الرياض - (أ ف ب): أشعلت الحرب في اليمن الروح الوطنية في السعودية حيث تشيد الصحف باستمرار بـ«ببسالة رجال القوات المسلحة» ويصنع الطلاب طائرات صغيرة يتم تشغيلها عن بعد لمحاكاة المقاتلات التي تدك معاقل الحوثيين فيما تمنح شركات الاتصالات عملاءها أغاني وطنية تستخدم كرنات لهواتفهم.
ويتبين في المملكة إجماع عام على دعم الضربات الجوية التي تقودها الرياض ضد المتمردين في اليمن، استجابة لطلب الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي.
وقال سعود مبارك، وهو شاب في منتصف العشرينات من عمره «لقد قام ملكنا بأمر جيد». وأكد دعم موقف حكومة بلاده التي تقود منذ 26 مارس الماضي عملية «عاصفة الحزم» في اليمن من أجل دعم وتثبيت الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي. وأضاف مبارك «نحن سعداء جميعاً إزاء ذلك».
من جهته، قال الشيخ أحمد الغامدي المسؤول السابق عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، وهي بمثابة شرطة دينية في المملكة، إن «أكثر من 90% من الناس» في المملكة يؤيدون عملية «عاصفة الحزم» في اليمن. وأضاف الغامدي «أشعر أن المملكة العربية السعودية قامت 100% بالأمر الصحيح (...) ليس فقط لليمن، بل أيضاً للعرب والمسلمين». ويتطابق موقف الغامدي من إيران مع موقف الحكومة. فهو اتهمها أيضاً بدعم الحوثيين وبتزويدهم بالسلاح. ووصف مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ العملية العسكرية بأنها «خطوة مباركة». وكان الحوثيون الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي، سيطروا على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي ثم توجهوا جنوباً نحو مدينة عدن. وبعد أن أقام فيها لمدة شهر تقريباً كعاصمة مؤقتة للبلاد، غادر الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي عدن وبات متواجداً في السعودية الآن.
وأطلقت السعودية وحلفاؤها العملية العسكرية في اليمن عندما شعرت أن الحوثيين وحليفهم الكبير الرئيس السابق علي عبدالله صالح، سيسيطرون على مجمل اليمن ويضعون البلاد بشكل كامل في المدار الإيراني.
واعتبر الغامدي أن إيران هي «مثل الثعلب» وهي «عدوة المسلمين والعرب».
وأكدت قوات التحالف أنها قتلت المئات من المتمردين الحوثيين فيما استشهد 6 عسكريين سعوديين وأصيب آخرون بجروح على الحدود مع اليمن. وأتاحت السلطات السعودية للصحافيين إجراء زيارات مع إرشاد رسمي إلى مواقع التعزيزات العسكرية على الحدود. وفي العاصمة الرياض، تعرض الشاشات العملاقة مزيجاً من الإعلانات ومن اللقطات المصورة للجيش وللملك سلمان وهو يؤدي التحية بالقرب من طائرة حربية.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية صورة لوزير الدفاع الشاب الأمير محمد بن سلمان وهو يقوم بزيارة الجرحى في المستشفى.
كما أظهرت صور رسمية أخرى أمير منطقة عسير فيصل بن خالد وهو يقبل رأس ابن «شهيد» من حرس الحدود.
ويكرر المغردون تغريداتهم المؤيدة للعملية مستخدمين وسم عاصفة_الحزم.