «مشكلة كبيرة في الأسابيع المقبلة». واستفاد تنظيم القاعدة من الفوضى التي تعم البلاد واستولى على مطار المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد حيث استولت قبائل تسلل إلى صفوفها متمردون، على مرفأ نفطي.
وفي وقت لاحق، استولى التنظيم على معسكر هام تابع للجيش اليمني في مدينة المكلا، وصادر أسلحة ثقيلة كانت داخله، بحسب ما أفاد مسؤول محلي.
وقال المسؤول في المحافظة إن مقاتلي القاعدة سيطروا على معسكر»اللواء 27 المؤلل وعلى أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدافع»، مؤكداً أن المتمردين باتوا يسيطرون على مجمل المكلا وذلك غداة سيطرتهم على مطارها.
وبات تنظيم القاعدة يسيطر على مجمل مدينة المكلا التي يزيد عدد سكانها على 200 ألف نسمة كما قالت مصادر عسكرية. ووحدها ثكنة عسكرية تفلت من سيطرته.
وفي محافظة شبوة قتل عنصران من القاعدة في هجوم جديد لطائرة أمريكية من دون طيار وفقاً لمصدر قبلي، إذ أن الولايات المتحدة مصممة على الاستمرار في محاربة التنظيم المتطرف في اليمن رغم النزاع الدائر فيه.
سياسياً، قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إنه لن يغادر البلاد نافياً تقارير أوردتها وسائل إعلام عن سعيه للخروج الآمن من اليمن.
من جهتها، دعت إيران إلى «حوار فوري» بين الأطراف المتناحرة في اليمن في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأمين العام للأمم المتحدة بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية.