أكد وزير العمل جميل حميدان، أن تقلبات وتطورات سوق العمل المتسارعة تدفع بنا جميعاً لمواكبة أحدث الممارسات الإدارية والعلمية.وأوضح، في ختام أعمال الملتقى الخليجي الثاني لتنمية الموارد البشرية، والذي انطلق برعايته تحت شعار «بناء وتعزيز الثقافة المؤسسية»، أن التطور المتسارع والمذهل في تقنية المعلومات والتكنولوجيا والتحديات الاقتصادية الجديدة يؤثر بشكل مباشر في توجهات كل من أصحاب العمل والعمال والباحثين عن عمل.من جانبه، قال أمين عام الملتقى، فهد الشهابي، في الماضي كانت مصطلحات كالثقافة المؤسسية وبيئة العمل غير ذات أهمية، ولكنها باتت اليوم من أهم عوامل نجاح أي مؤسسة، فمتى ما وجدت الثقافة المؤسسية الصحيحة وبيئة العمل المناسبة غدت مستويات الإنتاج في أعلى معدلاتها. وأضاف، في كلمته بالملتقى، أن الثقافة المؤسسية السليمة وبيئة العمل الإيجابية من أهم عوامل الوصول إلى الرضى الوظيفي، ومنه إلى الولاء الوظيفي، وهو ما يساهم في استقرار نمو وازدهار المؤسسات بمختلف قطاعاتها.من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية محمد الشيخ، إن موضوع بناء وتعزيز الثقافة المؤسسية ساهم في تغيير وتطوير المفاهيم الإدارية في العمل، وساهمت في دمج القيم المؤسسة للموظفين كالاحترام والعمل بروح الفريق الواحد والاهتمام بجودة العمل والمهارات الناعمة.وفي السياق نفسه، أكد الرئيس السابق لديوان الخدمة المدنية أحمد البحر، أن اختيار الثقافة المؤسسية موضوعاً للملتقى اختيار دقيق لارتباطه المباشر بالإنتاجية وأركانها الرئيسة مثل الدافعية والرضا الوظيفي والولاء المؤسسي.وعقدت، في ثاني أيام الملتقى، 3 جلسات، تناولت الجلسة الأولى عن محور «بناء وتعزيز الثقافة المؤسسية»، وتحدثت خلالها نائب الرئيس للموارد البشرية بشركة مطار البحرين هند محمود، عن دور الموارد البشرية في دعم التحول في ثقافات العمل بالتأكيد على أهمية التوقف عن دعم السلوكيات والأنماط التقليدية مثل السلوكيات المحبطة كالواسطة السياسات والأنظمة التي تؤدي إلى الملل الوظيفي، والمبادرات الجافة والمزيفة. ودعا المستشار الإعلامي بجامعة البحرين غسان الشهابي، إلى التركيز على تحديد مفهوم الثقافة المؤسسية لدى المنظمة بما يتوافق مع رؤيتها ورسالتها وقيمها وسياساتها الداخلية والخارجية وبما يحقق لها أهدافها الاستراتيجية مع الأخذ في الاعتبار تجديدها وتطويرها بما يتوافق مع المتغيرات في السوق العالمية، إضافة إلى ضرورة نشر الثقافة المؤسسية المعتمدة بين كل أفراد المؤسسة على اختلاف مواقعهم الوظيفية، لضمان عدم تأثرهم بأنماط الثقافات المخالفة لتوجه المؤسسة والتي قد تتشكل مع الزمن في المؤسسات التي تعاني من غياب حقيقي لثقافتها المؤسسية وهويتها المعرفية.من جانبه، قال علي الحامدي مدرب معتمد في القيادة والإدارة وتنمية الذات، إن المؤسسة عميقة الجذور تولد ثقافة تاريخية تبرز فيها المنجزات والشخصيات المؤثرة في مسار المؤسسة، فالثقافة المؤسسية توحد السلوكيات وتعطي معنى للأدوار وتقوي الاتصالات وتعزز القيم المشتركة ومعايير الأداء العالي.وقالت القائم بأعمال مدير التدريب والتطوير المهني بوزارة التربية والتعليم كوثر المعاودة، إن نتائج الالتزام بالقيم داخل المؤسسة هي المرونة والشفافية في التعامل، الانسيابية والتكاملية، وتقليل الازدواجية، ووضوح الرؤية والغاية من العمل، بالإضافة إلى أهمية الدفاع عن مبادئ المؤسسة، والشراكة في القرار المؤسسي.