عواصم - (وكالات): قصفت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» مخازن أسلحة وذخيرة وصواريخ سكود باليستية تابعة للمتمردين الحوثيين وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في موقع فج عطان الجبلي جنوب صنعاء، ما تسبب في انفجارات كبيرة هي الأقوى قرب العاصمة منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل 26 يوماً، نتيجة تخزين المتمردين أسلحة وذخيرة خطيرة بكميات كبيرة في الموقع.
وأكد المتحدث الرسمي باسم عمليات عاصفة الحزم العميد ركن أحمد عسيري «استهداف قوات التحالف مواقع للصواريخ الباليسيتة ومخازن أسلحة في جبل عطان بصنعاء»، مشيراً إلى أن «عملية «فج عطان» تؤكد أن المخازن المستهدفة كانت تضم كميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ».
واهتزت العاصمة صنعاء بشكل غير مسبوق، وتطاير زجاج النوافذ على بعد كيلومترات من مكان الانفجار على تلة مطلة على المدينة من جهة الجنوب. وذكر شهود عيان أن الانفجارات التي أعقبت الغارة التي قد تكون الأعنف في النزاع الحالي، أسفرت عن تدمير مخازن الأسلحة والذخيرة ومواقع الصواريخ للمتمردين الحوثيين. وظل الاقتراب من الموقع متعذراً لفترة طويلة بعد الغارة بسبب الحرارة الكبيرة المنبعثة حتى مئات الأمتار من المخزن الواقع ضمن نطاق قاعدة للواء الصواريخ التابعة للحرس الجمهوري والموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على الانترنت كتلة نار ضخمة انبعث من موقع فج عطان تبعها دوي انفجار هائل وموجة من الضغط والغبار. واندلعت النيران في مخزن الذخيرة الذي يضم صواريخ، وارتفعت أعمدة الدخان الكثيف الذي غطى سماء صنعاء. وتضرر مبنى قناة «اليمن اليوم» الموالية لصالح. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية أن الغارات استهدفت منزل فارس مناع، وهو محافظ سابق لمحافظة صعدة معقل الحوثيين في الشمال وأشهر تاجر أسلحة في اليمن. وأشارت مصادر أخرى إلى أن غارة جوية أخرى استهدفت المعسكر الواقع في جبل نقم.
وفي شبوة، شنت طائرات التحالف غارات على مواقع لتجمعات الميليشيات، نتج عنها مقتل 16 حوثياً من الميليشيات، بينهم قياديون. كما قصف طيران التحالف مقراً لتجمع الحوثيين في محافظة الحديدة غرب اليمن، ومخازن الأسلحة التابعة للواء 67 الدفاع الجوي بالمحافظة. كما نفذت مقاتلات التحالف غارات على معسكر الحفا شرق صنعاء، وعلى مواقع للحرس الجهوري في أرحب شمال العاصمة، إضافة إلى شن غارات على صعدة في الشمال وتعز وعدن واب في الوسط والجنوب.
وفي عدن جنوباً، أكدت مصادر أن المتمردين الحوثيين وقوات تابعة للرئيس المخلوع واصلوا قصفهم أحياء سكنية في المدينة كان أشدها في منطقة خور مكسر.
وترافقت التطورات مع تحقيق المقاومة الشعبية في عدن تقدماً في جبهات عدة وسط غارات شنتها طائرات «عاصفة الحزم» على مناطق عديدة بينها دار سعد ودوار السفينة والعريش والمطار وبئر أحمد. وفي تطور آخر بقرية زندان بمديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، قالت مصادر إن مسلحي الحوثي فجروا منزل الداعية الإسلامي الشيخ عبد المجيد الزنداني.
وفي تطور ملحوظ، ظهرت تصدعات في معسكر الحوثيين.
وقد انضمت قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي تغطي أجزاء واسعة من حضرموت ومأرب وشبوة خاصة مناطق نفطية، إلى الرئيس اليمني المعترف به دولياً والمقيم في السعودية عبد ربه منصور هادي.
وجاء في بيان للواء الركن عبد الرحمن عبد الله الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى وقائد اللواء 37 مدرع «باسم جميع منتسبي المنطقة العسكرية الاولى ضباط وصف ضباط وجنود المرابطين بوادي وصحراء حضرموت نؤكد استمرارنا في دعم الشرعية الدستورية ممثلة في فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية القائد الأعلى للقوات المسلحة».
إلى ذلك، أشاد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتهم بالتحالف مع المتمردين الحوثيين، بقرار مجلس الامن الدولي الذي طلب من المتمردين الانسحاب من المناطق التي احتلوها وفرض عليهم حظراً على السلاح.
وبدعمه هذا القرار الصادر الثلاثاء الماضي عن مجلس الأمن الدولي، يلمح صالح - مهندس الهجوم الذي شنه المتمردون ضد هادي - إلى إمكانية الابتعاد عن حلفائه المتمردين. من جانبه، أكد المتحدث باسم عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري أن «المليشيات الحوثية تواصل عرقلة عمليات الإغاثة في اليمن»، موضحاً أن «المتمردين منعوا بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» من ممارسة مهامها»، لافتاً إلى «وصول سفينة إغاثة لليمن». وقال العميد ركن عسيري في المؤتمر الصحافي اليومي في الرياض في اليوم الـ 26 من عمليات «عاصفة الحزم» إنه «تم نقل بعض الجرحى والمصابين إلى جيبوتي للعلاج».
وثمن عسيري «انضمام قائد المنطقة الأولى لدعم الشرعية»، موضحاً أن «أهداف المرحلة الجديدة هي منع الميليشيات من التحرك على الأرض»، مضيفاً أنه «قوات التحالف شنت 129 غارة جوية على مواقع المتمردين أمس الأول وهي أكبر عدد من الطلعات»، مشدداً على أن «ميليشيات الحوثي تواجه ضغوطاً في صعدة معقل المتمردين في الشمال».
ووصف عسيري عمليات الميليشيات على الحدود السعودية بـ «الانتحارية»، وأنها «زرعت في عقول أتباعها الشهادة على تلك الحدود»، مؤكداً أن «مخازن فج عطان التي تم استهدافها احتوت على متفجرات إلى جانب صواريخ سكود»، مشيراً إلى أن «القبائل التي استضافت الميليشيات ومعداتها ستكون أهدافا مشروعة».
وشدد عسيري على أن «قوات التحالف ستضرب أي تجمع قبلي يستضيف ميليشيات المتمردين وقوات صالح».
وقال إن «الانتقال من مرحلة لأخرى يعني توزيع الجهد في العمليات العسكرية».
وذكر أن «القوات البرية اشتبكت خلال الساعات الماضية مع مليشيات الحوثي بقطاع نجران».
واوضح ان «المقاومة الشعبية تحقق تقدما في كريتر وخور مكسر والمعلا في عدن». واكد عسيري «استمرار المهام البحرية وعمليات تسهيل وصول مواد الاغاثة الى اليمن»، لافتاً إلى أنه «لن يسمح بأي محاولات بحرية لتهريب أسلحة للميليشيات الحوثية». وذكر أن «الهدف الأساس حماية المواطن اليمني من خلال التصدي للحوثيين». وفي رد على سؤال حول تسليح القبائل على الحدود، أفاد عسيري بأن «قوات التحالف تدعم كل من يؤيد الشرعية»، مشيراً إلى أن «القوات السعودية على الحدود تقوم بمهمتها على اكمل وجه، ولا حاجة الى تسيلح القبائل السعودية على الحدود». سياسيا، أعلن الكرملين أن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدا في محادثة هاتفية ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين، كما أعربا عن النية المتبادلة لبناء المزيد من التعاون الثنائي البناء في مختلف المجالات. من ناحية أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد خالد الحمد الصباح ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ خالد الجراح الصباح، أن «أمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي كل لا يتجزأ من أمن الكويت»، وأشارا إلى «تسخير الكويت كل إمكاناتها لخدمة المملكة». وقالت وزارة الداخلية الكويتية في بيان إنه «بناء على توجيهات سامية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قام الشيخ محمد الخالد والشيخ خالد الجراح يرافقهما وفد أمني وعسكري رفيع المستوى بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لتفقد القوات الكويتية المشاركة في «عاصفة الحزم» من قادة وضباط وأفراد الجيش الكويتي».