واشنطن - (وكالات): أجرى ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات في البيت الأبيض أمس، فيما ذكرت مصادر إماراتية في واشنطن أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وعدداً من الملفات الساخنة أبرزها عمليات «عاصفة الحزم»، التي يقوم بها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأضافت المصادر التي وصفت المحادثات بـ «المهمة»، نظرًا إلى التطورات الراهنة في إقليم الشرق الأوسط، تضمنت علاقات التعاون الثنائي وآفاق تطويرها، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويرافق الشيخ محمد بن زايد وفد عالي المستوى، يضم بصفة خاصة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي، وعدد من كبار المسؤولين.
وقال يوسف مانع العتيبة سفير دولة الإمارات في واشنطن إن برنامج زيارة ولي عهد أبوظبي حافل بالاجتماعات المكثفة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغرس.
واعتبرت مصادر إماراتية أن زيارة الشيخ محمد بن زايد لواشنطن «مهمة في توقيت بالغ الدقة»، خصوصًا أنها تأتي مع استمرار العمليات العسكرية لـ «عاصفة الحزم» التي تشارك فيها الإمارات بهدف إعادة الشرعية إلى اليمن. وقالت المصادر الإماراتية إن هذه الزيارة ستكون فرصة لتبادل الآراء بين الشيخ محمد والرئيس الأمريكي التطورات الراهنة في إقليم الشرق الأوسط، وخاصة تلك القضايا التي ترتبط بأمن المنطقة واستقرارها، وفي مقدمتها الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش» وتطورات الأزمة الراهنة في كل من سوريا وليبيا، فضلًا عن تصاعد خطر التطرف والإرهاب في المنطقة، وذلك من أجل بلورة مواقف ورؤى مشتركة حول كيفية التعامل مع هذه القضايا. وقالت نشرة «أخبار الساعة» التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إن أهمية الزيارة تأتي من جانب آخر إنها قبل القمة المقررة بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي في يومي 13 و14 مايو المقبل في منتجع كامب ديفيد.
وبيّنت أن ثالث الاعتبارات هي أن هذه الزيارة تعكس قوة العلاقات الإماراتية الأمريكية، التي تعد نموذجاً يحتذى به في العلاقات المؤسسية القائمة على التفاهم والشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأوضحت أن الزيارة ستمثل فرصة لتعزيز العلاقات التي شهدت نقلة نوعية في الكثير من المجالات، لعل أبرز مؤشراتها في هذا السياق أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين وصل إلى أكثر من 27 مليار دولار أمريكي «نحو 98.7 مليار درهم إماراتي».
يشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من أكبر الدول المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، كما يصل حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة إلى أكثر من 21 مليار دولار موزعة بين الاستثمار في أسواق المال الأمريكية والاستثمارات المباشرة في الاقتصاد الأمريكي.