بيئة العملأما الجلسة الثانية، فخصصت لمحور «تطوير بيئة العمل»، وتحدثت فيها الأكاديمية والإعلامية لولوة بودلامة، عن أهمية تطوير بيئات العمل في المؤسسات، مؤكدة أنه لن يتحقق أي تقدم اقتصادي أو تنمية ولن تنهض المؤسسات إلا بإدارة رأس المال البشري بطريقة جيدة.وقال رائد الجودر، مدرب محترف في مجال التدريب الإداري والاستشارات المهنية، إن فوائد مواءمة الثقافة مع الاستراتيجية تزيد القابلية لتحقيق أهداف المؤسسة، وتوفر أساساً لاتخاذ قرارات التوظيف والترقية من خلال المزاوجة بين شخصية الفرد وثقافة المؤسسة، وتحد من دوران العمالة الموظفين من خلال تعزيز ولاء العاملين، وتخفض نفقات التوظيف والتدريب، إضافة لزيادة رضا وولاء العاملين يؤدي إلى زيادة رضا وولاء العملاء، والحد من التوتر بين العاملين وأرباب العمل.ودعا مدير برنامج مركز البحرين للتميز إبراهيم التميمي، إلى أهمية تطوير البيئة الجغرافية والمجتمعية لبيئة العمل، مؤكداً أن التغيير يبدأ بالسلوك الإداري عبر تعزيز شفافية النقل المعرفي بين الأجيال والمسؤولين والموظفين لتصنع موظفين مبدعين. أما أستاذ السلوك التنظيمي بجامعة مونارك بسويسرا حسن الفردان، فأكد على أهمية تعزيز الوعي بأهمية تحقيق التوازن بين بيئة العمل وبيئة المنزل، للرقي ببيئة العمل، وبما ينعكس على ذلك زيادة الإنتاجية والتنظيم، والرقي بالأداء.وتناولت الجلسة الثالثة، محور «مهارات بناء الفرق»، أشار خلالها الأمين العام المساعد للموارد البشرية والمالية بمجلس الشورى أحمد ناصر، إلى أهمية البيئة السليمة لتحفيز فريق العمل، ويأتي ذلك عبر التحفيز والتشجيع المستمر والحث على الإبداع الخلاق، لافتاً إلى أن الانخراط في فريق العمل يؤدي إلى إتاحة الفرصة لإبداء وجهات، وإخراج الموظف من العزلة الذاتية.من جانبه، قال زكريا خنجي، مستشار إداري وتطوير أعمال ومدرب معتمد، إن بناء فريق العمل يتشكل بقناعة أن العمل بأسلوب فريق العمل هو أنجح الأساليب، مشيراً أن الوصول إلى النتائج في فريق العمل يجب أن يكون وفق التفكير الجماعي.القيادة الفعالةمن جهتها، قالت رئيسة قسم إلزام التعليم بوزارة التربية والتعليم ليلى الملا، إن تطوير مهارات التواصل ضرورة من أجل الوصول للقيادة الفعالة، فعلى القائد أن يشرك من حوله في معارفه، وأن ينقل الإحساس بالضرورة وروح الحماس للآخرين، مؤكدة أن الاتصال هو قلب فريق العمل.وأكدت المدير التنفيذي لمركز زري العالمي للاستشارات زهراء باقر، أنه يجب على قائد فريق العمل تقديم مصلحة أعضاء فريقه أمام مصلحته الشخصية، لأن القادة الحقيقين يتحركون بدافع من حب الغير وليس لتحقيق مجد شخصي، فسيكونون على استعداد لذلك.واختتم الملتقى أعماله في اليوم الثالث بعقد 4 ورش عمل، وقدم ورشة العمل الأولى زكريا خنجي، مستشار إداري وتطوير أعمال ومدرب معتمد، وكان عنوانها «بناء فرق العمل»، مؤكداً أن الهدف بناء فرق العمل، هو بناء الثقة والتعاون بين الأفراد، وتنمية مهارات الأفراد، وزيادة مداركهم عبر اتخاذهم القرارات الجماعية، مشيراً إلى أن ذلك يحقق الاتصال المفتوح بين أفراد الفريق ويسهل عملية تدفق المعلومات، ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة بما يكفل كفاءة الأداء.وتناولت الأكاديمية والإعلامية لولوة بودلامة، مهارات التواصل الفعالة، لافتة إلى أن التسويق الناجح يعتمد على فنون الاتصال، والاتصال الناجح هو الاتصال الذي يعتمد على الإصغاء، مشيرة إلى أن طرق النجاح وأساليب التميز في التسويق يعتمد على أسلوب التحدث، وفن التعامل مع المواقف، وفن التعامل مع الفروق الفردية وأنماط الأفراد.
970x90
970x90