لندن - (إيلاف): أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين أن «عاصفة الحزم» العربية ضد تمرد الحوثيين على الشرعية في اليمن، ستردع النظام الإيراني عن التمدد في المنطقة»، مشدداً على «ضرورة العمل على إخراجه من سوريا والعراق ولبنان أيضاً»، مقدماً تفاصيل عن «مساعدة ودعم السلطات الإيرانية للحوثيين».
وقال محدثين إن «هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نظام ولاية الفقيه مثل هذا الاصطفاف بعد الحرب العراقية الإيرانية بوجه سياسة التدخل العدواني وتصدير طهران للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة».
وأضاف أن «عملية «عاصفة الحزم» هي أول مانع حقيقي أمام تدخلات النظام الإيراني ومحاولاته التمدد في المنطقة». وتابع محدثين إن «معلوماتنا الدقيقة من داخل النظام تؤكد أنه قد فوجئ بهذا الخصوص، ولم يكن يتوقع مثل رد الفعل القوي هذا بوجه سياساته العدوانية». وأشار إلى أنه «في حال استمرار هذا الاتحاد فإنه ليس هنالك من أي سيناريو إيجابي في اليمن بالنسبة للنظام». وأوضح أنه «لهذا السبب فإن النظام يحاول بكل قواه من أجل وقف إطلاق النار في اليمن كي يحافظ على جانب من مكانته في اليمن حتى يتمكن في الخطوة اللاحقة من ترسيخ نفوذه هناك مرة أخرى». وقال «لو كان هناك في العراق وسوريا ولبنان موقف مشابه حيال النظام الإيراني فإن الأوضاع في المنطقة ستختلف تماماً».
وعن الدعم الإيراني الحالي للحوثيين، أشار محدثين إلى أنه «خلال عام مضى، كان قادة قوات القدس الإيرانية يترددون على اليمن بصورة مستمرة كما كان الحوثيون يحضرون إلى إيران وفي فبراير الماضي سافرت هيئة من الحوثيين إلى إيران والتقت جهات مختلفة في طهران من بينها مكتب المرشد العام آية الله علي خامنئي وقوات القدس وسائر المؤسسات ذات العلاقة بأوضاع اليمن، حيث كان موضوع اليمن والسياسات الإيرانية هناك مرتبطة بولي الفقيه علي خامنئي وقوات القدس المرتبطة مباشرة به أيضاً».
وأضاف أن «عدداً كبيراً من المؤسسات الحكومية الإيرانية مثل وزارة الخارجية لها دور فعال في موضوع اليمن لكن تحت إشراف قوات القدس وطبقاً للمعلومات المحددة للمقاومة الإيرانية فإن المسؤول المباشر عن اليمن في قوة القدس هو عميد الحرس أميريان».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الضروري الآن أن تتمدد «عاصفة الحزب» لتضرب النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان، أشار مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أن «تطاول نظام الملالي على المنطقة كلها وخصوصاً اليمن والعراق وسوريا كل مرتبط ببعضه، ولا يجب الاكتفاء باليمن، وإنما يجب إخراج النظام من سوريا والعراق ولبنان أيضاً، وبهذه الصورة سيتم طي بساط النظام من المنطقة كله».
وأضاف أنه «مع استمرار هذا الاتحاد العربي ضد ممارسات النظام الإيراني العدوانية في المنطقة، فإن الأزمات في داخل النظام ستشتد أيضاً ورغم أن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، والرئيس الحالي حسن روحاني ورموز النظام الآخرين تابعوا خامنئي في مواقفه ضد الائتلاف العربي، وضد السعودية، غير أن هناك بعض التيارات الداخلية للنظام بدأت تؤكد امتعاضها حيال ممارسات قوة القدس وقوات الحرس الإيرانية في اليمن».
وأشار محدثين إلى أن «خامنئي حاول جاهداً أن يقدم صورة أسطورية مرعبة عن قوة القدس وقائده الجنرال قاسم سليماني بين دول المنطقة من أجل إثارة الرعب والهلع غير أن هزيمته الفاضحة في تكريت والأوضاع في البحرين أبطلت ودحرت أسطورته». وأوضح أن «هناك حقيقة هامة للغاية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهي أن ملالي إيران قد فقدوا مقوماتهم ويجب ألا يقارن هذا النظام بنظام الخميني في الثمانينات، فخلافاً لمرحلة الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و1988، فإن تحمل النظام للخسائر البشرية قليل حالياً لكن نسبة هشاشة دوره وقوته وتقبله للضربات مرتفعة جداً».
وعن السبب الذي لم تجل فيه إيران رعاياها من إيران بينما أخرجت جميع الدول رعاياها من هناك، وفي ما إذا كان هؤلاء مكلفين من طهران بأعمال ومهمات داخل اليمن أشار محدثين إلى أنه «من الواضح أن جل الإيرانيين المتواجدين في اليمن هم من المتعاونين مع قوات الحرس الثوري وفيلق القدس فلم يقم هؤلاء بزيارة اليمن أو الإقامة فيها من أجل السياحة بل ذهبوا من أجل ممارسة الإرهاب».
وأضاف أنه «إذا وجدت شركات إيرانية في اليمن لاشك أنها تخضع لقوات الحرس وقوة قدس ولذلك فإن الإيرانيين المتواجدين في اليمن هم جزء من خطة نظام الملالي، من أجل الاستيلاء على هذه البلاد».
ولفت إلى أنه «كسياق ثابت، فإن نظام الملالي يستخدم سفاراته دوماً كرأس جسر لتمرير الخطط الخاصة بتصدير الإرهاب والتطرف، لكنه إثر عملية «عاصفة الحزم» وانغلاق الطرق السابقة لإيصال المساعدات والدعم للحوثيين، فإن طهران تقوم بمواصلة تقديم مساعداتها للحوثيين من خلال ثلاثة أوجه، هي، حضور قادة قوات القدس في ساحات العمليات العسكرية حيث تتركز مسؤوليتهم على الإرشاد والتوجيه للحوثيين، وإيجاد نظام ارتباطات ضروري للنظام الإيراني بالصورة التي تمكن الحوثيين من الارتباط بصورة مباشرة بقوات القدس في طهران ويتم توجيههم بما هو مطلوب منهم، وإرسال قوات وقادة أكثر من «حزب الله» الشيعي اللبناني لمساعدة الحوثيين مع ملاحظة أنه مع التصعيد في الحرب والمواجهات فإن حضور الإيرانيين وتحديداً القوات غير العربية في اليمن صارت مشكلة للنظام لهذا فقد تم التركيز على إرسال أعضاء «حزب الله» والذين بإمكانهم في الأوضاع والظروف الحالية القيام بتحركات ومناورات أكثر قياساً للإيرانيين».