افتتح وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي معرض (زدني علماً.. أبني وطناً) الذي يستضيف لأول مرة المعرض العالمي «ألف اختراع واختراع»، بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث يلتقي الزوار بشخصيات تجسد علماء ومفكرين من العرب من عصر النهضة بينهم الجزري، والزهراوي، وابن الهيثم، فيما تشير التوقعات إلى أن 70 ألف طالب وطالبة سيحضرون المعرض.
وقال وزير التربية، في كلمة خلال الافتتاح، إن «هذا المعرض يعد من أهم وأكبر المعارض التي تنظمها الوزارة، والذي سيكون فرصةً للأجيال للاطلاع عن قرب على أبرز الاختراعات والاكتشافات في الحضارة الإسلامية».
وأكد «اهتمام الوزارة بالجانب الإبداعي لطلبة المدارس لما له من دور بارز في العمليـــة التعليميـــة وفــــي النمــــو الذاتـــي، وتشجيـــع طاقـــات الإبــداع المدرســي بمختلــف جوانبــه، وتطويـــر مهارات الابتكار وتوظيفها في الممارسات التعليمية، وتنميــة البيئـــة المدرسيـــة المحفزة، وتفعيل الشراكة بين المدرسة ومؤسسات المجتمــــع المعنيـــة بهـــذا الجانب، بما يعزز الإبداع الطلابي بأبعاده ومستوياته المختلفة، ويجعله منفتحاً على المجتمع».
ودعا «الجميع لزيارة المعرض والاطلاع على العمل المميز الذي أنجزه فريق عمل الوزارة بالتعاون مع مختلف الشركاء والداعمين والرعاة، في إطار رؤية الوزارة وتوجهاتها في رفد التعليم بالمزيد من الفعاليات والأنشطة التعليمية والتربوية المعززة للإبداع، ونشر وتشجيع الاهتمام بالمعارف والعلوم بين أوساط الطلبة بمختلف فئاتهم العمرية».
من جهته، قال وكيل الوزارة للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة إن «هذا المعرض التفاعلي يهدف إلى تحفيز الطلبة على الاطلاع على أوجه الحضارة الإسلامية والحصول على المعلومات اللازمة حول مشاريع التحسين وتطوير الأداء بالوزارة». بدوره، قال مدير ومنتج معرض ألف اختراع واختراع أحمد سليم إن «هذا المعرض بدأ منذ العام 2006 لإلقاء الضوء على دور الحضارة الإسلامية في تطور الحياة المعاصرة، حيث يوفر الفرصة للزوار للتعرف على عدد من العلماء واكتشافاتهم، مضيفاً أنه سيتم هذا العام الاحتفاء بالعالم ابن الهيثم تقديراً لجهوده واختراعاته».
وشهدت الفعالية عرض فيلم (معرض ألف اختراع واختراع ومكتبة الأسرار) من بطولة السير بن كينغزلي الحائز على جائزة الأوسكار، وفيه يزور عدد من الطلاب مكتبة قديمة يتراكم فيها الغبار لإعداد بحث عن «العصور المظلمة»، غير أنه يظهر أمامهم عدد من المخترعين والعلماء ليحدثوهم عن إنجازاتهم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية. وأزاح وزير التربية الستار إيذاناً بافتتاح المعرض، ثم جال في أرجاء معرض (ألف اختراع واختراع) الذي يشتمل على جناح (الهندسة) الذي يتعرف فيه الزوار على «الجزري» مخترع ساعة الفيل إلى جانب الآلات الأخرى التي تستخدم في الحياة اليومية، وجناح (المستشفى) الذي يعرف بالطبيب الأندلسي «الزهراوي» مخترع العديد من الأدوات الجراحية قبل ألف سنة ودور مخترعاته في إنقاذ حياة المرضى في المستشفيات الحديثة، وجناح (العالم) الذي يقابل فيه الزوار الرحّالة المسلم أمير البحر «زينغ هي» ويتعرفون على اكتشافاته في الرحلات البحرية، إلى جانب جناح (الكون) الذي يعرض تطور الأجهزة الفلكية ويتيح الفرصة لدخول القبة السماوية المصغرة.
ويتعرف المشاركون على جناح (المدرسة) الذي يلقي الضوء على المعهد العلمي الشهير ببغداد والمعروف باسم «بيت الحكمة» حيث اجتمع أعظم العلماء والمفكرين، وأخيراً جناح (الحجرة المظلمة) وفيه يلتقي الزوار مع العالم «ابن الهيثم» وهو أول من شرح كيفية عمل العين ووضع أسس التصوير وعمل الأفلام، إلى جانب العروض المسرحية حول العلماء والأنشطة والألعاب التفاعلية للأطفال.
وزار وزير التربية القرى التعليمية في المعرض، وهي القرية التراثية (الفريج) التي تركز على الجوانب المتعلقة بالحفاظ على التراث البحريني وتتيح الفرصة للطلبة لتجربة الألعاب التقليدية والتعرف على المهن الشعبية، وقرية القرائية التي تتضمن عدداً من الأنشطة التي تسهم في غرس وتعزيز حب القراءة والكتابة من خلال الألعاب والقصص إضافة إلى عروض للدمى وورش عمل إرشادية وتعليم الخط العربي وغيرها، والقرية الخضراء التي تسلط الضوء على مجموعة من الحلول والأنشطة الصديقة للبيئة، وقرية الاكتشاف والابتكار التي توفر الفرصة للزوار لعمل التجارب العلمية وتحتوي على معرض لإنتاجات الطلبة في هذا المجال.
وشملت جولة الوزير قرية التحدي التي تعنى بالأنشطة البدنية مثل تسلق الجدران والألعاب الجماعية والجمباز وغيرها من الأنشطة، وقرية الفنون التي تشتمل على عدد من الأنشطة المتعلقة بالفن والأعمال الحرفية، إضافةً إلى المسرح الذي يشهد تقديم عدد من المسابقات والمحاضرات وورش العمل.
حضر الافتتاح المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج د.علي القرني.
والمعرض مفتوح أمام الجمهور حتى 4 مايو المقبل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً.